وفي جولة ميدانية على أسواق البطحاء وشوارعها، رصدت "الاقتصادية" أعدادا كبيرة من العمالة الوافدة مخالفي نظام الإقامة والعمل، ينتشرون في الشوارع والأزقة، ويعملون في قطاعات عدة أبرزها إنتاج الدخان وبيعه على الباحثين عن الأنواع الأرخص سعرا.
ويوجد "التنباك" بكثرة في محال المواد الغذائية في البطحاء، كما يتم بيعه على البسطات بين المارة بكثرة خصوصا بعد صلاة الجمعة، وتعمل على تصنيعه الجاليات الباكستانية والهندية في مقر سكنهم ومحالهم، وبعد ذلك يقومون بتوزيعه على المحال التجارية في أحياء العاصمة.
ويقوم العاملون في المحال والبقالات بإخفائه خوفا من الجهات المختصة في المحال، وذلك بين كراتين المياه وفي الثلاجات تحسبا لأي مداهمة، وفي كثير من الأحيان يكون ذلك بدون علم صاحب المحل "الكفيل"، كما أكد لـ"الاقتصادية"، أحد الباعة، الذي قال إنه يقوم بالاتفاق مع مصنعي "التنباك" لبيعه في محله مستغلا وظيفته كبائع.
بدورها، أكدت لـ "الاقتصادية" أمانة منطقة الرياض، أن مصادرات "التنبــــاك" من قبل الأمانة واللجنـــة الوطنيــة لمكافحة التبغ، تقدر بنحو 1900 كيلو من التبغ خلال العام، بما يصل إلى نحو طنين سنويا.
من جهته، قال محمد القرون مشرف تربوي، إن تعاطي "التنباك" بدأ بالانتشار بين الشباب السعودي وطلاب المدارس بكثرة، لافتا إلى أن العمالة السائبة استغلت وجود محالهم التجارية بالقرب من مدارس الطلبة خاصة مدارس المرحلتين المتوسطة والثانوية، لترويج منتجاتهم على الطلاب صغار السن والتغرير بهم.
ومن الناحيـــــة النفسية، أوضح عثمان الحاج استشاري الطب النفسي، أن الإدمان على "التنباك" أكثر خطورة من إدمان التدخين، كما أنه أكثر فتكا في جسم الإنسان من التدخين، وأن الشخص إذا استمر فترات طويلة في تعاطيه، قد يصاب بحالة من حالات الاكتئاب الشديد وعدم الاستقرار النفسي، حيث يسبب لمتعاطيه حالات من القلق والارتباك والعدوانية.
يذكر أن "التنباك" هو نوع من أنواع التبغ وله رائحة كريهة ولونه داكن ويستخدم عن طريق وضعه بين الشفاه واللثة، وتحتوي مكونات مضغه على أوراق نبات التنبول المهبطة للجهاز العصبي المركزي، الذي يرجع إليه التأثير المُرضي للنفس نتيجة للتأثير المنعش والمرخي للجسم.
أضف تعليق