اليوم الوطني .. يتربع في موسوعة «جينيس» العالمية
|
اهتمت الدولة بالاحتفال باليوم الوطني السعودي في هذا العام أكثر من أي عام مضى، ونظمت الجهات المختصة كثيرا من الفعاليات المبهرة في كثير من مدن المملكة، ولقد تفاعل الناس جميعا مع هذه الفعاليات المبهرة، وعبروا عن فرحتهم الغامرة بهذا اليوم الخالد لوطن الخير والأمن والأمان.
الجديد بالنسبة لاحتفالية اليوم الوطني 2018 أن الدولة تراهن على أن فعاليات الاحتفال باليوم الوطني كانت الأكثر والأجمل والأبهر على كل الاحتفالات لكل المناسبات الوطنية في كل دول العالم، ولذلك تستحق احتفالية اليوم الوطني السعودي 2018 أن تتقدم إلى موسوعة جينيس العالمية كاحتفالية هي الأولى على مستوى العالم.
وكانت مناطق المملكة في الأسبوع الماضي قد شهدت إطلاق 900 ألف ومضة نارية في وقت واحد.
وهو ما يؤهل المملكة إلى دخول موسوعة جينيس العالمية باعتبار أن هذه الكمية من الألعاب النارية الأكبر التي تضيء السماء في وقت واحد على مستوى العالم، كما تسعى الفعاليات إلى تحطيم رقم قياسي آخر عن طريق رسم أكبر علم في العالم عبر 300 طائرة "درونز" ليبلغ ارتفاعه 400 متر وعرضه 350 مترا. والحكومة تهدف من وراء بلوغ احتفالات اليوم الوطني موسوعة جينيس أن ترفع سقف طموحات الشعب السعودي إلى المستويات العالمية، بمعنى أن الحكومة تريد أن تقول للشعب السعودي الوفي إن لديك إمكانات الوصول إلى العالمية في كل مجالات الحياة حتى بالنسبة لفعاليات اليوم الوطني، وإن المملكة لم تعد دولة فحسب، بل هي دولة تصطف مع دول المقدمة في العالم.
وإذا أضفنا إلى المكان مجموعة الفعاليات المبهرة، وكذلك التفاعل العام مع مناخ البهجة والفرح من قبل ملايين السكان والوافدين، نلاحظ أن اليوم الوطني وفعالياته نستحق أن ترتقي بنا إلى المستويات الفريدة التي لا تزاحمها احتفالات الأعياد الوطنية في كل دول العالم.
ولا شك في ضوء ما شاهدنا وعشنا طوال أيام الاحتفال باليوم الوطني تأكد لنا إمكانية بلوغ فعاليات اليوم الوطني السعودي 2018 موسوعة جينيس العالمية، بل هو حق مستحق لدولة وشعب لهما طموحات وقدرات تبلغ هذا المستوى العالمي الرفيع.
لقد شهدت العاصمة الرياض في الأسبوع الماضي أضخم العروض العالمية لسيرك "دو سولاي" الذي شارك فيه فريق عمل مكون من 600 شخص منهم 80 عارضا من 26 جنسية يرتدون 245 زيا، وهو رقم حطم الأرقام القياسية السابقة لسيرك "دو سولاي"، وقد صمم العرض خصيصا للمناسبة على مسرح عملاق أعد خصيصا له، إذ بلغ طوله 85 مترا وعرضه 40 مترا، ومدته 60 دقيقة، وجميع العروض قدمت بأسلوب يعكس رمزية المناسبة، ولقد تضمنت الفعالية عروض التحليق في الهواء باستخدام الحبال الحريرية والعروض النارية والبهلوانية على الجدران، إضافة إلى استعراضات قام بها نخبة من فناني "الهيب هب" ومحترفي الرقص المعاصر.
كذلك شهد عدد من المدن السعودية عديدا من الفعاليات، ومنها العروض الجوية التي نفذتها القوات الجوية الملكية السعودية في سماء العاصمة الرياض، وشاركت مجموعة من الطائرات المقاتلة من نوع التايفون والتورنيدو، وطائرة إم آر تي تي التي تم تجهيزها وطلاؤها باللون الأخضر وشعارات المملكة.
هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن المجسمات الجمالية في الميادين العامة للمدن السعودية كافة تفاعلت مع احتفاليات اليوم الوطني وعبرت عن ثقافة المكان، فمثلا في مدينة جدة استلهم الفنانون التشكيليون الزخارف الإسلامية في إبداعات رائعة تزين كورنيش جدة وتضفي على المكان متعة بصرية وجمالية تحمل تواقيع فنانين تشكيليين عالميين، منهم على سبيل المثال الفنان البريطاني المشهور هنري مور، والفنانان الفرنسيان فيمتور فزارالي، وسيزار بلديسني، والفنان الألماني جين آرب، والفنان الإسباني جوان ميرون، والفنان الأمريكي ألكسندر كالدر، إضافة إلى فنانين عرب مثل الفنان المصري مصطفى سنبل، والفنان السوري ربيع الأخرس.
ولذلك فإن كورنيش جدة مزود بأعمال جمالية تصور التوازن في الهواء وتجسد بهجة الحياة في نسق جمالي يخلد الذكرى، حيث استخدم النحاتون مواد معمرة كالحجر والنحاس واللدائن والفولاذ والزجاج والجرانيت. وبرع الفنانون التشكيليون في صنع مجسمات مفعمة بالحركة والإيحاءات الفنية التي تعبر عن أفكارهم الإبداعية من المدرسة السريالية أو التجريدية أو مختلف المدارس الحديثة، ولا شك أن هذا الفن التشكيلي لكبار الفنانين العالميين تم توظيفه وسط أفراح غامرة بيوم الوطن الخالد الأغر. ولذلك كان كورنيش جدة في اليوم الوطني ناطقا بكل فنون العالم في يوم من أهم أيام الوطن.
وقد قامت أمانة جدة بترميم هذه المنحوتات وتجميعها في متحف مفتوح افترش كل مساحات كورنيش جدة، الكورنيش المتمتع بكنوز من الفنون التشكيلية من مناطق متباعدة لتكون متحفا فنيا مفتوحا لمدينة جدة وزوارها في مناسبة من أحلى المناسبات الوطنية، وهذا المتحف المفتوح وبهذا العدد من المجسمات الجمالية في مكان واحد ليس له مثيل في العالم، ولذلك فإن متحف كورنيش جدة المفتوح يستحق أن يرشح لدخول موسوعة جينيس العالمية.
خلاصة القول، إن الشعب السعودي وكل الشعوب العربية والإسلامية احتفلت مع المملكة بيومها الوطني الـ88، والفرحة كانت عارمة وغامرة، والبرامج كانت شيقة، والسعودية بدخولها موسوعة جينيس العالمية تحقق مزيدا من انتصارات القوة الناعمة التي أخذت طريقها في كل أنحاء المجتمع السعودي المحب للأمن والسلام.