Author

في اليوم الوطني .. الاحتفال بالإنجازات

|
اليوم الوطني هو محطة نتوقف عندها كل عام لنراجع معدلات التنمية التي تحققت في العام الذي سبقه والأعوام التي سبقت الذي سبقه. وهو فرحة عارمة يستعيد فيها السعوديون ذكريات بناء دولتهم الفتية والأبية. والسعودية في كل مراحل تاريخها الحديث كتبت تاريخها بأحرف من نور وضياء، فقد وضع المؤسس الملك عبد العزيزـــ طهر الله ثراه ـــ الجذور الأولى لبناء هذه الدولة الفتية في 13 كانون الثاني (يناير) 1902 الموافق الرابع من شوال 1319هـ حينما وفقه الله ـــ سبحانه وتعالى ـــ ودخل الرياض متوجا ببطولة سيظل التايخ يذكرها بأحرف من نور. ومن محطة العاصمة الرياض أخذ الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود وأبناؤه الأشاوس من بعده يضعون صروح البناء على مبادئ الدين والتقوى في كل الأرجاء ويغذونها بالجديد والحديث الذي لا يتعارض مع مبادئ الدين الإسلامي الصحيح. والمواطنون في كل أنحاء المملكة يعتبرون الأمر الملكى الكريم الذي أصدره الملك عبد العزيز يرحمه الله في عام 1932 الذي غير بموجبه اسم مملكته السعودية الفتية من المملكة الحجازية النجدية وملحقاتها .. إلى اسم المملكة العربية السعودية من أهم الأوامر الملكية التي أصدرها ـــ رحمه الله ـــ في تاريخ المملكة، لأنه كان تعبيرا صادقا وأمينا عن مشاعر كل مواطني هذا الوطن التليد، وعلى كر الأيام فقد أصبح اسم المملكة العربية السعودية غاليا على قلوبنا ونفوسنا جميعا حتى أصبح غرة في جبين كل مواطن سعودي ومثلا أعلى له. كان الملك المؤسس يهدف من وراء هذا الأمر الملكى الكريم أن يكون هذا اليوم الوطني في هذا البلد الأمين يوما لكشف الحساب والمراجعة، أي في هذا اليوم من كل عام يجب أن نتوقف ونستعرض الإنجازات ونقارن بين إنجازات عام مضى وانقضى، وإنجازات عام تال ومقبل، بمعنى أن اليوم الوطني ليس يوما للتعبير عن الفرحة الرومانسية الغامرة فقط، وإنما هو أيضا يوم للمراجعة واستعراض شامل لبرامج التنمية، ومن حق المواطن أن ينظر إلى الوراء من أجل أن يتقدم خطوات أكبر إلى الأمام، ويسأل: ما حجم إنجازات العام المقبل وما البرامج المعدة لعام مقبل يليه؟ إذا كنا نريد أن نستعرض ما أنجزناه في الأعوام الماضية، فإننا يجدر بنا أن ننوه بأن المملكة شهدت في الأعوام القليلة الماضية عددا من المشاريع الاستراتيجية التي ستضع المملكة في مصاف أكثر الدول المتقدمة. وإذا كان حجم الإنجازات في العام المقبل والذي يليه بحجم الإنجازات السابقة نفسها، فإن المملكة ستنتقل بالفعل إلى مصاف الدول المتقدمة. إن السعودية تتجه اليوم إلى خيار اقتصاد المعرفة، لأنه الحل الحتمي للخروج من تعليم الصيغ المعلبة إلى مجالات التعليم الرقمي واسع الأرجاء، وتدفع حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز المجتمع السعودي إلى هذا الاتجاه، ويقف خادم الحرمين الشريفين شخصيا خلف هذا المشروع مشروع اقتصاد المعرفة الذي أسس من أجله "رؤية السعودية 2030". ومن حسن الطالع أن التقدم في مجالات التعليم التقني والإلكتروني بين شرائح الشباب بدأ يتمحور في آفاق الجامعات السعودية، وعندما تصل مخرجات التعليم في الجامعات السعودية إلى مستوى عال في مجال تقنية المعلومات نكون قد وضعنا أقدامنا في الطريق الصحيح جنبا إلى جنب مع الدول المتقدمة. إذن نحن نتطلع إلى أن نحتفل باليوم الوطني في كل عام مقبل ومقبل بدفعات من القوى الناعمة المسلحة بسلاح علوم التقنية والرقمنة التي ستجعل من احتفالنا باليوم الوطني معنى كبيرا يترجم تطلعات المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن ـــ يرحمه الله ـــ إلى حقائق على الأرض، ولا شك أن "رؤية السعودية" ستكون الإطار العام الذي من خلاله ننفذ مشاريعنا وبرامجنا المتوخاة، التي ستكون علامات فارقة على طريق التنمية الشاملة والبناء.وبصورة عامة نستطيع القول إن جيل الشباب اليوم يعبر عن نفسه بالصوت والصورة عبر استخدامات واسعة لوسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت في مجالاته المختلفة مع تقدم ذكي في مجالات الثورة الرقمية التي اجتاحت العالم وأصبحت العلامة الفارقة التي تميز بين الدول المتقدمة والدول المتخلفة. ولذلك فإن الاحتفال باليوم الوطني لم يعد مجرد ذكرى جميلة نستعيدها لأيام خلت فحسب، بل هو احتفال بمنجزات دولة عصرية أخذت بأسباب التطور في كل مجالات حياتها حتى أصبحت من الدول التي تفتخر بإنجازاتها ووصولها إلى مصاف الدول المتقدمة. وإذا استعرضنا كل دول العالم المتقدم كاليابان وأمريكا وبريطانيا وألمانيا والصين وكوريا الجنوبية .. نجد أن القوة الناعمة هي التي صنعت التقدم، وهي التي حققت النقلة من العالم المتخلف إلى العالم المتقدم. إذن السعودية وهي تحتفل بيومها الوطني يجدر بها أن تفتخر بما أحرزته وأنجزته من تقدم في مجالات الثورة الذكية التي تعتبر مفتاح الحضارة والتقدم في العصر الحديث، ولذلك فإن المطلوب أن يكون حجم الاحتفالات بحجم الإنجازات، ويبدو من برامج الاحتفالات التي وضعتها وأعلنتها الجهات المختصة لهذا اليوم الأغر أن "حجم الاحتفالات سيكون بحجم الإنجازات". وكل عام والسعوديون بألف خير وفي تألق دائم.
إنشرها