Author

اللياقة الدبلوماسية والسيادة

|
أعجبتني الكلمات التي طرحها الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي عضو هيئة كبار العلماء، خلال مناقشة رسالة دكتوراه في جامعة الإمام، وقد نشرت عدة صحف محلية خلاصة لهذه الكلمة أمس. تحدث الشيخ العيسى خلال المناقشة عن جملة قضايا، تدخل في صميم العلاقات الدولية وسيادة الدول. جاء ذلك في معرض حديثه عن تطبيق الحدود والتعزيرات في المملكة ودعاوى المنظمات الدولية، وهو موضوع رسالة الدكتوراه التي قدمها زيد الكثيري. استخدم الدكتور محمد تعبيرا دقيقا هو "اللياقة الدبلوماسية" في معرض توصيفه لحال بعض المنظمات الدولية التي لا تعترف بحق السيادة التشريعية والإجرائية التي لا تتسق مع رؤاها وما يداخل هذه الرؤى من تمرير لمصالحها دون اعتبار حتى للياقة الدبلوماسية. الحقيقة أن كثيرا من مشكلات هذه المنظمات أنها - كما أشار الدكتور العيسى - ترصد القصة من زاوية واحدة، وغالبا ما تكشف التفاصيل لاحقا أن للقصة صورة أخرى أكثر دقة. وفي المقابل، هناك صور لتجاوزات واضحة تصل إلى التهجير القسري والتطهير العرقي والاتجار بالبشر، لكن هذه المنظمات تغمض عينيها عنها، لأنها تحدث في أماكن لا تمثل مطمعا ولا مصالح لها فيها. لقد ثبت بالدليل القاطع أن بعض المنظمات لا تتمتع بالنزاهة الكافية، وأن الحياد الذي تزعمه، مجرد قناع تتوارى من خلاله إرادات وقوى تمثل جزءا من أدوات الضغط الاقتصادي الذي يتوسل بالشأن السياسي والاجتماعي والحقوقي. وقد استحضر العيسى في حديثه أن المملكة كانت ولا تزال تتمتع بالمرونة التي تجعلها تتابع أنظمتها وتقوم بإدخال التعديلات عليها وفقا لمعطيات العصر، وتنشر هذه الأنظمة والتعديلات للملأ. وهذا لا يعني أن على المملكة أن تنصاع لمنطق هذه المنظمات في أمور عدة من بينها أحكام القصاص والحدود.
إنشرها