FINANCIAL TIMES

«نتفليكس» تنقل الرهان من «البلورية» إلى الشاشة الفضية

«نتفليكس» تنقل الرهان من «البلورية» إلى الشاشة الفضية

ألفونسو كوارون، المخرج الذي تلقى الثناء الكبير على فلم "الجاذبية"، وصل إلى تورنتو هذا الأسبوع لترويج أول أفلامه منذ خمسة أعوام.
"روما"، دراما حميمة تجري أحداثها في المكسيك في السبعينيات وتم تصويرها بالأسود والأبيض، ووصِفت بأنها "تحفة فنية"، حيث فازت بالجائزة الكبرى في مهرجان البندقية السينمائي، وأصبحت على الفور مرشحة لجوائز الأوسكار.
ربما حصل الفيلم على القدر نفسه من الاهتمام بسبب توزيعه من قِبل شركة نتفليكس، التي اقتحمت مهرجانات الخريف في الأسابيع الأخيرة، في الوقت الذي تهدف فيه إلى تحقيق نجاح كبير في السينما – شكل لم يكُن سهلاً للبث بقدر للتلفزيون.
في حين أن مسلسلات مثل "أمور أغرب" و"البرتقالي هو الأسود الجديد" جعلت شركة نتفليكس قوة فريدة في مجال التلفزيون، إلا أنها لم تستطع تكرار ذلك الأداء مع الأفلام.
"خلال العام الماضي، كانت نتفليكس موضوع الحديث في معظم الاجتماعات"، كما قال الرئيس التنفيذي لإحدى شركات تمويل الأفلام. "في البداية كان هناك هذا التعظيم... أن شركة نتفليكس تُنقذ الأعمال. ثم كان هناك رد فعل عنيف. والآن نحن في هذه الفترة من التساؤل: ما الذي يفعلونه بالضبط؟".
تريد شركة نتفليكس تغيير ذلك الرأي. قبل عام ونصف العام، عيّنت المُنتج سكوت ستابر لتطوير قسم الأفلام في الشركة. سيكون هذا الخريف أول اختبار كبير لاستراتيجية ستابر، حيث سيعرَض لأول مرة عدد من مشاريعه التي يُشرف عليها في الأشهر المقبلة.
مهرجان تورنتو الدولي للأفلام، الذي أصبح بداية غير رسمية لسباق الأوسكار لمدة ستة أشهر، رحب بكوارون عبر حفلة رقص فاخرة على السجادة الحمراء، حيث شكر بإخلاص المسؤولين التنفيذيين في شركة نتفليكس "لجلبهم هذا الفيلم إلى العالم".
"روما"، واحد من مشاريع ستابر الأولى الذي يصل إلى الشاشات، من المقرر أن يعرض تسع مرات في تورنتو، كجزء من الحملة التسويقية القوية التي تقوم بها شركة نتفليكس، ويتكهن المراقبون أنه يمكن أن يُحقق أخيرا للشركة الترشيح المرغوب لوضع أفضل فيلم.
تأتي الحملة في وقت حاسم بالنسبة لشركة نتفليكس، التي ارتفعت أسهمها على مدى أعوام، ثم توقفت فجأة هذا الصيف بعد أن كشفت الشركة عن انخفاض نادر في نمو عدد المشتركين ربع السنوي – خسرت أكثر من 20 مليار دولار من قيمتها السوقية بعد دقائق من صدور الخبر.
مع ذلك، على الرغم من التباطؤ، لم تقدم شركة نتفليكس أي إشارة تدل على أنها ستخفض الإنفاق هذا العام؛ بدلا من ذلك، تصر على أن الاستثمار في محتوى جديد هو المفتاح لجذب الزبائن.
يتفق المحللون مع ذلك: "وجود أفلام رائعة حصرية للمنصة هو أمر بالغ الأهمية"، كما قال ريتش جرينفيلد، المحلل في شركة بي تي آي جي. مع ذلك، "الأمر سابق لأوانه... نحن لم نر أيا من أفلام ستابر تعرض بعد".
أخذت الشركة أكثر من 8.3 مليار دولار من الديون طويلة الأمد لتمويل محتواها الأصلي، وتتوقع تدفقات نقدية حرة خارجة تصل إلى أربعة مليارات دولار عام 2018.
تيد ساراندوس، كبير الإداريين للمحتوى في شركة نتفليكس وعد المستثمرين في تموز (يوليو) الماضي، أن أفلامها ستصبح ناجحة بقدر برامجها التلفزيونية، "سيستغرق الأمر عاما آخر أو نحو ذلك حتى نصل إلى ذلك".
وجود شركة نتفليكس ألقى بظلال كبيرة في تورونتو هذا الأسبوع، حيث أدى استقبال فيلم روما العاصف إلى إثارة جدال حول مستقبل صناعة الأفلام. أحضرت الشركة ثمانية أفلام إلى تورنتو، بما في ذلك "كينج الخارج على القانون"، وهو دراما حربية أسكتلندية افتتحت المهرجان – المرة الأولى التي يمنح فيها مهرجان المستوى الأعلى لأي خدمة بث.
كما كان ذلك واضحا جدا أيضا في مهرجان البندقية ومهرجان تيلورايد قبل بضعة أسابيع.
وكان هذا تناقضا حادا مع تجربتها في مهرجان كان في وقت سابق من هذا العام. حظرت قيادة مهرجان كان أفلام شركة نتفليكس من التنافس على الجوائز ما لم تعرضها في دور السينما الفرنسية. شركة نتفليكس رفضت وانسحبت من المهرجان بالكامل.
النقطة الشائكة هي أن نتفليكس تطلِق أفلامها على الإنترنت في الوقت نفسه الذي تعرضها في دور السينما – إذا عرضتها في السينما أصلا – الأمر الذي أثار حفيظة أصحاب دور السينما.
كانت شركة نتفليكس حازمة في هذه الاستراتيجية، لكن كانت هناك شائعات أن الشركة قد تقبل بتسوية وستمنح فيلم روما إصدارا سينمائيا تقليديا، في سعيها إلى الحصول على جائزة الأوسكار. لم تتخذ شركة نتفليكس هذا القرار بعد بشأن فيلم روما، وذلك وفقا لتنفيذيين في الصناعة مطلعين على المسألة.
كذلك هبطت كل من شركتي أمازون وأبل على مهرجان تورونتو، الذي، مثل مهرجان صاندانس، هو معرض للأفلام التي تستحق الجوائز التي لم تستطع بعد تأمين صفقات للتوزيع. تتنافس شركة نتفليكس أيضا ضد الاستوديوهات العريقة مثل أفلام يونيفيرسال، ووالت ديزني، وتونتي فيرست سنتشري فوكس، ووارنر براذرز.
يجادل بعض صناع الأفلام بأن شركتي نتفليكس وأمازون تعملان على تمويل أفلام صغيرة تكون الاستوديوهات قد رفضتها لمصلحة الأفلام الرائجة الكبيرة.
المنتج جيمس ستيرن عمل مع شركة نتفليكس على فيلم "تعال يوم الأحد" و"الاكتشاف"، ويقول إنه "في الحالين لست واثقا من أنه كان من المنتج إنتاج هذين الفيلمين لولا شركة نتفليكس".
قال ستيرن، الذي أنتج فلم "العجوز والمسدس"، وهو فلم كاوبوي بطولة روبرت ريدفورد، وكان عرضه الأول في تورونتو هذا الأسبوع، إن التوزيع مع شركة نتفليكس "يسبب صداعا أقل بكثير". وقال: "تستطيع إنتاج الفيلم المناسب مقابل الميزانية المناسبة، دون أن تموت في أسبوع الافتتاح، لأنك تنظر إلى كل تذكرة".
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES