Author

المملكة والكويت .. مواقف ثابتة واقتصاد قوي

|
استقبلت الكويت أمس الأول ضيفها الكبير ولي العهد الأمير محمد بن سلمان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة. وتكتسب هذه الزيارة أهميتها التاريخية من عدة محاور، أولها أن الكويت هي أول دولة خليجية يزورها ولي العهد منذ توليه ولاية العهد، وهذا بلا شك يؤكد الأهمية الاستراتيجية للزيارة وأهمية الكويت والتقدير الكبير الذي يكنه الأمير محمد بن سلمان لأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح والحكومة والشعب الكويتي، كما أن العلاقات التاريخية التي تجمع البلدين والتقارب في كثير من القضايا سياسيا وشعبيا يجعلان الكويت تحظى بكل هذا الاهتمام من قبل ولي العهد، وقد بادلته الكويت التقدير والمحبة ذاتها باستعدادها لهذه الزيارة التاريخية؛ فقد تزينت شوارعها بالأعلام السعودية؛ ودشن نشطاء وسم #الكويت_ترحب_بمحمد _بن_سلمان، الذي يعبر فيه الشعب الكويتي الشقيق عن بالغ سعادته بهذه الزيارة. ويأتي المحور الثاني لتكتسب هذه الزيارة أهمية بالغة للدولتين الشقيقتين من المحادثات التي جرت بين الأمير محمد بن سلمان وأمير الكويت، فالمرحلة الحالية التي تمر بها المنطقة تحتاج إلى مزيد من تعزيز وجهات النظر المتقاربة فعليا بين الدولتين والتنسيق الاستراتيجي، وإثبات صلابة المواقف تجاه كثير من القضايا ذات الاهتمام المشترك، فالمملكة أعلنت حربا ضد الإرهاب والمنظمات الإرهابية بعد أن نفد صبرها، كما أنها لن تسمح بوجود دول فاشلة ترهن قرارها السياسي بإيران على حدودها في أي اتجاه كان، والكويت أيضا تواجه تحديات كبيرة مع الإرهاب وعانت تدخل إيران في حدودها المشتركة مع العراق، خاصة مع الاضطرابات التي تحدث بين وقت وآخر، والمملكة تؤكد دائما حرصها على استقرار الأوضاع هناك وتؤكد دعمها للكويت في هذا المسار، كما أن هناك رؤية مشتركة بين الدولتين تجاه التهديدات الإيرانية المستمرة من خلال دعمها تلك المنظمات والجهات الإرهابية وسعيها إلى خلخلة الأمن في المنطقة، إضافة إلى القضايا العربية الكبرى الراهنة وعلى رأسها القضية الفلسطينية. ولأن السعودية والكويت كانتا من أكثر الدول التي تعرضت للعدوان والاعتداءات الإرهابية، فإن الزيارة تأتي لتأكيد صلابة المواقف تجاه محاربة الإرهاب والتطرف بكل أشكاله وصوره، والوقوف بحزم ضد من يدعم الإرهاب ويقف بجانبه مهما كانت المبررات. لهذا، فالزيارة المهمة لولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع تؤكد كل هذه المواقف وتعزز التفاهم المشترك بين الدولتين الشقيقتين في كل القضايا السياسية الراهنة والعمل فيما يخص إنشاء مجلس تنسيقي بهذا الشأن. ولأن المملكة تعمل على تحقيق التوازن في السوق النفطية وتحقيق الاستقرار العالمي بما يخدم كل الأطراف المنتجة والمستهلكة، والكويت الشقيقة تساند المملكة في هذا المسار الصعب وتدعم الموقف المعلن من قبل مجموعة "أوبك"، كما تدعم الاتفاق الذي تم بين المجموعة والمنتجين من خارج "أوبك"، وللمحافظة على ما تم تحقيقه حتى الآن في معالجة الاختلالات بين العرض والطلب، تأتي هذه الزيارة المهمة تأكيدا للموقف المعلن من قبل كلتا الدولتين تجاه هذه القضايا. وزيارة ولي العهد رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية تعزز مثل هذا التفاهم وتضع الأطر العامة للمسار القادم، وتناقش التحديات والمواقف المشتركة تجاهها كافة، ولأن العلاقات الاقتصادية والتبادل التجاري بين المملكة والكويت مهمان جدا، وهما في نمو مستمر، فالمملكة تسعى اليوم إلى تحقيق "رؤيتها 2030"، هذه "الرؤية" التي جلبت كثيرا من الشركاء حول العالم، وتسير بخطى حثيثة أثبتت للعالم أجمع جدية العمل وقوة الطموح. ومع الطرح القوي للمشاريع المتتالية بدءا من "نيوم" حتى "أمالا" أخيرا، فإن الجميع يتطلع إلى كثير من الأخبار الجيدة للشعبين من خلال الاستثمارات المشتركة وتعزيز النمو في كلا البلدين وبما يحقق الاستثمار الأمثل للقوى الاقتصادية المشتركة. ونظرا إلى النتائج المهمة المتوقعة للزيارة التاريخية، فقد حظيت باهتمام إعلامي كبير، سواء في المملكة أو في الكويت، كما حظيت الزيارة باهتمام دولي واسع جدا، وما أثمرت عنه من دعم لكل المواقف الإيجابية وتعزيز للاقتصاد العالمي وترتيب كثير من المواقف السياسية.
إنشرها