default Author

لغز مرض الدبلوماسيين

|
تعود القصة إلى خريف عام 2016، لكن لم يتم إعلانها إلا أواخر عام 2017؛ حيث أعلنت وكالة الأنباء أسوشيتد برس، حادثة غريبة من نوعها، تتمثل في معاناة نحو 24 دبلوماسيا أمريكيا في كوبا فقدان السمع والدوار وتورم الدماغ، ما اضطر الحكومة إلى إعادتهم مبكرا إلى الولايات المتحدة. أفاد معظم الدبلوماسيين المتضررين بأنهم سمعوا أصواتا غريبة من منازلهم وغرفهم الفندقية. بعد بضعة أيام فقط، بدأوا يعانون الصداع وفقدان السمع وعددا من الأعراض الأخرى. أدى الحادث إلى توتر العلاقات الدبلوماسية بين أمريكا وكوبا، وخفضت موظفي السفارة 60 في المائة، كما طردت اثنين من الدبلوماسيين الكوبيين من سفارتهما في واشنطن؛ انتقاما مما اعتبرته هجمات مقصودة على دبلوماسييها. كان ما حدث لغزا حير وزارة الخارجية والباحثين، فلم يسبق أن حدث شيء مثل ذلك، ولم تجد وزارة الخارجية - بعد سلسلة من التحقيقات - سببا مقنعا له سوى أن هناك أجهزة تصنت، تصدر منها أصوات أثرت في سمع الدبلوماسيين. فقد أبلغ الدبلوماسيون عن سماع أصوات غريبة مركزة وموجهة إليهم في بقع محددة تشبه الأزيز، وبعضهم سمع رنينا صاخبا أو نغمة عالية النبرة، تشبه ما يصدر عن الصراصير أو حشرة السيكادا أو احتكاك المعادن في رشقات نارية قصيرة في الليل، قبل إصابتهم بالأعراض التي شملت الدوخة، والصداع، وطنين الأذن، والتعب، والمشاكل المعرفية، والمشاكل البصرية، وشكاوى الأذن، وفقدان السمع، وصعوبة في النوم، والغريب أن بعضهم قال إنهم كانوا يستطيعون المشي أو الخروج من أماكن الأصوات الصاخبة التي كانت مسموعة فقط في بقع معينة. تمت دراسة حالات المصابين في مركز علاج الإصابات الدماغية في كلية بيرلمان للطب في جامعة بنسلفانيا، تحت إشراف دوجلاس سميث، الذي أفاد بأن كل من شاهد هؤلاء المرضى كان مقتنعا تماما بأنهم مصابون بارتجاج في المخ، دون أن توجد أي آثار لرضوخ أو كسور أو ضربات في الرأس، ما زاد من حيرتهم، فلم يثبت حتى الآن أن الصوت مهما علت أو انخفضت موجته عن مستوى سمع البشر لا يتسبب في تدمير الدماغ، والثابت أنه قد يسبب فقدان السمع فقط. والمخيف أنه تم تشخيص الأعراض نفسها لدى دبلوماسيين أمريكيين في سفارة أمريكا في جوانجتشو الصين بعد سماعهم أصواتا غامضة، فهل ما حدث بسبب سلاح صوتي أو أنهم كانوا ضحايا أجهزة تصنت ترسل أشعة ضارة، أم أن السبب مجرد هستيريا جماعية؛ بسبب قلق وخوف الدبلوماسيين من بعض المناطق التي يكلفون بالعمل فيها؟
إنشرها