Author

الالتزام بالنظام

|
يقول أحدهم، "إن الأنظمة وضعت لتخرق"، وهذه النظرة السوداوية هي نتاج مراقبة الحال في بعض المرافق والأجهزة المسؤولة عن تطبيق الأنظمة، لكن منسوبيها لا يفعلون لأسباب أهمها عدم وجود التوعية والإعداد الذهني والنفسي للموظفين ليكونوا سفراء لمؤسسات تقدم لهم الوظيفة والأمان بما يجعلهم عناصر فاعلة في المجتمع، ويحققوا متطلباتهم المعيشية والاجتماعية. الفخر بالعمل الذي يمارسه الشخص هو أهم العناصر التي لا بد أن تغرس في عقل وقلب الموظف من أول يوم يدخل فيه موقع التدريب للوظيفة الجديدة. قد يكون هذا الأمر مغروسا قبل أن يتقدم الشخص لشغل الوظيفة وهناك أمثلة كثيرة لمثل هذا الأمر في المجتمع الوظيفي. لكن استمرار الدفع باتجاه الدور الإيجابي والأهمية النسبية للوظيفة التي يشغلها الشخص مؤثرات أهم في تحول الشخص إلى حام للمنظومة بكاملها، وإذا كانت المنظومة ذات احتكاك بالمجتمع، تصبح أهمية ضمان الفهم والتنفيذ للمفاهيم أكثر ضرورة ومساهمة في توازن المجتمع وتحسين العلاقات داخله. الحديث عن الجهات الإنسانية التي تقدم خدمات للمحتاجين أو من يصابون بالإعاقات يدفع نحو التأكيد على أهمية هذه الجزئية بالذات، وهنا يكون الفخر بالوظيفة مرتبطا بحجم الخدمة المقدمة ووسائل تقديمها وضمانها للمحتاجين، وهنا لا بد أن يسأل كل مسؤولي هذه المنظمات أنفسهم السؤال الأهم وهو كيف ينظر موظفو الجهة للعمل الذي يمارسونه، وبدرجة أكثر أهمية، ما مدى تطبيق قواعد الأخلاق الوظيفية بين الموظفين؟. نتحدث عن هذه الفئة لأنها تحتك مع محتاجين قد تدفعهم حاجتهم إلى تقبل بعض الصلف والاستغلال ما داموا سيحصلون على المساعدة التي يتوقون إليها، وهذا يجعل الجزئية الأخلاقية ذات أهمية بالغة لمنع السلوك المريب والاستغلال غير السوي لحاجة المحتاج. لا يتوقف الحال عند الأمور شديدة الخطورة، وإنما يمكن الربط بين أخلاقيات الوظيفة وسلوكيات خاطئة قد يكون أبسطها عدم التزام موظف المرور بأنظمة المرور التي يلزم الناس بالالتزام بها وغير ذلك كثير مما نشاهده من بعض العاملين في تطبيق الأنظمة، بسبب قلة عناية القطاعات بتوعية العاملين بأهمية وحساسية ما يقومون به من أعمال.
إنشرها