الطاقة- النفط

عقوبات إيران ترفع أسعار النفط إلى المؤشر الأخضر

عقوبات إيران ترفع أسعار النفط إلى المؤشر الأخضر

ربحت أسعار النفط الخام نحو دولارين في الأسبوع المنصرم،
بعدما سجل سعر خام مزيج برنت الإثنين الماضي، بداية التعاملات في الأسواق العالمية 82.89 دولار للبرميل، وعاد ليسجل أمس 84.67 دولار للبرميل، وهذا يعني تحقيق مكاسب بنحو 1.78 سنت.
أما الخام الأمريكى الخفيف فقد ربح هو الآخر 1.41 سنت خلال الأسبوع الماضي، حينما سجل في بداية تعاملات الأسبوع 73.29 دولار، بينما سجل أمس 74.70 دولار للبرميل.
ولقيت أسعار النفط دعما من توقعات من التجار بشح في المعروض بفعل العقوبات الأمريكية على صادرات الخام الإيرانية التي من المنتظر أن تبدأ في الرابع من تشرين الثاني (نوفمبر).
وفي المجمل، فإن أسعار النفط مرتفعة مع بدء المشترين في تجنب إيران قبل بدء تطبيق العقوبات الأمريكية في الرابع من تشرين الثاني (نوفمبر).
وينال تراجع الصادرات الإيرانية من أثر اتفاق حزيران (يونيو) بين منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك" وحلفاء مثل روسيا في زيادة الإنتاج.
وتمارس واشنطن ضغوطا على الحكومات والشركات في أنحاء العام لكيلا تشتري الخام الإيراني، بهدف إنهاء تورط طهران في الصراع في سورية والعراق وإرغام طهران على التفاوض بشأن برنامجها للصواريخ الباليستية.
وأشار معهد التمويل الدولي إلى أن إجمالي صادرات إيران انخفض إلى مليوني برميل يوميا في أيلول (سبتمبر) من 2.8 مليون برميل يوميا في نيسان (أبريل).
وتدور التقديرات بشأن حجم الصادرات الإيرانية التي قد تتأثر بالعقوبات بين 500 ألف برميل يوميا ومليوني برميل يوميا، وقد تعزز الضبابية بشأن الأثر النهائي للعقوبات من تقلبات الأسعار في كلا الاتجاهين.
وتتطلع أسواق النفط إلى أن تعوض "أوبك" وروسيا نقص الإمدادات، ولا يمكن أن يحل الإنتاج الأمريكي، الذي بلغ مستوى قياسيا عند 11.1 مليون برميل يوميا، محل خامات الشرق الأوسط، مثل النفط الإيراني، في المصافي الآسيوية، وإضافة إلى هذا، تعوق اختناقات سلاسل النقل الإنتاج الأمريكي.
وارتفع متوسط إنتاج روسيا من النفط إلى 11.347 مليون برميل يوميا في أيلول (سبتمبر)، ويتجه صوب بلوغ مستوى قياسي لما بعد الحقبة السوفياتية.
في المقابل، أظهرت بيانات للتجارة الخارجية في الولايات المتحدة أمس أن صادرات أمريكا من النفط الخام هبطت إلي مليون و749 ألف برميل يوميا في آب (أغسطس) من مليونين و139 ألف برميل يوميا في تموز (يوليو).
وجاءت كندا في مقدمة مستوردي النفط الأمريكي وبلغت الصادرات إليها 343 ألف برميل يوميا، تلتها كوريا الجنوبية "267 ألف برميل يوميا" وتايوان "198 ألف برميل يوميا" والهند "196 ألف برميل يوميا".
وتُنشر بيانات للتجارة الخارجية بشأن تجارة النفط قبل أسابيع من بيانات إدارة معلومات الطاقة التي تحظى بمتابعة وثيقة، وستصدر إدارة معلومات الطاقة تقريرها الشهري بشأن النفط الخام في نهاية الشهر الجاري.
وأثرت الحرب التجارية بين واشنطن وبكين في صادرات الخام بين البلدين، وقال رئيس شركة "تشاينا ميرشانتس" لشحن الطاقة "إن شحنات النفط الخام الأمريكية إلى الصين متوقفة تماما، في الوقت الذي تؤثر فيه الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم سلبا في أنشطة كانت سريعة النمو".
ورغم أن صادرات النفط الخام الأمريكية إلى الصين، التي بدأت في عام 2016 فقط، لم تنضم بعد إلى السلع الخاضعة للرسوم، أحجم مستوردو النفط الصينيون عن التقدم بطلبيات شراء جديدة في الآونة الأخيرة.
وتؤكد بيانات تتبع السفن على ريفينيتيف أيكون أن شحنات النفط الخام الأمريكي إلى الصين توقفت في أيلول (سبتمبر).
من جهتها، أفادت إدارة معلومات الطاقة أن مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة ارتفعت الأسبوع الماضي مع زيادة إنتاج المصافي، بينما تراجعت مخزونات البنزين ونواتج التقطير.
وارتفعت مخزونات الخام بمقدار ثمانية ملايين برميل في الأسبوع المنتهي في الثامن والعشرين من أيلول (سبتمبر) مقارنة بتوقعات محللين بزيادة قدرها مليونا برميل.
وأشارت الإدارة إلى أن المخزونات في مركز التسليم في كاشينج في أوكلاهوما زادت بمقدار 1.7 مليون برميل.
وأظهرت بيانات الإدارة أن معدل استهلاك المصافي ارتفع بمقدار 77 ألف برميل يوميا بينما ظلت معدلات التشغيل دون تغير يذكر. وهبطت مخزونات البنزين بمقدار 459 ألف برميل مقارنة بتوقعات محللين في استطلاع للرأي بزيادة قدرها 1.3 مليون برميل.
وأظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة أن مخزونات نواتج التقطير، التي تشمل الديزل وزيت التدفئة، هبطت بمقدار 1.8 مليون برميل مقارنة بتوقعات بانخفاض قدره 1.3 مليون برميل.
وارتفع صافي واردات الولايات المتحدة من الخام الأسبوع الماضي بمقدار 1.1 مليون برميل يوميا.
ويراهن المتعاملون في النفط بكثافة على أن الخام الأمريكي قد يرتفع إلى 100 دولار للبرميل بحلول العام المقبل، وهو مستوى مهم كان كثيرون حتى وقت قريب يعتبرونه غير وارد نظرا للنمو القياسي للإنتاج الأمريكي والاستقرار النسبي للطلب العالمي.
لكن العودة الوشيكة للعقوبات الأمريكية على إيران والاختناقات التي تمنع الخام الأمريكي من الوصول إلى السوق غذتا موجة ارتفاع دفعت أسعار خام النفط القياسي إلى أعلى مستوى في أربع سنوات.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط