الطاقة- النفط

«أوبك»: طاقة الإنتاج الفائضة عالميا تنكمش .. الحل في زيادة الاستثمارات

«أوبك»: طاقة الإنتاج الفائضة عالميا تنكمش .. الحل في زيادة الاستثمارات


أكدت وكالة بلاتس الدولية للمعلومات النفطية، أن كلا من السعودية والإمارات تمتلكان بالفعل طاقة إنتاجية فائضة لإنتاج براميل النفط الخام الإضافية لتزويد المشترين العالميين الرئيسين، وخاصة الهند التي تعد أحد محاور الطلب العالمي.
وأبرز تقرير حديث للوكالة تعهد المهندس خالد الفالح وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية بالتزام السعودية الكامل بالوفاء بكافة احتياجات الطلب على النفط في الهند مع طمأنة لكل المستهلكين خلال مشاركته في منتدى الطاقة "سيرا ويك" في نيودلهي.
وسلط التقرير الضوء على تأكيد السعودية وجود اتصال وثيق مع جميع المستهلكين الرئيسين لتبادل وجهات النظر معهم ومناقشة مخاوفهم وطمأنتهم وذلك بالتعاون بين كل الشركاء في "أوبك" وخارجها.
وقال التقرير إن الهند – وهي أكبر زبائن النفط الإيراني - لم تحدد بعد استراتيجية دقيقة لعمل المصافي الهندية بعد تطبيق العقوبات على إيران في أوائل تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.
وأضاف التقرير أن السعودية التي تنتج حاليا نحو 10.7 مليون برميل يوميا سترفع إنتاجها من النفط الخام في الشهر المقبل للتغلب على تأثيرات العقوبات الأمريكية على إيران والتي ستكون سارية المفعول اعتبارا من 5 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.
كما نقل التقرير عن كبار المسؤولين النفطيين في الإمارات خلال مشاركتهم في المنتدي نفسه تعهدهم بتزويد المستهلكين بأي حجم من البراميل الإضافية إذا دعت مقتضيات السوق إلى ذلك مع التركيز على الوفاء باحتياجات السوق الهندي بشكل رئيس.
ولفت التقرير إلى أن إيران تحاول الحفاظ على الهند كمشتر رئيس، وفي هذا الصدد تمنح خصومات كبيرة على الشحن كما تقدم ائتمان لمدة 60 يوما على مشتريات النفط، ما يجعل صفقات الشراء مربحة لمصافي النفط الهندية.
وأشار التقرير إلى أن الحكومة الهندية ستواجه سيناريو مليئا بالتحديات والصعوبات في أوائل العام المقبل وذلك في حالة إذا ما استمرت قفزات أسعار النفط الخام وكسرت حاجز 100 دولار للبرميل.
وسلط التقرير الضوء على تأكيدات المسؤولين في الهند أن بلادهم - باعتبارها ثالث أكبر مستهلك للطاقة في العالم - لا تستطيع الاعتماد على مصدر واحد للطاقة، ما يجعلها بحاجة إلى الاستعانة بجميع المصادر والموارد الأخرى مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة المائية والفحم والنفط والغاز والوقود الحيوي.
وشدد التقرير على ضرورة تعزيز حالة الشراكة القوية بين المنتجين والمستهلكين في سوق النفط الخام مع العمل على تشجيع الدول المنتجة للنفط الخام على الاستثمار في قطاع النفط في أسواق الدول النامية بصفة خاصة.
وفي سياق متصل، مالت أسعار النفط الخام إلى الانخفاض تحت تأثير زيادة المخزونات النفطية الأمريكية واستمرار زيادات الإنتاج من تحالف المنتجين في "أوبك" وخارجها لتأمين المعروض وذلك مع اقتراب موعد تطبيق العقوبات الأمريكية على إيران مطلع الشهر المقبل.
وأدت المخاوف المسيطرة على السوق من جراء العقوبات الأمريكية إلى كبح تحقيق مزيد من التراجعات السعرية، إلى جانب وجود بيانات أخرى عن التباطؤ الاقتصادي وتراجع الطلب بسبب الصراعات التجارية الدولية.
وفي هذا الإطار، قال لـ"الاقتصادية" جوران جيراس مساعد مدير بنك "زد أيه إف" في كرواتيا، إن أسعار النفط الخام مالت إلى الهدوء إثر التفاهمات السعودية - الأمريكية الأخيرة وتراجع المخاوف من العوامل الجيوسياسية إلى جانب وجود تنسيق آخر مع روسيا لتعزيز الإمدادات وتعويض أي فجوة قد تحدث في المعروض في الشهر المقبل مع تطبيق العقوبات.
وأوضح أن بعض التقديرات الدولية تشير إلى أن خسائر المعروض تبلغ حتى الآن 1.5 مليون برميل يوميا شاملة خسائر النفطين الإيراني والفنزويلي، مبينا أن هذه الخسائر تقابل بزيادات جيدة من دول "أوبك" وبمساندة متميزة أيضا من روسيا، حيث إنه بحلول الشهر المقبل قد تتم تغطية كامل التراجع في العرض.
من جانبه، أكد لـ"الاقتصادية"، أندريه جروس مدير قطاع آسيا في شركة "إم إم أيه سي" الألمانية للطاقة، أن المباحثات التي تجرى حاليا بين "أوبك" والهند تأتي في وقت دقيق من عمر السوق النفطية التي تواجه حالة من عدم اليقين وسرعة حدوث المتغيرات، معتبرا أن هذه المباحثات تستهدف بالأساس طمأنة المستهلكين على وضع السوق بعد موجة ارتفاع الأسعار الحادة الحالية.
وأشار إلى أن الهند والعديد من الاقتصاديات الناشئة تعاني تراجع قيمة العملة الوطنية أمام الدولار الأمريكي وهو ما يرفع تكلفة النفط بشكل كبير ويؤثر في مستوى الطلب ومن ثم في معدلات النمو، مشيرا إلى أن الركود الاقتصادي في الاقتصاديات الدولية خاصة الآسيوية ليس من صالح أحد خاصة المنتجين.
من ناحيتها، قالت لـ"الاقتصادية" ويني أكيلو المحللة الأمريكية في شركة "أفريكا إنجنيرينج"، إن بعض المؤسسات والمصارف الدولية مثل باركليز تراهن على أن الأسعار لن تواصل قفزاتها إلى 100 دولار وقد تبقى حول 80 دولارا للبرميل باعتبار أنه لا توجد أزمة حقيقية في العرض حتى الآن ولا يوجد أي مستهلك يبحث عن النفط ولا يجده.
ولفتت إلى وجود زيادات ملموسة في الإمدادات من السعودية وروسيا والولايات المتحدة، مبينة أن المخاوف والضغوط السائدة في السوق ربما ترجع إلى عوامل نفسية مع اقتراب موعد فرض العقوبات الأمريكية على طهران وما سوف يصاحبها من تهاو في مستوى الصادرات النفطية.
وفيما يخص الأسعار، انخفضت أسعار النفط أمس، وسط توقعات بزيادة مخزونات النفط الخام الأمريكية، لكن المؤشرات على انخفاض صادرات الخام الإيرانية هذا الشهر حدت من الخسائر.
انخفض خام القياس العالمي مزيج برنت في العقود الآجلة تسليم كانون الأول (ديسمبر) ستة سنتات أو ما يعادل 0.07 في المائة إلى 80.72 دولار للبرميل، بحلول الساعة 06:54 بتوقيت جرينتش.
وتراجع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي في عقود تشرين الثاني (نوفمبر) 14 سنتا إلى 71.64 دولار للبرميل.
وارتفعت مخزونات النفط الأمريكية الأسبوع الماضي، للأسبوع الرابع على التوالي، بنحو 1.1 مليون برميل، وفقا لاستطلاع أجرته "رويترز" قبيل صدور بيانات معهد البترول الأمريكي وإدارة معلومات الطاقة الأمريكية.
وفي أول أسبوعين من تشرين الأول (أكتوبر)، صدرت إيران 1.33 مليون برميل يوميا من الخام إلى دول من بينها الهند والصين وتركيا وفقا لبيانات رفينيتيف أيكون. ويمثل ذلك انخفاضا من 1.6 مليون برميل يوميا خلال الفترة نفسها من أيلول (سبتمبر).
وتظهر البيانات أن الصادرات في تشرين الأول (أكتوبر) الجاري تمثل انخفاضا كبيرا من 2.5 مليون برميل يوميا صدرتها إيران في نيسان (أبريل) الماضي، قبل أن ينسحب الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في أيار (مايو) الماضي من الاتفاق النووي العالمي المبرم مع إيران ويأمر بإعادة فرض عقوبات على البلاد.
وتراجعت سلة خام "أوبك" وسجل سعرها 79.31 دولار للبرميل أمس الأول، مقابل 79.36 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أمس، إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 15 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق رابع انخفاض له على التوالي، كما أن السلة خسرت نحو دولارين مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 81.88 دولار للبرميل.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط