Author

الحفاظ على الأرواح

|
مؤلم نبأ وفاة طفلة في عمر الزهور خرجت تبحث عن المتعة ببراءة في يوم اتضح أنه آخر أيام حياتها؛ بسبب إهمال وسائل السلامة في ملاهي الأطفال. نشاطر الأسرة المكلومة ألمها، وندعو لها بالصبر والسلوان، أما تلك الزهرة التي ذبلت قبل أوانها، فقد تكون منحت الحياة لكثيرين بعدها. لا بد أن يخضع المسؤولون عن التجاوزات والإهمال الذي يمكن أن يؤدي إلى مصائب على الأسر والوطن للحساب الشديد. لا يمكن أن نتجاوز عن التصرفات البعيدة عن الإنسانية، التي يتخذ منها كثيرون مصدات لمنع التطوير والحماية السليمة لمستخدمي حدائقنا وشوارعنا والمواقع العامة كافة. التعامل بقوة لا يعني أننا نعتبر أن ما حدث مقصودا لذاته، فذاك لا يمكن أن يتصوره أحد. إنما الهدف هو إيجاد الحماية والحس المسؤول لدى الجميع، أن نوجد حالة من النقد الذاتي، والبحث المستمر عن مواطن الخطأ لإصلاحها، ومواقع القصور لمعالجتها. الجهل بما يحدث في كثير من الأحيان سببه التعامل ببساطة، والنظر القاصر للمؤثرات التي يمكن أن تدفع بالخطر نحو فلذات الأكباد والكبار، فالجميع تحت خط الخطر إن نحن أهملنا البحث والمراجعة والتفتيش عن مكامن الخطر مهما قلت نسبتها. من يظنون أن التوفير في وسائل السلامة أمر مفيد، سيعلمون إن عاجلا أو آجلا أنهم واهمون، سيعلمون أن الالتزام بوسائل السلامة، والحرص على توفيرها للجميع هو الضمانة الأهم لحياة الناس، كما أنه الوسيلة المهمة نحو رقي الفكر واستدامة التحسين لحياة الناس. التمسك بالسلامة ليس خيارا يمكن التجاوز عنه. هذه المفاهيم أصبحت من ضرورات كل المجتمعات، حتى من كانوا يرون فيها ترفا في وقت مضى، أصبحوا اليوم يعيشون على معايير السلامة، التي أكدت أهميتها الخبرات والتطور الحاصل اليوم في كل مناحي الحياة. التغاضي عن أمر كهذا يمنع التطور في ذاته. التطور الذي بُني على الخبرة الإنسانية في مجالات الصحة والسلامة هو ما يجعلنا نشاهد اليوم أن من قدموا إجراءات ووسائل السلامة، وأوجدوا لأنفسهم أيقونة في المجال يقودون الحضارة العالمية، بينما يقبع من يعيشون الإهمال في مستوى أقل من كل النواحي، ومن ضمنها التقنية والإنتاجية والخدمية. العناية بالسلامة أمر ملازم للحضارة والوفرة في النهاية، ولهذا فحساب من أهملوا يدفع بالجميع نحو مزيد من الحذر لحياة أفضل ومستقبل أجمل.
إنشرها