ثقافة وفنون

مسيرة «مستر بن» السينمائية على شفا «فيلم»

مسيرة «مستر بن» السينمائية على شفا «فيلم»

مسيرة «مستر بن» السينمائية على شفا «فيلم»

أميرة حمادة من بيروت

مَن منا لا يبتسم عندما يسمع اسم «ميستر بن»، الممثل البريطاني الذي أضحك الملايين بشخصيته الغريبة وإتقانه كوميديا الموقف ‏والإفيهات، وبعد سلسلة من الأعمال التي تركت بصمة في عالم التمثيل، توقف الممثل روان أتكينسون لمدة سبع سنوات لكنه عاد بشخصية الجاسوس البريطاني الشهير جوني إنجليش، محاولا إنقاذ وطنه متقمصا دور ‏العميل السري «جيمس بوند»، كعميل سري بريطاني ‏لكنه على النقيض ‏تماما، فهو جاسوس كوميدي بامتياز.

اختراق الاستخبارات البريطانية
ويعد فيلم «Johnny English Strikes Again» الجزء الثالث من سلسلة أفلام «جوني إنجليش» الذي جاء بعد نجاح مدوّ حققه الجزءان الأولان، الأول حمل عنوان «جوني إنجليش» وعرض عام 2003، والآخر بعنوان «جوني ‏إنجليش يولد من جديد» الذي ‏عرض عام 2011، وتربعا آنذاك على عرش شباك التذاكر. ‎
ويروي الفيلم قصة جاسوس بريطاني يدعى «جوني» يتبع لجهاز الاستخبارات البريطانية يعين في مهمة سرية للبحث عن المتسببين في ‏الاختراق ‏الأمني للاستخبارات وتعرض عملائها السريين للخطر، ورغم جديته أثناء تلقي المهام وتنفيذها، ‏إلا أنه لا يملك المهارات ‏الكافية لتنفيذ مهامه، حيث يتبع أسلوبا قديما وبدائيا غير مناسب ‏للعصر التقني الذي نعيش فيه، وهنا تأتي فلسفة «جوني» بأن ‏الأساليب القديمة والبدائية لا تزال لديها فائدتها رغم التطور التقني ‏والتكنولوجي الذي نعيشه‎.‎ لكن مهامه تتعرض للفشل في بعض الأحيان، وكما في كل أفلامه ومسلسلاته تخدمه الظروف والمواقف الساذجة في تحقيق المهمة، وسط ذهول أحد ‏رؤساء جهاز الاستخبارات.

ما بين التقليدي والحديث
‏عدو جوني الذي يدعى «جايسون» يلعب دوره الممثل جيك لاسي، هو شاب محترف في الوسائل التكنولوجية الحديثة، لدرجة أنه اخترع ‏أجهزة بتقنيات حديثة ‏وجديدة، وأصبح حديث الإعلام والناس، تستعين به رئيسة الوزراء البريطانية ليساعدها في ‏الوصول إلى الشخص الذي تحكم في جهاز ‏الاستخبارات إلكترونيا، ومع تعقب «إنجليش» لهذا الشخص، ‏وفشله في عديد من المهام، برفقة صديقه «باو» الذي لعب دوره بين ‏ميلر، يكتشف أن «جايسون» نفسه هو ‏الشخص المطلوب الذي يحاول السيطرة على العالم، فيحاول «إنجليش» تحذير رئيسة الوزراء ‏إلا أنها لا ‏تصدقه خصوصا أنها تعلم بأنه عميل غير كفء، وعلمت بكل الأخطاء التي افتعلها أثناء تنفيذ المهمة‎.‎
يحاول الفيلم مقاربة عصرين مختلفين من خلال إظهار جوني بمشاهد بعيدة عن التقنية، حيث إنه يجهل في بعض الأحيان كيفية استعمال الجوال وإظهار جايسون برجل تقني من الطراز الأول، يتحكم بكل ما حوله بالتقنية التي يستخدمها حتى إن جواله كان يظهر كجوال زجاجي غير متوافر في زمننا هذا، فكأن المخرج ديفيد كير كان يحاول أن يقدم لنا فكرة عن المستقبل والتطور التكنولوجي الذي سيعصف بنا.

نجاح المهمة

يستمر «إنجليش» في مهمته رغم قرار رئيسة الوزراء بابتعاده عن المهمة، نظرا لثقته الزائدة بنفسه، حيث ‏يتعاون مع الجاسوسة ‏‏«أوفيليا» التي أدت دورها أولجا كوريلينكو، لإلقاء القبض على «جايسون» بعد أن علمت ‏رئيسة الوزراء بنواياه الحقيقية في السيطرة على ‏العالم تكنولوجيا، وبالمصادفة البحتة ينجح «إنجليش» في ‏مهمته رغم أخطائه العديدة، ويحسب له هذا الإنجاز، وفي الختام تعتبر رئيسة الحكومة، تلعب دورها الممثلة إيما تومبسون، جوني إنجلش بطلا، ومخلصا لبريطانيا ويتم تكريمه بالمناسبة، بينما ‏كل ما فعله وفق الصور المرافقة له يحصل عن طريق الصدفة الكاملة.‏

نهاية مستر بن

توقف عن تقديم شخصية مستر بن في عام 2012، وكشف أنه لن يعاود الظهور أو تجسيد تلك الشخصية في فيلم سينمائي بالمستقبل، لافتا إلى أنه لم يعد لديه شيء جديد يمكن تقديمه في هذا الشأن، وعبر عن اكتفائه من هذه الشخصية إلى الأبد، وأمنيته في التقاعد وتعليم فنون المسرح للممثلين، وكشف أتكينسون (63 عاما) أنه ليس من المعجبين بأعماله، ولا يشاهدها مطلقا بعد ‏الانتهاء من تصويرها، لكنه أشار إلى أنه من الممكن أن يستثني من ذلك فيلمه الأخير «Johnny English Strike again»، مع الإشارة الى أنه في فترة سابقة من هذا العام ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بخبر وفاة «ميستر بن» إثر تعرضه لحادث سير لكن سرعان ما كذّبت صحيفة «ذا صن» البريطانية الخبر، مشيرة إلى أن لا صحة له، وأن ما تم نشره عبر مواقع التواصل الاجتماعي يندرج ضمن خانة الشائعات.

نجاحات

يذكر أن الجزء الأول من الفيلم الذي عرض عام 2003 حقق ما يقارب 22 مليون جنيه استرلينى على الصعيد المحلى، بينما الجزء ‏الثانى بعنوان «‏Johnny English Reborn‏» حقق ما يقارب 6.2 مليون جنيه استرلينى. ويعد الجزء الثالث من سلسلة أفلام «جوني ‏ذا إنجليش» واحدا من أكثر الأفلام التي طال انتظارها هذا العام، حتى أنه حصل على نسبة 94 في المائة فيما يتعلَّق بنسبة الجمهور الذين ينتظرونه ‏على الموقع الفني الشهير ‏Rottentomatoes‏.‏
والجدير ذكره أن صالات السينما في المملكة العربية السعودية بدأت بعرض فيلم «Johnny English Strike again» الكوميدي، وكانت الهيئة العامة للإعلام المرئي ‏والمسموع قد سبق أن أوضحت أن التصنيف العمري للفيلم هو PG12 حيث يلزم مرافقة الراشدين لمن هم تحت سن 12 عاما، مؤكدة ‏ترحيبها بجميع الأفلام المميزة التي تسهم في تعزيز مكانة السينما السعودية، وتلبي رغبة الحضور في دور العرض.‏
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من ثقافة وفنون