Author

العاقل من اتعظ بغيره

|

لكل من شكك في أهمية التعامل مع عصابة الحوثي التابعة للدولة الفارسية نهدي تلك الصورة المؤلمة لطفل كان يلعب كرة القدم؛ ففوجئ بعيار ناري يطلق على رأسه ويدخله العناية المركزة. طفل لم يكن يعلم أن قائد العصابة الحوثي يمر في الشارع، ويرى أن سلاحه هو الوسيلة الأنسب للتعامل مع كل شيء كبر أو صغر.
لقد بلغت الجريمة مداها، ووصل الحال إلى نقطة لا عودة عن التعامل معها لأن ترك الأمر يستمر سيحيل اليمن إلى غابة يمارس فيها القتل والتشريد والاعتداء على الأنفس والأموال والأعراض، دون وازع من ضمير أو إنسانية لأن الوازع الديني ليس موجودا أصلا عند هؤلاء.
عندما أعلن التحالف أنه حدث خطأ أدى إلى استهداف حافلة مدرسية، تيقنت أن هذه العصابة اتخذت من هؤلاء الأطفال دروعا بشرية لعلمهم أن التحالف لن يمارس أي عمل فيه تهديد للمدنيين. ذلك الحادث هو دليل على أن النفس البشرية غير ذات قيمة لدى الحوثي فهو يأتمر بأمر أسياده في إيران وهم المعروفون بالتضحية بالجميع ليبقوا.
حالة سابقة بل حالات كثيرة تؤكد أن أي عاقل في المجتمع اليمني لا بد أن ينتبه لخطورة الوضع الذي يمكن أن يفضي إليه بقاء الحوثي مسيطرا على أي مدينة أو تجمع سكاني في طول البلاد وعرضها. عندما يخرج الحوثي تحت ضغط العمليات العسكرية للتحالف من أي موقع يبدأ في تلغيم كل شيء غير آبه بمن يقع ضحية الألغام، وهم في الغالب المدنيون فالتحالف يعمل باحترافية ولا يمكن أن يقع أفراده ضحايا لهذه الألغام. يقوم الحوثي بزرع الألغام دون تخطيط ليحرق الأخضر واليابس.
ورغم علم كل الوكالات الدولية بدناءة الحوثي وعدم احترامه للعهود والمواثيق يستمر الخطأ نفسه من البعض بالتغطية على جرائم هذه العصابة لتستمر حفيظة العالم كله على أعمال الهيئات التي تنشر التقارير غير الدقيقة عن الوضع في اليمن. لا بد أن يتعلم اليمنيون من الدروس المستفادة في دول أخرى، ها نحن نشاهد الشعب العراقي ينتفض على الوجود الإيراني والتدخل السافر الذي أدى إلى مصائب اقتصادية واجتماعية وسياسية في العراق. البصرة تصور عما يمكن أن يؤول إليه الوضع في سورية ولبنان واليمن. هذا يعني أن العقلاء مطالبون برصد الوضع والتعامل مع الحقائق والاستفادة من مصائب الدول التي دخلتها إيران وأفسدت كل ما فيها والعاقل من اتعظ بغيره.

إنشرها