Author

88 عاما .. إنجازات وأمن ورخاء

|
متخصص في المعاملات المالية، مستشار في المالية الإسلامية ـ الجامعة السعودية الإلكترونية

اليوم الوطني الـ88 شاهد على الإنجازات التي تحققت لهذه البلاد الفتية التي كانت معظم أراضيها صحراء غير قابلة للعيش وتحولت إلى أكبر مركز إقليمي وأحد أهم 20 اقتصادا في العالم، هذه النعمة التي نتمتع بها شاهد على ما أنعم الله به على أبناء هذا البلد المخلصين وقيادة حكيمة استطاعت خلال عقود معدودة بتوفيق من الله أن تحول حياة الناس بعد أن كانوا يبحثون عن أسباب العيش في مختلف الدول المحيطة بنا إلى بلد يتمنى كثير من الناس العيش فيه بل يؤوي قرابة عشرة ملايين مقيم يمثلون أكثر من 30 في المائة من السكان، وهذا من نعم الله على هذه البلاد أن وفر لها الموارد وهيأ لها قيادة حكيمة تعتني وتهتم بشؤون مواطنيها. في تقرير للأمم المتحدة فيما يتعلق بالتنمية البشرية أحرزت المملكة تقدما في هذا المجال لتصل إلى المرتبة الـ39 بين 189 دولة في العالم ولعل الأهم ليس المركز المتقدم بل حجم التقدم في العناصر التي شملها التقرير الذي يركز على عناصر ثلاثة وهي مستوى الدخل ومتوسط العمر المتوقع الذي يمكن أن يعيشه المواطن إضافة إلى مستوى التعليم، حيث أحرزت المملكة خلال ثلاثة عقود تقدما في متوسط أعمار المواطنين المتوقع، وذلك يدل على التقدم على المستوى الصحي سواء بزيادة الوعي في المجتمع أو بحجم الخدمات التي تقدم خصوصا لكبار السن الذي أدى إلى ارتفاع متوسط أعمار المواطنين ذكورا وإناثا بما يعادل تقريبا ست سنوات. كما أنه على المستوى التعليمي فقد زاد الاهتمام بالتعليم خصوصا أنه أصبح اليوم إلزاميا وهذا حد تماما من الأمية في المجتمع بشكل واضح، ما عزز من مركز المملكة إقليميا في هذا الجانب وجعلها تحرز مركزا متقدما منافسةفي ذلك بعض الدول التي تصنف بأنها متقدمة وذلك في مصاف أولى الدول بعد عدد من الدول الأوروبية ودول أمريكا الشمالية التي تصنف من العالم الأول. كما أن أحد أهم عناصر التقرير مؤشر مستوى الدخل بالنسبة للمواطنين الذي يعد جيدا خصوصا مع عدم وجود ضرائب على الدخل للمواطنين حيث يتمتع المواطن بدخله بالكامل. نتائج هذا التقرير يتوقع أن تتحسن في المستقبل القريب -بإذن الله- لوجود مجموعة من الإجراءات التي يمكن أن يكون لها دور في تحسين مستوى القطاع الصحي حيث الجهات المختصة أصبحت تعتني بجانب الوعي فيما يتعلق بقيادة المركبات، ما قلل من مستوى الحوادث خصوصا الإصابات الخطيرة إضافة إلى نشر الوعي فيما يتعلق بالجانب الصحي سواء بالحد من انتشار المواد التي يمكن أن تسبب أضرارا صحية سواء كانت في شكل سلع أو أطعمة إضافة إلى الرقابة على المنشآت فيما يتعلق بالسلامة والعناية الكبيرة بالبيئة إضافة إلى التحسن العام في الخدمات الصحية وتوفيرها بشكل أكبر للمواطن. كما أن العناية بالتعليم بمختلف مستوياته سواء على مستوى الجودة أو على مستوى التوسع في المؤسسات التعليمية سواء في القطاعين الحكومي أو الأهلي، ووعي المجتمع بأن العلم هو الأداة التي تمكنه من الرفاهية بشكل أكبر وتلبي احتياجه بصورة أكبر. إضافة إلى العناية بتوظيف المواطن سيكون لها أثر في تحسن مستوى الدخل. ما زال مشوار التنمية مستمرا والخطط والبرامج لا تنتهي بما يحقق الاستدامة في التنمية، قبل أكثر من 80 عاما لو أن مواطنا سئل ما أعظم ما تتمنى لهذه البلاد؟ لكرر مسألة الأمن لما لها من أهمية في كل ما يتعلق بحياة الإنسان سواء فيما يتعلق بأموره الدينية أو الدنيوية، ولكن طموح المواطن اليوم أصبح أكبر حيث يريد أن يرى هذه البلاد متقدمة وملهمة لدول كثيرة في العالم كيف أن الصحراء القاحلة يوما ما أصبحت اليوم أحد أهم المراكز المتقدمة عالميا سواء على المستوى الاقتصادي أو التنموي أو في مجال التعليم أو الصحة وغيرها من أمور الحياة. وعند اكتمال المشاريع التنموية في المدن القائمة أو المدن الجديدة مثل مدينة نيوم سيكون شكل المملكة مختلفا، مع الأمن -بحمد الله- والأمان الذي يجعل المواطن يجوب مدنا ومناطق في المملكة دون أن يكون لديه قلق أو هاجس لوجود خطورة عليه أو على أبنائه. فالخلاصة: أن العام الـ88 لتوحيد المملكة مناسبة عظيمة غيرت حياة الناس في هذه الجزيرة العربية، حيث كان الأمن حينها حلما، واليوم نعيش -بحمد الله- الأمن والرفاهية فكل عام وهذا الوطن الكريم وطن الحرمين وقبلة المسلمين المملكة العربية السعودية بألف خير.

إنشرها