Author

هل فكرنا في «الاستهلاك الرشيد»؟

|

نشتكي كثيرا من غلاء السلع وارتفاع أسعار الخدمات، ومضاعفة المخالفات المرورية، والزيادة في رسوم المدارس الخاصة، وفي كل أمورنا الحياتية، وبين فترة وأخرى ويفتح حديث داخل الأسرة أو بين الأصدقاء أو في العمل حول المشاكل المالية والتغيرات التي حدثت في السنوات الماضية بشأن الارتفاع الحاد في كل أمر يمس معيشة الناس، وهذا الأمر لا ينطبق على السعودية وحدها بل هو هم عالمي وتجده في البلدان كافة في العالم، والصديق "جوجل" ممكن أن يؤكد لك أن أزمة الغلاء الفاحش ليست أزمتك وحدك، بل هي أزمة كل شخص يعيش على ظهر البسيطة. 
طبعا الحلول المطروحة في الغالب تطالب بتدخل حكومي، والتساؤلات تتمحور حول: أين حماية المستهلك؟ أين الجهات المسؤولة عن جشع التجار؟ ولا يمكن أن نجد حلولا ذاتية في داخل الأسرة بشأن ذلك، لم لا يبدأ الشخص في التغيير في أسلوب حياته؟ لم لا يشرع فورا ويواجه تلك التغيرات التي لا تطول بلاده فحسب، بل كل العالم من خلال "الاستهلاك الرشيد"، والتخطيط السليم لمصروفاته، ووقف الاستنزاف غير المبرر لميزانية الأسرة؟ مثلا: إن كنت مدخنا فلمَ لا تتوقف عن التدخين فورا؟ من أجل صحتك أولا، ومن أجل توفير قيمة السجائر لما هو أهم في المقام الثاني، إن كان لديك خادمة والمنزل يعج بالبنات لم لا تتنازل عن الخادمة، وتوفر راتبها لما هو أهم؟ أيضا السائق ممكن أن تتنازل عنه، إن كان في المنزل أكثر من سيارة لم لا تكون تنقلات الأبناء في الجامعة أو المدرسة على سيارة واحدة ليكون استهلاكنا للوقود رشيدا؟ 
أشياء كثيرة يمكن أن نفعلها ونخفف من الإنفاق ونرشد الاستهلاك، فالضروريات لابد منها، ولكن ماذا عن الكماليات التي تستنزف أغلبية ميزانية الأسرة، لم لا نحد منها؟ ونوفر من المال الكثير لما هو أهم، كثير من الأسر لديها طلاب في مدارس خاصة، والتعليم فيها ليس بالمميز، لم لا نتوقف عن هذا ونعيدهم إلى التعليم الحكومي وهو المتوافر بإمكانات وقدرات تفوق كثيرا من المدارس الخاصة. 
لست مع الغلاء، ولست ضد حماية المستهلك والتخفيف عنه، ولكني مع الاستهلاك الرشيد والتخطيط السليم لمصروفات الحياة، علينا أن نبدأ في التغيير في أنفسنا وفي أسرنا وتعويد أبنائنا على الترشيد ووقف الهدر المالي، قبل أن نطالب بحل مشاكلنا. 

إنشرها