الطاقة- النفط

«وكالة الطاقة»: النفط الإيراني فقد 800 ألف برميل يوميا .. وينتظر خسائر أكثر فداحة

«وكالة الطاقة»: النفط الإيراني فقد 800 ألف برميل يوميا .. وينتظر خسائر أكثر فداحة

أكدت وكالة الطاقة الدولية، أن إيران فقدت بالفعل نحو 800 ألف برميل يوميا من الصادرات النفطية حتى الآن، متوقعة استمرار الاضطرابات الإنتاجية وتراجع الصادرات خلال الشهر المقبل على الأقل مع تطبيق العقوبات الأمريكية في الرابع من تشرين الثاني (نوفمبر).
وقال تقرير حديث للوكالة، "إن خطر انقطاع الإمدادات ارتفع أكثر من أي وقت مضى، خصوصا في إنتاج ليبيا، إضافة إلى الخسائر المستمرة في فنزويلا، ما يجعل السوق النفطية ضعيفة وضيقة للغاية".
وعلى الرغم من ذلك أوضح التقرير أن سوق النفط تشهد حالة من توافر الإمدادات بشكل كاف في الوقت الحالي.
وأشار تقرير الوكالة إلى أن إنتاج النفط العالمي زاد بمقدار 1.4 مليون برميل يوميًا منذ شهر أيار (مايو) الماضي، ما ساعد على إنشاء مخزون بمعدل يبلغ 0.5 مليون برميل في اليوم خلال الربع الثاني من العام، ومن المحتمل أن يكون الربعان الثالث والرابع على نفس النحو نتيجة لتخزين كميات كبيرة من النفط الخام في مراحل سابقة.
وشدد التقرير على أن هذه المستويات العالية من الإنتاج النفطي ستجعل سوق النفط لا تواجه خطر النقص الحاد في الوقت الراهن إلا أن ذلك جاء على حساب الطاقة الاحتياطية التي انخفضت بالفعل إلى 2 في المائة فقط من الطلب العالمي.
ولفت التقرير إلى أنه مع حدوث مزيد من التخفيضات الإنتاجية سيؤدي ذلك إلى استنزاف واسع للطاقة الاحتياطية، محذرا من أن تشهد الفترة المقبلة – بحسب تقدير وكالة الطاقة الدولية – تسجيل مستوى أسعار أعلى وهو أمر له تأثير سلبي محتمل في نمو الاقتصاد العالمي.
وذكرت الوكالة في تقريرها أن الطبيعة التاريخية لسوق النفط تتسم بدورات متعددة وصعود وهبوط متوال في مستوى الأسعار، مشيرا إلى أن أهم ما يميز الدورة الحالية أن كل من العرض والطلب يقف حاليا عند مستوى 100 مليون برميل يوميا وذلك للمرة الأولى.
وذكرت الوكالة في تقريرها أن السوق تشهد تحولات وتغيرات جذرية حيث كان قبل سنوات قليلة يتخوف من ارتفاع إمدادات النفط بينما الآن المخاوف على الإمدادات تحرك الأسعار إلى مستويات قياسية غير مسبوقة.
ورجح التقرير أن يبدأ الإنتاج من دول خارج "أوبك" في التراجع خلال الفترة المقبلة، بعدما سجل مستويات قياسية في الارتفاع منذ عام 2014 بقيادة ثورة النفط الصخري الأمريكي وبدعم من الزيادات الكبيرة في إنتاج كل من البرازيل وأماكن أخرى.
وتوقع التقرير أنه في المستقبل قد يأتي كثير من الإمدادات المحتملة إلى السوق من دول مثل العراق وليبيا ونيجيريا وفنزويلا إذا كان من الممكن التغلب على التحديات المختلفة خاصة المخاطر الجيوسياسية.
إلى ذلك، قال لـ "الاقتصادية" دان بوسكا كبير المحللين في بنك "يوني كريديت" البريطاني، "إن سوق النفط الخام في حالة توتر شديدة قد تدفع الأسعار إلى مستويات قياسية جديدة ربما تتجاوز 100 دولار للبرميل مع بدء سريان العقوبات الأمريكية على طهران الشهر المقبل"، مشيرا إلى عودة تأثير المخاطر الجيوسياسية بقوة في السوق.
وذكر أن إيران خسرت بالفعل حتى الآن ما بين 700 إلى 800 ألف برميل يوميا من إنتاجها، لكنها تسعى إلى تفادي العقوبات من خلال إخفاء صفقاتها التصديرية واللجوء إلى التخزين في الناقلات البحرية ووقف أجهزة رصد وتتبع السفن، لافتا إلى توقع كثيرين أن تتجاوز خسائر النفط الإيراني مليوني برميل يوميا مع تطبيق العقوبات كاملة في الشهر المقبل.
من جانبه، أكد لـ "الاقتصادية" جون هال مدير شركة "ألفا انرجي" الدولية للطاقة، أن "أوبك" لديها قدرات احتياطية هائلة قادرة على تعويض أي نقص في المعروض النفطي كما تقوم روسيا أيضا بزيادات إنتاجية مؤثرة لكن بسبب عوامل أخرى استمر ارتفاع الأسعار ربما يكون بعضها نتيجة المخاوف والقلق في السوق، معتبرا ارتفاع الأسعار يؤثر سلبا في الطلب.
وأوضح أن كثيرا من شركات الطاقة الدولية على قناعة تامة بأن أسعار النفط الخام لن تعود إلى الانخفاض ومن ثم تخطط في استثماراتها الجديدة على أساس متوسط سعر البرميل فوق 65 أو 70 دولارا للبرميل بينما كانت في العام الماضي تضع في محفظتها الاستثمارية تقديرات أقل بكثير لسعر البرميل.
من ناحيته، قال لـ "الاقتصادية" ردولف هوبر الباحث في شؤون الطاقة ومدير أحد المواقع المتخصصة، "إن مستوى الأسعار المرتفع الحالي مشجع جدا للاستثمارات النفطية خاصة طويلة المدى التي لا يقبل عليها المستثمرون إلا في أضيق الحدود تخوفا من المفاجآت والمتغيرات المتلاحقة في سوق الطاقة"، لافتا إلى أنه رغم البيئة الاستثمارية الحالية الشديدة الجاذبية إلا أن الشركات ما زالت ملتزمة بالانضباط في الإنفاق الرأسمالي بعدما استوعبت جيدا الدرس من الدورة الاقتصادية الصعبة في السنوات الأربع الماضية.
وأشار إلى أنه على الرغم من أن العرض والطلب متوازنان في السوق إلا أن حالة التوتر والتقلبات تخيم على أسعار النفط الخام ترقبا للنتائج النهائية لتطبيق العقوبات الأمريكية على إيران وحجم تأثيرها في المعروض النفطي. وفيما يخص الأسعار، ارتفعت عقود النفط الآجلة أمس، وسط التوترات الجيوسياسية التي أذكت المخاوف المرتبطة بالمعروض، لكن بواعث القلق المتعلقة بآفاق الطلب في الأمد الطويل أثرت سلبا في الأسعار.
وتلقت أسواق النفط دعما في أعقاب بيانات أظهرت أن كوريا الجنوبية لم تستورد أي نفط من إيران في أيلول (سبتمبر) للمرة الأولى منذ ست سنوات، قبل أن يبدأ فرض العقوبات الأمريكية على طهران في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. وزاد خام برنت 98 سنتا بما يعادل 1.22 في المائة إلى 81.41 دولار للبرميل بحلول الساعة 0710 بتوقيت جرينتش، متجها صوب تحقيق أكبر مكاسبه اليومية منذ التاسع من تشرين الأول (أكتوبر) الجاري. وارتفعت العقود الآجلة للخام الأمريكي 45 سنتا أو 0.62 في المائة إلى 71.77 دولار للبرميل، لتواصل المكاسب التي حققتها يوم الجمعة الماضي بعد خسائر كبيرة يومي الأربعاء والخميس الماضيين.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط