Author

قطار الحرمين السريع .. مشهد مهيب للتاريخ

|

سيقف التاريخ كثيرا أمام ذلك المشهد المهيب، عندما استقل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز قطار الحرمين السريع من مكة المكرمة متوجها إلى المدينة المنورة، بين الحرمين يستقل خادم الحرمين قطار الحرمين، ومن هذا المشروع الحيوي تضع المملكة شعارها الواضح تماما، وتؤكد أن للقب خادم الحرمين مسؤولياته العظيمة والشريفة، وأن خدمة الحرمين ليست دعوات جوفاء، بل مشهد حقيقي حاضر لملك عظيم يتابع بنفسه، ويتفقد كل ما من شأنه حماية الحجاج في خطواته ورحلته المقدسة بين المقدسات الإسلامية العظيمة، وسيقف التاريخ بحزم ليحاسب كل دعاة التخريب وتسييس خدمة الحرمين.
وأيضا سيسجل التاريخ بمداد من الذهب أنها المرة الأولى في تاريخ الحرمين الشريفين الممتد لقرون خلت، وفي هذا العهد الميمون للملك سلمان تشهد المسافة الفاصلة بين مكة المكرمة ومشاعرها المقدسة من جهة والمدينة المنورة والحرم النبوي الشريف من الجهة الأخرى، خطا حديديا على أعلى المستويات التقنية والخدمية، وليس لذلك هدف سوى خدمة الحجيج وقاصدي الحرمين الشريفين. وهذا نابع من اهتمام السعودية بتقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن، التي تتطور من عام إلى آخر، حيث يتم تجديد مشاريع المشاعر المقدسة بما يتوافق مع ما يتم تقديمه من خدمات على مستوى راق ورفيع.
لهذا لم تكن قضية الجدوى الاقتصادية مسألة مانعة لتنفيذ مشروع، فرغم أن تشغيل بعض المشاريع مثل جسر الجمرات العملاق لن يتم إلا ثلاثة أيام في العام كله، وبأي مقاييس اقتصادية، فإنه لن يتم تنفيذ هذا المشروع، لكن إذا تم قياسه بلقب خادم الحرمين الشريفين، فإن تنفيذه يصبح مطلبا مهما تكلفت المملكة فيه وضحت من أجله بكثير من الموارد.
بهذا نفهم أن مشروع قطار الحرمين يأتي تنفيذه عندما وصلت حاجة الحجاج واضحة إلى مثل هذا المشروع ومطلوبة، ولم تعد وسائل النقل العادية كافية، خاصة أن المملكة أنفقت المليارات في بناء الطرق السريعة ووفرت وسائل النقل بين الحرمين، التي بدورها وفرت كثيرا من فرص العمل وربطت القرى والهجر بين الحرمين ببعضها بعضا، ولكن مع مشاريع التوسعة العملاقة للحرمين والخدمات المتميزة في المطارات أصبحت وسائل النقل العادية غير قادرة بمفردها على تقديم الخدمات الضرورية للحجاج وزوار الحرمين، ولهذا كان لا بد من قطار سريع، ومرة أخرى يظهر الهدف الأسمى في الصورة خدمة الحرمين وحجاج بيت الله الحرام ويدشن خادم الحرمين ويستقل بنفسه القطار قبل أن يبدأ القطار بنقل المسافرين فعليا في تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، بطاقة استيعابية تبلغ 60 مليون مسافر سنويا، وبأسطول قوامه 35 قطارا، وسعة كل قطار 417 مقعدا، مجهزة بأحدث وسائل الراحة والتقنيات التي من شأنها أن تيسر على المسافر رحلته.
وهنا نختم حديثنا بما أكده الملك سلمان في كلمته بهذه المناسبة أن المملكة في نمو وازدهار في جميع المجالات، وحقيقة أن إنجاز هذا المشروع هو تعزيز للتقدم الاقتصادي في مجال النقل، وفرص تنموية والأهم في ذلك استشعار القيادة بمسؤوليتها تجاه مسلمي العالم.

إنشرها