الطاقة- النفط

النفط يتماسك فوق 85 دولارا .. أعلى مستوى في 4 سنوات

 النفط يتماسك فوق 85 دولارا .. أعلى مستوى في 4 سنوات

تماسكت أسعار النفط أمس فوق 85 دولارا للبرميل، وهذا هو أعلى مستوى في أربعة أعوام، وسط زيادة المخزونات الأمريكية وأنباء عن اتفاق سعودي روسي على زيادة إنتاج الخام لتعويض شح الإمدادات.
وبحسب "رويترز"، انخفضت العقود الآجلة لخام برنت 30 سنتا أو 0.4 في المائة عن الإغلاق السابق ليجري تداولها عند 85.99 دولار للبرميل.
وبلغ خام برنت أعلى مستوى في أربعة أعوام عند 86.74 دولار للبرميل الأربعاء بسبب توقعات انخفاض المعروض في السوق قبيل عقوبات أمريكية على صادرات النفط الإيرانية من الشهر المقبل.
وتراجعت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 80 سنتا أو 0.4 في المائة إلى 75.58 دولار للبرميل.
وفي المجمل، فإن أسعار النفط مرتفعة مع بدء المشترين في تجنب إيران قبل بدء تطبيق العقوبات الأمريكية في الرابع من تشرين الثاني(نوفمبر).
وينال تراجع الصادرات الإيرانية من أثر اتفاق حزيران (يونيو) بين منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" وحلفاء مثل روسيا على زيادة الإنتاج.
وأفادت إدارة معلومات الطاقة أمس أن مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة ارتفعت الأسبوع الماضي مع زيادة إنتاج المصافي، بينما تراجعت مخزونات البنزين ونواتج التقطير.
وارتفعت مخزونات الخام بمقدار ثمانية ملايين برميل في الأسبوع المنتهي في الثامن والعشرين من أيلول (سبتمبر) مقارنة بتوقعات محللين بزيادة قدرها مليوني برميل.
وأشارت الإدارة إلى أن المخزونات في مركز التسليم بكاشينج في أوكلاهوما زادت بمقدار 1.7 مليون برميل.
وأظهرت بيانات الإدارة أن معدل استهلاك المصافي ارتفع بمقدار 77 ألف برميل يوميا بينما ظلت معدلات التشغيل دون تغير يذكر. وهبطت مخزونات البنزين بمقدار 459 ألف برميل مقارنة بتوقعات محللين في استطلاع للرأي بزيادة قدرها 1.3 مليون برميل.
وأظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة أن مخزونات نواتج التقطير، التي تشمل الديزل وزيت التدفئة، هبطت بمقدار 1.8 مليون برميل مقارنة بتوقعات بانخفاض قدره 1.3 مليون برميل.
وارتفع صافي واردات الولايات المتحدة من الخام الأسبوع الماضي بمقدار 1.1 مليون برميل يوميا. وفي هذا الإطار، يقول لـ "الاقتصادية"، روس كيندي العضو المنتدب لمجموعة "كيو إتش أيه" للخدمات النفطية، إن ارتفاع الأسعار بمستويات قياسية لا يعود بالكامل إلى علاقة العرض بالطلب ولكن في الفترة الأخيرة شهدنا زيادة ضغوط العوامل الجيوسياسية خاصة مع انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران وتصاعد حدة الأزمة في فنزويلا.
وأشار كيندي إلى أنه من الطبيعي في هذا الإطار أن يتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره الأمريكي دونالد ترمب بتحمل المسؤولية الأكبر عن صعود الأسعار ناصحا إياه بالتوقف عن انتقاد المنتجين سواء في أوبك أو حلفائها، لافتا إلى أن أجواء السوق صارت متوترة وتحتاج إلى وقت لتجاوز الأزمة الراهنة.
ومن جانبه، أوضح لـ "الاقتصادية، بيل فارين برايس مدير شركة "بتروليوم بوليسي إنتلجنس"، أن الإعلان عن زيادات إنتاجية بنحو مليون برميل يوميا تقودها السعودية وروسيا ستساعد كثيرا على استعادة الاستقرار في السوق وهو الأمر المفقود في المرحلة الحالية، مشيرا إلى ضرورة تكثيف الاتصالات بين كل أطراف الصناعة لتجاوز اختبار تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل الذي قد يهبط فيه المعروض إلى مستويات قياسية في الانخفاض. ولفت برايس إلى وجود جهود حثيثة من المنتجين لاحتواء الموقف في السوق خاصة روسيا التى أعلنت أنها ستضخ 300 ألف برميل يوميا إضافية خلال شهور قليلة على الرغم من أن مستوى إنتاجها سجل بالفعل مستويات قياسية لم تصلها منذ عهد الاتحاد السوفيتي السابق.
ومن ناحيته، يقول لـ "الاقتصادية"، ديفيد لديسما المحلل في مجموعة "ساوث كورت" لاستشارات الطاقة، إنه منذ اجتماع الجزائر في أيلول (سبتمبر) الماضي والأسعار تحقق قفزات سعرية متلاحقة لتسجل أعلى مستوى في أربع سنوات، مشيرا إلى أن الأمر يدعو إلى قلق المستهلكين على نحو واسع، مضيفا أن أكبر مصدرين في العالم وهما السعودية وروسيا يؤكدان على تعاونهما الجاد في تبديد مخاوف المستهلكين.
وأوضح لديسما أن الكثيرين يرون أن الزيادات الحالية أقل من تطلعات السوق ولكن هناك تعهدات بزيادات أوسع في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل خاصة من قبل السعودية، مشيرا إلى ضرورة عدم التسرع في استهلاك الطاقات الاحتياطية خاصة في ضوء بوادر عن تعافي في الإنتاج في ليبيا ونيجيريا علاوة على زيادات أخرى من قبل العراق والكويت والإمارات.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط