Author

الإرهاب الإيراني في أوروبا «اللطيفة»

|
كاتب اقتصادي [email protected]
"أنهيت تمويل أنشطة إيران الإرهابية حول العالم" دونالد ترمب، رئيس الولايات المتحدة ظل الأوروبيون، ولا سيما الثلاثة الكبار "بريطانيا، وألمانيا، وفرنسا"، يقاومون الحقيقة بشأن النظام الإرهابي في إيران. اعترضوا على التوجه الأمريكي الواضح بهذا الشأن، بحجج تجلب السخرية معها. تمسكوا بالاتفاق النووي الهزيل، رغم أنهم يعرفون أنه انتهى عمليا بخروج واشنطن منه. حاولوا الضغط على شركاتهم للبقاء في إيران وعدم الخوف من الغضب الأمريكي. قاموا بدور المحامي عن نظام إرهابي يحكم إيران، حتى إنهم اتفقوا مع "غريمتهم" روسيا بجدوى الاتفاق البائس! شغلوا آلياتهم الدبلوماسية بأقصى محركاتها لتخفيف الموقف الأمريكي من نظام الملالي، وقبلوا بالسخرية من جانب إيران نفسها على فشلهم في كل شيء بهذا الخصوص. فعلوا كل شيء، من أجل نظام علي خامنئي، رغم تورط هذا الأخير، ليس فقط في حروب ظالمة في بلدان أخرى، بل بوجود خلايا إرهابية على الأرض الأوروبية. عاشت الدول الأوروبية في الأحلام في الفترة الأخيرة، تأمل أن تعود الأمور ضمن نطاق الاتفاق النووي "الأوبامي" المشؤوم. والذي حدث أنها لم تستطع مواصلة المقاومة؛ لأن الحقيقة صارت طاغية على المشهد العام، ولأن حكوماتها لم تتمكن من الوقوف في وجه الامتعاض الشعبي لديها من جراء سياساتها الإيرانية الفظيعة. وفي الوقت الذي لا تزال فيه حكومتا بريطانيا وألمانيا تسيران بتوتر في إطار المنهج العقيم، أقدمت فرنسا على الخطوة التي كان عليها القيام بها منذ اليوم الأول. اعترفت - وكانت تعرف بلا شك - بأن إرهاب إيران ليس حكرا على مناطق خارج القارة الأوروبية، بل إنه في قلبها. ماذا فعلت؟ قامت بتجميد أصول وزارة الاستخبارات الإيرانية، ولاحقت أفرادا يعملون على الأراضي لحساب إرهاب خامنئي، بل علقت باريس تعيين سفيرها الجديد في طهران؛ لأسباب ترتبط بالإرهاب الإيراني على الأرض الفرنسية. ليس مهما التصريح الألماني الأخير، الذي أكدت فيه برلين أنها تشارك الولايات المتحدة مخاوفها بشأن إيران؛ فالحكومة الألمانية لا تزال تتمسك باتفاق نووي لا قيمة له، تحت مسميات بائسة إلى حد السخرية. والحق أن سياسات كهذه، باتت تشكل مخاطر على الشعوب الأوروبية نفسها، ولا سيما في أعقاب الكشف عن الخلايا الإرهابية النائمة لنظام خامنئي هنا وهناك. ورغم عدم اتفاق الرأي العام الأوروبي مع سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب حول كثير من القضايا، إلا أن توجهه بتأييد ترمب في مواقفه تجاه إيران قوي جدا، خصوصا أن الكشف عن النشاطات الإيرانية في الأراضي الأوروبية تأكد من الجانب الأوروبي نفسه وليس الأمريكي. ومن هنا، بات الحديث يتصاعد في أوروبا عن ضرورة المضي قدما في عملية الخنق المالي لنظام الملالي بأسرع وقت ممكن. هذا الحديث في أوساط الرأي العام يمضي قدما مع الخطوات، التي تقوم بها واشنطن لمزيد من الخنق المالي لطهران، ولا سيما مع اقتراب موعد الجولة الثانية من العقوبات الأمريكية القاصمة، التي تتضمن منع إيران من تداول الدولار، وحرمانها من تصدير نفطها. وترمب قالها بوضوح "كعادته" أخيرا. ماذا قال؟ "خروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، أنهى المكاسب المفاجئة للحرس الثوري الإيراني ووكلائه لتمويل أنشطة إيران الإرهابية حول العالم". ومع ذلك، لا تزال هنا قنوات مالية توفرها الساحة الأوروبية بصورة أو بأخرى، وهنا لا بد من التحرك الأوروبي الآن وليس غدا لتضييق الخناق المالي، ومنع عمليات إرهابية إيرانية مستقبلية. فالنار ستصيب أوروبا قبل الولايات المتحدة إذا ما بقيت السياسة الأوروبية البلهاء حيال طهران على حالها. لا شك أن التحرك الفرنسي الأخير يسهم في دفع دول أوروبية أخرى إلى إعادة النظر في مسألة العقوبات. الشركات الأوروبية كلها خرجت من إيران حتى بعد أن حصلت على تطمينات من حكوماتها، فهذه الشركات تعرف أنها لا تقوى على الغضب الأمريكي بصرف النظر عن "تطمينات" بلادها. وهذا أسهم في خنق مهم للحراك الاقتصادي الإيراني بشكل عام، كما أن المصارف الأوروبية توقفت بالفعل عن التعامل مع إيران، وصارت تدقق أكثر فأكثر في الأطراف المشتبه في إمكانية العمل معها لحساب إيران كجهات ثالثة أو حتى رابعة. إنها خطوة إلى الأمام لتصفية أي موارد مالية لهذا النظام الإرهابي الطائفي. مع ضرورة الإشارة إلى المعاناة المالية التي تعيشها إيران فعلا منذ أشهر، حيث أدت إلى منع النظام بيع وشراء العملات الأجنبية من محال الصرافة. وللتذكير كان الأمر مشابها على الساحة الإيرانية قبل توقيع الاتفاق النووي، الذي تتمسك به أوروبا حاليا. وانضمام أوروبا الآن بعد أن ثبت تمويل النظام الإيراني للإرهاب بكل أشكاله، سيؤدي حتما إلى تغيير قسري لسلوك هذا النظام، وربما يعجل بالتخلص منه على أيدي الشعب الإيراني نفسه. هذا الشعب الذي يتصدر قائمة الذين يعانون إرهاب خامنئي وتخريبه. وإذا كان الأوروبيون يتشدقون بحقوق الإنسان، فعليهم أن يعملوا على حمايتها على الساحة الإيرانية. فالاستثناءات في مثل هذه الأمور شيء مشين.
إنشرها