أسواق الأسهم- العالمية

"أوبك": تحالف منتجي النفط تحول إلى قوة عالمية

"أوبك": تحالف منتجي النفط تحول إلى قوة عالمية

أكدت منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك"، أن تحالف المنتجين تحول بالفعل إلى قوة عالمية لا يستهان بها من قبل جميع دول العالم بفضل التفاهمات بين كبار المنتجين، خاصة السعودية وروسيا.
وقالت المنظمة، "إن روسيا بقيادة الرئيس فلاديمير بوتين لعبت دورا في عملية "إعلان التعاون" حيث قدمت مساهمة لضمان انتعاش حقيقي في صناعة النفط العالمية".
وأوضح تقرير للمنظمة - نقلا عن الأمين العام محمد باركيندو - أن هذا الانتعاش في صناعة النفط الخام ما كان ليتحقق دون تعاون سعودي روسي، مبينا أن هذه الجهود جاءت في وقت دقيق شهدت فيه صناعة النفط الخام حالة من الانكماش هي الأخطر في تاريخها ما بين عامي 2014- 2016.
وأشار إلى ثقة أوبك" باستمرار التعاون مع روسيا، بهدف تحقيق كثير من النجاحات المتميزة في المستقبل.
من جانبها، أكدت شركة بريتيش بتروليوم العالمية "بي بي"، أن صناعة النفط الخام حاليا - منذ انهيار الأسعار في عام 2014 - أصبحت أكثر كفاءة وانضباطا وانتقائية بشكل كبير بشأن مشاريعها الرأسمالية.
وقال تقرير حديث للشركة "إن الجميع حاليا يتنافس على نطاق عالمي كشركات وكحكومات، ولذلك تطلع إلى بناء شراكات تنافسية في الأماكن التي تكون فيها شروط الاستثمار جيدة".
وقال التقرير "إن الاستثمار في إفريقيا يوفر فرصًا واعدة على المدى الطويل"، مشيرا إلى مشروعات الشركة المتميزة في مصر والجزائر وجنوب إفريقيا وأنجولا، مؤكدة وجود طاقة هائلة في إفريقيا بكل معنى الكلمة.
وفي سياق متصل، استهلت أسعار النفط الخام تعاملات الأسبوع بتراجع بعد مستويات قياسية سابقة عند أعلى مستوى في أربع سنوات وتعود التراجعات إلى إعلان واشنطن أنها قد تمنح بعض الإعفاءات لدول تقوم بشراء صادرات النفط الإيرانية.
كما عزز حالة هدوء الأسعار استمرار كبار المنتجين في إجراء زيادات تدريجية في الإمدادات النفطية خاصة مع تعهد السعودية بتعويض أي نقص محتمل في المعروض النفطي من إيران حتى لو جاءت الانخفاضات واسعة وتفوق التوقعات المسبقة.
وفي هذا الإطار، قال لـ "الاقتصادية" روبرت شتيهرير مدير معهد فيينا الدولي للدراسات الاقتصادية، "إن الأسعار مالت إلى الانخفاض فور تلقي السوق إشارة بوجود مرونة في الموقف الأمريكي تجاه العقوبات على إيران خاصة مع ترجيح منح استثناءات لبعض الدول المستوردة للنفط الإيراني، وقد يأتي في مقدمتها الهند، التي تعتمد بشكل كبير على وارداتها النفطية من إيران".
وأشار إلى أن تعديل الولايات المتحدة موقفها ربما يرجع إلى عدم استجابة المنتجين لضخ إمدادات واسعة - وفق الرغبة الأمريكية – أو ربما لقناعتها أن الطاقة الحالية غير قادرة على مواكبة نمو الطلب في ضوء النمو المتسارع في الطلب بما يوسع الفجوة مع العرض ويرهق المستهلكين بمزيد من الأسعار المرتفعة للنفط الخام.
من جانبه، أكد لـ "الاقتصادية" فيتوريو موسازي مدير العلاقات الدولية في شركة "سنام" الإيطالية للطاقة، أن إعلان السعودية أنها ستنفق 20 مليار دولار من أجل الحفاظ على طاقتها الاحتياطية وتعزيزها في السنوات المقبلة، أعطى انطباعا في السوق بتمسك السعودية بطاقتها الاحتياطية وتعزيزها وعدم المغامرة بها في ظروف السوق الحالية التي ما زالت إيجابية.
وأوضح أن هذا التوجه أظهر أن الطاقة الحالية ربما تكون غير كافية لتغطية الطلب، وأن الأمر يحتاج إلى قرارات جماعية للمنتجين بتعزيز الإمدادات خلال الشهور المتبقية من العام الجاري.
من ناحيته، قال لـ "الاقتصادية"، ماركوس كروج كبير محللي شركة "إيه كنترول" لأبحاث النفط والغاز، "إن سوق النفط الخام تجتاز واحدة من أكثر فترات التوتر وضعف الثقة وصعوبة توقع المتغيرات في السوق وتأثيرها في الأسعار"، مدللا على ذلك بتوقع روسيا هدوء الأسعار مع بداية موسم ضعف الطلب الموسمي في كانون الثاني (يناير) المقبل، لكن في المقابل هناك توقعات أخرى لدى قطاع عريض في روسيا أيضا بتجاوز الأسعار مستوى 100 دولار للبرميل قريبا.
ولفت إلى أن العوامل النفسية تؤثر في السوق بشكل كبير إلى جانب العوامل الجيوسياسية، لكن القليل هو من يركز حاليا على علاقة العرض والطلب، مشيرا إلى أن أساسيات السوق ما زالت جيدة وأن المرونة الأخيرة في الموقف الأمريكي بددت إلى حد ما حالة الخوف على العرض.
وفيما يخص الأسعار، انخفض النفط عن 83 دولارا للبرميل أمس، وكان خام القياس العالمي برنت منخفضا 1.38 دولار إلى 82.78 دولار للبرميل، بحلول الساعة 1041 بتوقيت جرينتش. وسجل الخام أعلى مستوياته في أربع سنوات عند 86.74 دولار الأسبوع الماضي. ونزل الخام الأمريكي 1.14 دولار إلى 73.20 دولار.
وقال المحللون لدى "جيه.بي.سي إنرجي" عن إعادة فرض العقوبات الأمريكية على إيران "هذا من أكبر عوامل دعم الخام. ورغم ما قلناه للتو، فلعلنا دخلنا بالفعل في مرحلة أكبر دعما من هذا التغيير، ليبدأ التأثير في الانحسار قريبا".
وينخفض النفط أيضا مع تركيز المستثمرين على زيادة إنتاج منتجين آخرين مثل السعودية، أكبر مصدر في العالم، لتعويض تراجع الإمدادات الإيرانية التي نزلت أكثر في تشرين الأول (أكتوبر) الجاري وفقا لبيانات تصدير.
وقلصت صناديق التحوط رهاناتها على ارتفاع الخام الأمريكي في أحدث أسابيع إلى أدنى مستوياتها في نحو عام حسبما أظهرته البيانات يوم الجمعة.
وقال المتعاملون "إن المخاوف المستمرة من أن تكبح الحرب التجارية الأمريكية الصينية النمو الاقتصادي أثقلت كاهل الخام هي الأخرى أمس".
وفقد الخام الأمريكي عند تسوية الجمعة نسبة 0.5 في المائة، في ثاني خسارة يومية على التوالي، مع استمرار عمليات التصحيح وجني الأرباح من أعلى مستوى في أربع سنوات 76.88 دولار للبرميل، وانخفضت عقود برنت بنسبة 1.1 في المائة.
لكن على مدار الأسبوع الماضي حققت أسعار النفط العالمية ارتفاعا بمتوسط 1.1 في المائة، في رابع مكسب أسبوعي على التوالي، مع استمرار التركيز على إمدادات إيران ومدى تأثير العقوبات الأمريكية فيها.
وتراجعت أسعار النفط الخام وسجل سعرها 83.24 دولار للبرميل يوم الجمعة الماضي، مقابل 84.09 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" أمس، "إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 15 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق أول تراجع عقب ارتفاع سابق، كما أن السلة كسبت نحو دولارين مقارنة بآخر تعاملات شهر أيلول (سبتمبر) الماضي، الذي سجلت فيه 81.48 دولار للبرميل".

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أسواق الأسهم- العالمية