default Author

نباتات تنقذ العالم «1»

|

في كل يوم يزداد العيش على هذه الأرض صعوبة رغم كل وسائل التطور الحديثة، إلا أن أساسيات الحياة بدأت تتناقص بالتدريج نتيجة عديد من العوامل، أخطرها الإنسان نفسه.
والنبات جزء من مكونات الحضارة الإنسانية رافق البشر منذ البدء، فكان الغذاء والدواء لهم، واليوم تلعب النباتات أدوارا أكبر وأكثر من ذلك، وتقف بجوار الإنسان لتحل معضلة ما جنته يداه، وتنقذه مما هو فيه، فبالنسبة إلى الغذاء يعتمد البشر على ثلاثة أنواع رئيسة يومية في جميع أنحاء العالم هي الذرة والقمح والأرز، لكنها جميعا محاصيل موسمية تحتاج إلى الماء باستمرار والتربة، لذا مع تزايد البشر وحاجاتهم الغذائية كان لا بد من تحويل هذه النباتات إلى نباتات معمرة، تمدنا بالمحصول طوال السنة، وهذا ما يعمل عليه الباحثون!
أما الطحالب التي ننظر إليها بازدراء ونحاول التخلص منها فتعد أهم وأعظم المصادر النباتية إنقاذا للبشرية، فهي لا تحتاج إلا إلى كميات بسيطة من الماء وتنمو بشكل سريع جدا، وأسرعها نموا على كوكب الأرض سرخس الأزولا، لأنه يمتص كمية كبيرة جدا من النيتروجين، ما يجعله مصدرا غنيا جدا للسماد وعلف المواشي، كما يستخدم في الترشيح البيولوجي للصرف الصحي، ومصدر للطاقة الحيوية. وتشير التقديرات إلى أن إنتاج 15 ألف ميل مربع من الطحالب يمكن أن يزود الولايات المتحدة بجميع احتياجاتها من الوقود ــ أي نحو 1/7 من الأراضي المزروعة حاليا بالذرة. ويتوقع المختصون أنه بحلول عام 2025 سيتم تنقيح هذه التكنولوجيا إلى النقطة التي سينخفض فيها سعر الجالون ليتجاوز تكلفة النفط.
وهناك أنواع من الطحالب الخضراء المجهرية، مثل بوتريوكوكوس بروني، الموجودة في بحيرات المياه العذبة في جميع أنحاء العالم، سهلة النمو والحصاد، قد تستخدم في امتصاص ثاني أكسيد الكربون من محطات توليد الطاقة التي تعمل بالفحم.
في عام 2010، استخدمت طائرة مزدوجة الدفع لأول مرة وقودا من الطحالب بنسبة 100 في المائة، في رحلة جوية في معرض برلين الجوي. وقبل عامين، أعلنت شركة رولز رويس وشركة الطيران إدز أنهما تخططان لبناء طائرة تعمل بالوقود الحيوي والرياح والطحالب بحلول عام 2033، التي ستقلل من نفث ثاني أكسيد الكربون بنسبة 75 في المائة من طائرات اليوم. 
أما سرخس براكن، الذي لديه قدرة خارقة على النمو في الأرض الملوثة بالمعادن الثقيلة، مثل الرصاص والنيكل والكادميوم والنحاس والزرنيخ، فهو ما يجعله أداة جيدة لإزالة التلوث من التربة، ليس هذا فقط، بل تخزن المعادن في أنسجتها ليتم استخلاصه منها بالحرق لاحقا.

إنشرها