default Author

«الرقمنة» .. رحلة استكشاف غير محددة

|

ترى أغلبية الشركات التي شملتها الدراسة الرقمية، أنها عبارة عن رحلة استكشاف غير محددة الوجهة. فكل شركة تتبع مسارا خاصا بها في العالم الرقمي، وتشق طريقها بحسب التحديات التي تواجهها والفرص المتميزة. وهكذا فإن السؤال الذي يجب طرحه هنا، لا يجب أن يكون "كيف بالإمكان تحويل شركتي رقميا؟"، بل "كيف يمكنني تحقيق ميزة تنافسية في العالم الرقمي؟ وكيف باستطاعة التكنولوجيات الناشئة في العالم مساعدتي على تحقيق النجاح؟" لا يوجد شكل واحد للرقمية يناسب الجميع، ولا يوجد أسلوب واحد في الرقمية يناسب الجميع، أو طريقة صحيحة للتحول إلى الرقمية، حتى فكرة المقارنة بتجارب مماثلة غير واردة، على اعتبار أن الحلول الرقمية لم تنضج بعد. يقود ذلك إلى سؤال جوهري حول إذا ما سيكون هناك نموذج رقمي واحد تعتمده الشركات، أو على النقيض؟ ستوجد الرقمنة فرصا تتناسب مع شركة بعينها، ونموذج عملها، والإجراءات المتبعة فيها، وقد يصل بها الأمر إلى أن تكون بعدد الشركات الموجودة.

التوصيات الـ 10 في طريقك نحو «الرقمنة»
شكلت النتائج التي توصلنا إليها، الأساس للتوصيات العشر الموجهة للمديرين والتنفيذيين وأعضاء مجلس الإدارة الساعين إلى إدارة الرقمنة بشكل فعال داخل شركاتهم:
1 - بلورة معنى الرقمنة ضمن سياق الشركة وأهدافها، ومناقشة الكيفية التي تقوم بها وسائل الإعلام والمختصون بتعزيز الرقمية.
2 - اختر طريقك في العالم الرقمي، وحقق ميزة تنافسية من خلال تحديد الدور الذي تلعبه التكنولوجيا الرقمية في هيكلة شركتك، وتطوير المنتجات والخدمات التي تقدمها.
3 - احرص على أن يكون جميع الأشخاص مضطلعين على الرقمنة، من خلال تحقيق الفهم المطلوب لها على جميع مستويات الشركة، ابتداء من أعضاء مجلس الإدارة إلى أصغر موظف.
4 - احرص على استكشاف الفرص التي توفرها الرقمنة بعناية قبل الالتزام بحل أو استراتيجية رقمية محددة.
5 - كن حريصا عند استشارة المختصين في الفضاء الرقمي، الذين غالبا ما يكونون متحيزين بحسب خبرتهم.
6 - إشراك مجلس الإدارة في الرقمنة، خاصة في الحالات التي تقود إلى تحول نموذج الأعمال المعمول به؛ لوجود تأثير كبير لهذه المبادرات على المؤسسة بأكملها وارتباطها بشكل وثيق بمدى نجاحها.
7 - اجعل الأشخاص والإدارة والثقافة السائدة، المحرك الأساس لعجلة الرقمنة.
8 - ضرورة قياس الآثار المترتبة على الرقمنة والدور الذي تلعبه في تحقيق أهداف الشركة.
9 - لا تشعر بالحاجة إلى إيجاد استراتيجية رقمية شاملة قد لا تحتاج إليها.
10 - إدارة الآثار الناجمة عن المبادرات الرقمية على كامل المؤسسة، فحتى التعديلات الصغيرة قد تتطلب تغييرات واسعة النطاق.
تتغير التكنولوجيا الرقمية بشكل سريع، وتتخطى الحدود الموجودة باستمرار. وستواصل القيام بذلك وبشكل أسرع مما سبق. لذا يتعين على الشركات في المقام الأول فهم طريقة سير الأعمال في العصر الرقمي بشكل عام لتستطيع المنافسة، ومن ثم دراسة تأثيراتها في الشركة على المدى الطويل، وطريقة إدارتها، وأخيرا طريقتها في إيجاد القيمة.
يحتاج المديرون والتنفيذيون ومجالس الإدارات عند التفكير في نوع الاستثمارات والقدرات المطلوب تطويرها، إلى الأخذ في الحسبان الفرص الغنية للإبداع والتميز التي تتيحها الرقمنة غير المتوافرة في الوقت الراهن. وللاستفادة من ذلك لا بد من الاستكشاف والفهم والبصيرة. وخلاصة القول، يجب عدم الانجرار من دون تفكير نحو الرقمنة لتحقيق مكاسب وهمية، ولكن في المقابل ينبغي عدم تجاهل الإمكانات الكبيرة التي يتيحها الابتكار في التقنيات الرقمية.

إنشرها