Author

جامعة شقراء .. بين نفي مديرها وإثباتات المتقدمين

|
منذ الأسبوع الماضي وكلام مدير جامعة شقراء الدكتور عوض الأسمري حديث الناس، فالرجل قال بوضوح: إن الجامعة فاتحة أبوابها للباحثين والأكاديميين المتميزين الذين تنطبق عليهم شروط وزارة التعليم للعمل فيها، لكن لم يتقدم أحد. وأنا لا أشكك في كلام الدكتور عوض، فالرجل من خيرة الأكاديميين السعوديين وصاحب سجل حافل بالإنجاز مكنه بجدارة من الوصول إلى كرسي إدارة الجامعة، لكن هناك كثير من الأسئلة التي جعلت تصريح الرجل يبلغ الآفاق. أولها هو هذا العدد المهول من الأكاديميين والخريجين المتميزين من أعرق الجامعات العالمية، الذين نشروا شهاداتهم على الملأ بشكل لا يقبل الجدل، وتقدموا إلى الجامعة في فترات سابقة ولم يتم قبولهم، وقبل أغلبهم في جامعات محلية وبعضهم قبل في جامعات عالمية يحاضر فيها الآن، بينما ترفضهم جامعة شقراء! ومن مشاهدتي لمؤهلاتهم الأكاديمية المنشورة، أؤكد أنهم يتفوقون بمراحل على أكاديميين استقطبتهم الجامعة من دول عربية شقيقة منشورة سيرهم الذاتية على موقع الجامعة ومواقع أخرى، وهذا بديهي جدا، فلا يمكن مقارنة خريجي جامعات شقيقة، بجامعات "هل" و"سياتل" "وكارديف"، و"فلوريدا"،و"مانشستر"، و"إلينوي"، و"جنوب كاليفورنيا"، ومن يشكك في ذلك عليه الرجوع إلى تصنيف الجامعات العربية السنوي، الذي يضع الجامعات العربية في ذيل القائمة. والسؤال الملح الذي لا يملك إجابته سوى مدير جامعة شقراء، طالما قلت إنه لم يتقدم أحد إلى الجامعة، وقد أثبت مئات الخريجين في مواقع التواصل أنهم تقدموا إلى الجامعة ولم يتم الرد عليهم، وبعضهم لم يجتز المقابلة الشخصية، فهذا يعني احتمالين، أولهما: أن مدير الجامعة لم يقل الحقيقة، ولا أظن هذا من أخلاق الدكتور عوض الذي تكلم بوضوح وصراحة. وأما الاحتمال الآخر، أن هناك من يعرقل توظيف الكفاءات الوطنية، إما لمصالحه الشخصية أو بإهمال وتقصير في مسؤولياته تجاه أبناء الوطن، وقد لا يعلم مدير الجامعة عن هذه الجهود الخفية التي تستبعد الكفاءات الوطنية وتفضل استمرار أكاديميين من دول أقل منا في التميز التعليمي والأكاديمي. وشخصيا أميل إلى الاحتمال الثاني، وعلى مدير الجامعة أن يراجع اللجان القائمة على التوظيف والاستقطاب والقائمين على موقع الجامعة، فالشكوى من عدم الرد على المتقدمين طاغية، ومن المهم عدم إهمال ذلك، فمن الصعوبة تكذيب مئات المتقدمين المؤهلين الذين يتمنون العمل في جامعة شقراء مع احترامنا للدكتور عوض وصدق نواياه!
إنشرها