FINANCIAL TIMES

للمستثمرين الصبورين .. المدى الطويل صديق وفي

للمستثمرين الصبورين .. المدى الطويل صديق وفي

المدى الطويل هو صديقك. هذه هي الفلسفة الأساسية لعمود "لونج فيو" Long View، وهي فلسفة جيدة. استثمر الأموال، ودع الفائدة المركبة تفعل عجائبها، والاحتمال هو أنك ستكون على ما يرام.
بما أن هذه ستكون آخر مقالة لي في عمود "لونج فيو"، وهي تأتي بعد 12 عاما من أول مقالة لي، حان الوقت للكشف عن نتائج تجربة بدأتها في مستهل عهدي صحافيا في "فاينانشيال تايمز".
في عام 1992، ما كان معروفا في ذلك الوقت باسم "يونيت ترست أسوسيشن" Unit Trust Association منحني جائزة الصحافي الوطني في ذلك العام. كنت في عامي الثالث في "فاينانشيال تايمز" وكنت فخور بقبولها. كانت الجائزة 500 جنيه في "يونيت ترست أسوسيشن"، وهو صندوق استثمار مشترك. وبما أنني كنت أطلب من القراء أصلا أن يتخذوا المدى الطويل، قررت عدم مس النقود بعد أن وضعتها قيد الاستثمار. لم أضف لها أي مبلغ قط. أعيد استثمار كل الدخل. أردت أن أعرف ما سيفعل استثمار "الشراء والاحتفاظ" على المدى الطويل.
مصير النقود يوضح كثيرا من دروس الاستثمار التي تعلمتها في الأعوام التي كتبت فيها هذا العمود.
كان خياري، من بين كثير من الصناديق المرشحة، هو "كيبابلتي يو. كيه. جروث فند" الذي كانت تديره شركة كابل كيور مايرز، وهي اسم قديم كبير في الحي المالي في لندن. كان الصندوق يتمتع بواحد من أفضل سجلات الأداء لأي صندوق خلال العقد السابق على ذلك. أجريت مقابلة مع مديره الذي كان مثيرا للإعجاب للغاية.
تم الاستثمار في 12 تشرين الثاني (نوفمبر) 1992، مع خصم 5 في المائة رسوم مبدئية. حتى منتصف النهار في لندن يوم الخميس الماضي، بعد ما يقارب 26 عاما، كان يساوي 3160.15 جنيه. المدى الطويل كان صديقي بالفعل.
منذ عام 1992 بدأت أقبل حجة الاستثمار السلبي اعتمادا على المؤشر في جوهر المحفظة الاستثمارية. لذلك دعونا نقارن هذا الأداء مع المؤشر.
تم قياس الصندوق مقابل مؤشر فاينانشيال تايمز لعموم الأسهم، وهو مقياس واسع لأسهم المملكة المتحدة. إذا كانت الـ 500 جنيه قد زادت انسجاما مع ذلك المؤشر، مع إعادة استثمار الدخل، لكانت الآن ستساوي أكثر قليلا: 3296.60 جنيه. لكن هذا دون خصم أي شيء للرسوم. لم تكن هناك صناديق تتعقب مؤشر فاينانشيال تايمز لعموم الأسهم في ذلك الوقت، لكن أعتقد أننا يمكن أن نفترض أن رسومها، بما أنها منخفضة، كانت ستدفع بالأداء إلى مستوى أدنى قليلا من أداء صندوقي.
ولأن التكاليف أكثر قابلية للتنبؤ بها من الأداء، ما زلت أنصح بأن من الأفضل استخدام أداة تعقب منخفضة التكاليف. لكن تبين أن الاختلاف مع صندوق نشط مدار بشكل جيد لم يكن رائعا. الفكرة المهمة كانت شراء مركز طويل الأجل في الأسهم بتكلفة معقولة، وقد نجح الأمر.
مع ذلك، السبب في اختياري ذلك لم يكن له منطق يذكر. المدير، الذي نسيت اسمه الآن، ذهب منذ زمن بعيد. كذلك الاسم "كابل كيور مايرز". على مدى أعوام كان الصندوق معروفا باسم "أولد ميتشيوال يو. كيه. إيكويتي"، تحت إدارة مجموعة تأمين من جنوب إفريقيا. اختيار صندوق حسب من يديره، سواء كان فردا أو شركة، ليس له منطق يذكر.
في حال اختيار صندوق نشط، متنوع إلى حد معقول، فمن غير المحتمل أن ينحرف كل هذا القدر عن المؤشر في أي من الاتجاهين، مثل هذا الصندوق. وقلة من الناس يمكن أن تفعل ذلك الآن. ريتشارد بوكستون، الذي يترأس مجموعة إدارة الصناديق التي ستعرف قريبا باسم ميريان، أخبرني أن المال يتدفق خارجا يوميا وبشكل عام إلى الصناديق السلبية و"لم نكن لنطلق صندوقا كهذا اليوم". بدلا من ذلك، هي تتحرك إلى الصناديق النشطة بحق، التي تتخذ مراكز مكثفة بعيدا عن المؤشر. مثل هذه الصناديق، بالنظر إلى أن الارتباط بالمؤشرات يبدو الآن كبيرا للغاية إلى درجة أنه يشوه السوق، لا مجال أمامها سوى أن تكون في حالة جيدة.
غلطتي الكبيرة ليست لها علاقة بالجدل بين الصناديق السلبية والنشطة، أو باختيار الأسهم. كان تخصيص أصولي خاطئا. تظهر الأبحاث الأكاديمية أن تخصيص الأصول (اختيار أسهم، أو سندات، أو بلدان، وهكذا) مهم أكثر بكثير من اختيار الأسهم. توسعت صناعة الصناديق المتداولة في البورصة بالكامل منذ عام 1992 بالنسبة للذين يريدون تخصيص الأصول الخاص بهم.
الخطأ الأكثر شيوعا في تخصيص الأصول هو "التحيز للوطن الأم" - التركيز في موطنك. أنا ارتكبت هذا الخطأ. لو وضعت الـ 500 جنيه في مؤشر ستاندرد آند بورز 500 الأمريكي لكانت قد أصبحت 6660 جنيها، قبل الرسوم. وفي مؤشر مورجان ستانلي لعموم العالم، باستثناء المملكة المتحدة، كانت لتصل إلى 4264.50 جنيه. لم تكن البورصة البريطانية هي الأفضل خلال الأعوام الـ 26 الماضية. الجنيه أصبح ضعف. كان الاستثمار في الخارج سيكون أفضل.
فوت البريطانيون النمو الكبير في صناعة التكنولوجيا في الولايات المتحدة خلال ربع القرن الماضي والآن يضعون المال في الولايات المتحدة، في الوقت الذي تبدو فيه السوق ذات أسعار مبالغ فيها. مطاردة الأداء فكرة سيئة قد تعني الشراء بأعلى سعر والبيع بأدنى سعر.
لذلك الصندوق الذي سيعرف قريبا باسم "ميريان يو. كيه. إيكويتي" يعلم كثيرا من الدروس التي استفدتها أثناء تجربتي في كتابة عمود "لونج فيو". عليك بالتنويع، وتقليل الرسوم، والتفكير بتخصيص الأصول، وعدم التداول فوق الحد، أو مطاردة الأداء. وتذكر أنك إذا كنت صبورا، فإن المدى الطويل هو صديقك. وهذا يلخص الموضوع بأكمله.
كتابة هذا العمود على مدى الأعوام الـ 12 الماضية، والكتابة لـ "فاينانشيال تايمز" على مدى الأعوام الـ 29 الماضية، كانت امتيازا. أنا أترك عمود "لونج فيو" في أيدي مايكل ماكينزي المتمكنة. إلى جميع القراء، خاصة الكثيرين منكم الذين كانوا على اتصال الذين عرفتهم جيدا، أشكركم. أتمنى أن تزدهر محافظكم.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES