الطاقة- النفط

11 تريليون دولار الاستثمارات النفطية في مشروعات المنبع والمصب حتى 2040

11 تريليون دولار الاستثمارات النفطية في مشروعات المنبع والمصب حتى 2040

أكدت منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" ثقتها بأن الحاجة إلى النفط والغاز ستظل قائمة وبنسبة غالبة في مزيج الطاقة العالمي على مدار عقود مقبلة، وأن التقنيات الحديثة كفيلة بتقليل الانبعاثات تماما وإزالتها في نهاية المطاف، بما يطمئن العالم بخصوص التحديات البيئية الراهنة.
وقال تقرير حديث للمنظمة – عن نتائج مشاركة الأمين العام محمد باركيندو فى أعمال المؤتمر المالي في لندن أخيرا – "إن قضية خفض الانبعاثات تحتل اهتماما كبيرا من منظمة أوبك التي تدعم العمل المنسق داخل الصناعة ومن خلال عديد من منصات البحث والتطوير مثل مبادرة النفط والغاز من أجل تنفيذ إجراءات جماعية جريئة في هذا المجال".
وبالنسبة إلى المخاطر الجيوسياسية، أوضح تقرير "أوبك" أنه من المهم التأكيد على أنه إذا كانت صناعتنا قلقة بشأن السياسات التي تؤثر بشكل سلبي في النفط، محذرا من حدوث مزيد من التقلب بشكل كبير فى سوق النفط الخام، معتبرا هذا ليس في مصلحة المنتجين أو المستهلكين على السواء.
وشدد التقرير على أهمية تعزيز وضع الاستثمارات الجديدة مقدرا حجم الاستثمارات المطلوبة والمتعلقة بالنفط الخام في جميع مشروعات المنبع والمصب بنحو 11 تريليون دولار حتى عام 2040.
وأشار التقرير - نقلا عن باركيندو - إلى تأكيده أن حجر الأساس للاستثمار والنمو لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال التوازن والاستقرار في السوق النفطية.
ولفت تقرير "أوبك" في هذا الصدد إلى أن الدول الأعضاء في منظمة أوبك ملتزمة تمامًا بدعم الاستثمارات في كل مراحل الصناعة المختلفة وبشكل كامل كما تعد مسألة جذب الاستثمارات العالمية محور التركيز الرئيسي في "إعلان التعاون" بين المنتجين.
وأفاد التقرير أن المنتجين في "أوبك" وخارجها بحاجة إلى العمل معًا لتحقيق تفكير منطقي وطموحات واقعية لمستقبل أفضل لمنظومة الطاقة في العالم، مشيرا إلى أنه على مر السنين ساندت "أوبك" عديدا من أشكال التعاون في مجال الطاقة بما في ذلك التنسيق بين المنتجين والمستهلكين على حد سواء، كما أنها جاهزة للحوار مع جميع أصحاب المصلحة في الصناعة.
وفى سياق متصل، توقع محللون نفطيون أن تواصل أسعار النفط الخام مكاسبها خلال الأسبوع الجاري مع اقتراب موعد تطبيق العقوبات على إيران في 4 نوفمبر المقبل وهو ما تسبب في موجة من القلق في السوق على أمن الإمدادات.
وأشار المحللون إلى أن تقليص وكالة الطاقة الدولية توقعاتها بشأن نمو الطلب أسهم فى تعزيز الأسعار على مدار الأيام الماضية، لكن كبح صعود الأسعار ارتفاع الحفارات الأمريكية وتداعيات الأعاصير في الولايات المتحدة إلى جانب استمرار تأثير تصاعد الحرب التجارية الأمريكية الصينية.
وفي هذا الإطار، يقول لـ "الاقتصادية"، روبرت شتيهرير مدير معهد فيينا الدولي للدراسات، "إن هناك زيادات ملحوظة في الإمدادات سواء من "أوبك" أو خارجها لكنها لن تمنع استمرار صعود الأسعار بسبب كل من العوامل الجيوسياسية والنفسية في السوق خاصة مع اقتراب موعد فرض العقوبات على إيران".
وأشار شتيهرير إلى أن منظمة أوبك زادت معروضها بنحو 500 ألف برميل يوميا اعتبارا من نهاية الربع الثاني كما زاد الإنتاج الأمريكي بنحو 400 ألف برميل يوميا، لافتا إلى أن المعروض العالمي من النفط الخام بحسب تقديرات وكالة الطاقة الدولية ارتفع فوق 100 مليون برميل يوميا في الربع الثالث، لكن كثيرين يعتقدون أن حجم التهاوي في المعروض من إيران وفنزويلا قد يكون أكثر تأثيرا في السوق في الربع الأخير من العام.
من جانبه، أوضح لـ "الاقتصادية"، بيل فارين برايس مدير شركة "بتروليوم بوليسي إنتلجنس"، أن فرص استمرار نمو الأسعار كبيرة للغاية في ضوء تقدير عديد من المنظمات الدولية وعلى رأسها وكالة الطاقة الدولية لوضع السوق، الذي تؤكد فيه أن تضاؤل إمدادات النفط الاحتياطية سيبقي مستوى الأسعار مرتفعا.
وأشار برايس إلى أن مستوى الطاقة الاحتياطية في عديد من الدول المنتجة لا يتجاوز 2 في المائة من حجم الطلب وقد يتراجع على نحو أكبر إذا استمر استنزاف الطاقة الاحتياطية بوتيرة أسرع نتيجة تداعيات التراجع الحاد في المعروض النفطي من إيران وفنزويلا إلى جانب الانقطاعات المتكررة في دول مثل ليبيا ونيجيريا وأنجولا وغيرها.
من ناحيته، يقول لـ "الاقتصادية"، ديفيد لديسما المحلل فى شركة "ساوث كورت" للطاقة، "إن الاقتصاديات الناشئة – وهو الأسرع في النمو التي تقود الطلب على النفط – تواجه تحديات جسيمة في هذه المرحلة وهي انخفاض عملاتها أمام الدولار الأمريكي "زيادة تكلفة الطاقة" وأيضا ارتفاع أسعار النفط الخام إلى مستويات قياسية هي الأعلى في أربع سنوات، ما يهدد بتعطيل النمو الاقتصادي فيها".
وذكر لديسما أن منظمة أوبك مطالبة من السوق العالمية بتوفير مزيد من الإمدادات النفطية الاحتياطية خاصة في ضوء تحذير وكالة الطاقة الدولية من أن الأسعار وصلت إلى مرحلة خطرة وتهدد مستوى الاستهلاك، منوها بأن "أوبك" قد تستجيب بشكل مؤثر لتعزيز الإمدادات في اجتماعها في ديسمبر المقبل.
من ناحية أخرى، استقرت أسعار النفط في ختام الأسبوع الماضي، حاذية حذو ارتفاع طفيف في أسواق الأسهم، بعد أن هبطت في وقت سابق من الجلسة بفعل توقعات ضعيفة لنمو الطلب على الخام.
وتعافت أسواق الأسهم حول العالم بعد موجة مبيعات استمرت عدة أيام لكنها سجلت أكبر خسائرها الأسبوعية في أشهر، بينما صعدت عوائد سندات الخزانة الأمريكية واحتفظ الدولار بمكاسبه.
ودفع هذا التحرك عقود النفط إلى الارتفاع قليلا في أواخر جلسة التداول بعد أن تعرضت لضغوط من توقعات متشائمة بشأن الطلب.
وقالت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري "إن أسواق النفط يبدو أنها تتلقى إمدادات كافية الآن، بعد زيادة كبيرة في الإنتاج في الأشهر الستة الماضية، وقلصت توقعها لنمو الطلب العالمي على الخام للعامين الحالي والمقبل".
وأضافت الوكالة التي تقدم المشورة للدول الصناعية بشأن سياسة الطاقة إلى أن هذا الأمر يرجع إلى ضعف الآفاق الاقتصادية العالمية والمخاوف التجارية وارتفاع أسعار النفط.
وبحسب "رويترز"، أنهت عقود خام القياس العالمي مزيج برنت جلسة التداول مرتفعة 17 سنتا لتبلغ عند التسوية 80.43 دولار للبرميل بعد أن منيت بخسائر بلغت 3.4 في المائة يوم الخميس، فيما أغلقت عقود الخام الأمريكي مرتفعة 37 سنتا إلى 71.34 دولار للبرميل، وفي المجمل فقد سجل الخامان القياسيان أول هبوط أسبوعي في خمسة أسابيع.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط