default Author

أذنك نافذتك للعالم

|
لا نتطرق للأذن كثيرا ولا نعيرها اهتماما ولا نتذكرها إلا إذا أصبنا بالبرد أو انسدت بسبب اختلال الضغط عند الطيران. قد تهتم بها المرأة وتزينها بالحلق، أما الرجل أقصى اهتمامه بها وضع جواله أو السماعة في داخلها! في الواقع، آذاننا هي أعضاء معقدة وذات نظام دقيق يتيح لنا سماع العالم من حولنا والتفاعل معه، غير الخدمات الأخرى الجليلة التي تقدمها لنا! داخل الأذن الوسطى، هناك ثلاثة عظام صغيرة جدا لا يتجاوز حجم الثلاثة مجتمعة قطعة نقود صغيرة، حال وصول الموجة الصوتية إليها تهتز وترسل إشارات إلى الأذن الداخلية فنسمع الأصوات، ومن خلال أكثر من 20 ألف خلية شعر تتمركز في جزء من قوقعة الأذن يتم تجميع الصوت ونقله إلى الدماغ! شكل الأذن وتركيبها الذي منحه الله لها جعلها مسؤولة عن توازننا الحركي، فمن كان يعلم أن تلك القنوات النصف دائرية في الأذن الداخلية والسائل الذي في داخلها يتحرك تبعا لحركتك مرسلا إشارات حسية عبر خلايا الشعر إلى المخ فيوازن حركتك، لذا أي احتقان أو خلل في الأذن قد يشعرك بالدوار والدوخة! وما يميز الأذن عن باقي أعضاء جسمك أنها تبقى يقظة حتى أثناء نومك طوال الليل، فتستمر في السماع ومعالجة الصوت، وتعتمد استجابتك لذلك الصوت حسب مراحل نومك، وفي نقاط معينة من النوم العميق، يتجاهل دماغك العالم الخارجي حتى لا تتسبب الضوضاء في إيقاظك من النوم، لكن عندما تكون في المراحل الخفيفة من النوم، يستجيب الدماغ لمستويات الضوضاء العادية، ما قد يفسر السبب وراء استيقاظ بعض الناس المتكرر رغم شعورهم بالأمان! ويخطئ من يعتقد أن شمع الأذن عبارة عن أوساخ يجب إزالتها، فأذنك نظيفة أكثر مما تتصور، ووجود الشمع دلالة على قيام الجسد بعمله على أكمل وجه، فهو يحمي قناة الأذن من الملوثات ويحافظ عليها مشحمة، إضافة إلى خواصه المطهرة وطرده للحشرات، والأذن تقوم بتنظيف نفسها بنفسها وتطرد الشمع الزائد مستفيدة من تصميمها الفريد وعملية المضغ! وإضافة إلى كل ما سبق، يكتمل عقد مهامها بمشاركتها الفعالة في حاسة التذوق، رغم أن تأثيرها لا يضاهي دور حاسة الشم، وتمر الأعصاب عبر الأذن الوسطى في طريقها من اللسان إلى الدماغ، فتؤثر في حاسة التذوق، والدليل على ذلك أن هناك بعض الأشخاص الذين خضعوا لجراحة الأذن أو الذين يعانون عدوى الأذن، يشكون ضعف حاسة التذوق لديهم. فسبحان من أبدع خلق الإنسان!
إنشرها