ثقافة وفنون

فينوم.. بطل خارق أم شرير محبوب؟

فينوم.. بطل خارق أم شرير محبوب؟

فينوم.. بطل خارق أم شرير محبوب؟

على مر السنوات تتنافس شركات الإنتاج السينمائية العملاقة على ابتكار شخصيات الخيال العلمي والترويج لها لتصبح علامة دامغة في عقول الكبار والصغار على حد سواء، فمن الرجل الخارق (سوبرمان) إلى الرجل العنكبوت (سبايدر مان) والرجل الحديدي (ايرون مان) وغيرهم الكثير من الشخصيات العملاقة التي ابتكرها عالم مارفل السينمائي وتطورت مع الوقت إلى أن أصبحت شخصيات أساسية تتنافس عليها شركات الإنتاج، وأخيرا صدر فيلم «فينوم» الذي يعتبر أحد أهم الصفقات التي أجريت أخيرا بين عالم مارفل وسوني بيكتشرز، فمن أين انبثق فينوم وهل هو بطل خير أم أسطورة شر؟

بداية فينوم

فينوم شخصية خيالية شريرة تتميز بصفاتها العدوانية، ظهرت لأول مرة عام 1984 في القصص المصورة التي نشرتها شركة مارفيل كومكس بجانب بطل سلسلة الرجل العنكبوت، وفي عام 2018 قررت شركة الإنتاج كولومبيا بيكتشرز ومارفيل إنترتينمنت بالتعاون مع الشركة الموزعة سوني بيكتشرز تقديم شخصية فينوم بحلة جديدة فاستعانت بالمؤلفين سكوت روزنبيرج وجيف بينكر، اللذين توليا من قبل تأليف عدة أعمال مثل فيلم Jumanji وفيلم Stephen king’s The Dark Tower لتحويل قصة العمل إلى سيناريو سينمائي.
تدور قصة الفيلم حول شاب في التلاثينيات من عمره، يعمل كصحافي استقصائي حيث يقوم بتعقب الأشخاص الذين لا يتم تعقبهم، وفي إحدى مهماته يتناول عقار طبي يحوي في داخله سم فيروسي، بعدها يتحول إلى وحش فتاك، ويجد الشاب نفسه يدخل في مطاردات مختلفة بدأها مع نفسه للخروج من هذا المأزق، ثم يتعرض للمطاردة كذلك من طرف الشركة المصنعة لهذا العقار وكذلك مطاردة من قوات الأمن.

بطل بتركيبة فينومية

يقوم النجم العالمي توم هاردي بلعب شخصية إيدي بروك في الفيلم، كما يؤدي صوت فينوم، وهو يعد من أكثر شخصيات عالم مارفل غموضا وتعقيدا، ظهر في هذا الفيلم تحت مسمى Anti-hero، أي بطل مخالف للعرف، والبطل المخالف للعرف هو الذي يفتقر إلى الصفات البطولية التقليدية مثل المثالية والشجاعة والأخلاق، رغم قيامه بفعل الأشياء الصحيحة في بعض الأحيان، حيث يجمع البطل في هذا الفيلم بين شخصية هيرو وشخصية فينوم، وهو مشابه لشخصية ديدبول، التي ابتكرتها مارفل أيضا، أي أنه بطل يساعد الأبرياء لكنه في الوقت نفسه يقتل المجرمين والأشرار بطريقة عنيفة ودموية، ويختلف عن الشخصيات الخارقة مثل شخصية إيرون مان أو كابتن أمريكا الذين يضربون الأشرار أو يسلمونهم للسلطات في حين أن فينوم يقتل بدموية وعنف، ويشاركه في البطولة ميشيل ويليامز، وريز أحمد، وسكوت هيز، وريد سكوت.
ويأتي هذا الفيلم بعد مشاركة توم هاردي أخيرا في فيلم Dunkirk الذي صدر عام 2017، ويعد الفيلم ثالث تعاون بين كريستوفر نولان والممثل توم هاردي بعد تعاونهما في Inception عام 2010 وThe Dark Knight Rises عام 2012، كما شارك أيضا في الجزء الثامن من سلسلة Star Wars، الذي يحمل اسم Star Wars: The Last Jedi.

عدو الرجل العنكبوت

وكان فينوم قد ولد ضمن فصيل من الطفيليات الفضائية، وهي كائنات تحيا على الاستحواذ على أجساد الأشكال الحية الأخرى، تقوم الطفيليات بمنح مضيفيها قدرات فيزيائية خاصة في مقابل امتصاص الأدرينالين من أنظمتهم الحيوية لدرجة قاتلة، وطبقا لسلسلة قصيرة من خمسة أعداد حملت اسم كوكب السيمبيوت، وتم نبذ الطفيل الذي قدم إلى الأرض من قبل بني جنسه لأنه أظهر اهتمامه بالالتزام بالإبقاء على حياة العائلة بدلا من استغلاله.
يعتبر فينوم العدو اللدود للرجل العنكبوت، ويعود الكره الذي يكنه إيدي بروك تجاه سبايدرمان بالأصل إلى الزمن الذي كان هو وبيتر باركر صحافيان متنافسان، فبعدما كشف بيتر زيف إحدى قصص السبق الصحافي التي فجرها إيدي، خسر الأخير حياته المهنية وزواجه وعلاقته مع والده. وأسهم هذا في تغذية الكراهية تجاه بيتر وسبايدرمان، وهي كراهية لم تبرد إلا بعد انتقاله من شرير مطلق إلى شرير بطل (anti-hero) على مر السنوات.
وبعد العداء بين فينوم وسبايدرمان عملت مارفل على بناء قدر كاف من المساحة بين الشخصيتين وإعطاء فينوم كيانا منفردا خاصا به كلاعب مستقل في عالم مارفل، ودفعت فينوم سابقا في توجهات مختلفة تماما (وأكثر بطولية) بما في ذلك تمهيد الطريق لكي يصبح فينوم عضوا في حراس المجرة Guardians of the Galaxy.

فصل فينوم عن سبايدرمان

واستمرت في هذا الفيلم بإجراء تغيير جذري لميثولوجية الشخصية وإبعاد قصة فينوم أكثر عن سبايدرمان، ولقد كان واضحا في السلسلة الجديدة أن بذة Venom symbiote كانت بعيدة عن البذة الأولى التي وصلت إلى كوكب الأرض. حتى أن الحكومة الأمريكية قد أجرت اختباراتها على الـ symbiote خلال حرب فيتنام، ما تسبب في نشوء جيش جديد من الجنود الخارقين. كما قدمت السلسلة شخصية شيطانية يدعى Knull الذي يدعي أنه إله الـ symbiotes.
ولقد عمد المخرج روبن فليشر في فيلم فينوم إلى اظهار مشاهد قوية، تشويقية وغير مألوفة عبر السينما الهوليودية، وترتكز هذه الأفلام على قوة الإنتاج والمؤثرات البصرية القوية التي طالما تميزت بها شركة مارفل كذلك سوني بيكتشرز. أما الموسيقى التصويرية فقد كانت من تأليف لودفيج جورانسون بالتعاون مع فلايشر، ويعتبر هذا التعاون عملهم الثاني بعد فيلم «30 دقيقة أو أقل» الذي صدر عام 2011.
 
مارفل بين 2018 و 2019

يزخر عام 2018 بالكثير من الأفلام المميزة لعالم مارفل السينمائي الذي أحكم قبضته منذ بداية العام واستحوذ على أكثر من ثلث إجمالي عائدات شباك التذاكر الأمريكي بداية من فيلم «النمر الأسودـ Black Panther» الذي تم إصداره في فبراير الماضي وحقق إيرادات جمة تزيد على 1.345 مليار دولار أمريكي، مرورا بفيلم «المنتقمون: الحرب اللانهائية Avengers: Infinity War» الذي تم إصداره في أبريل الماضي وحقق إجمالي إيرادات تخطت ملياري دولار، وفيلم «ديدبول 2 - Deadpool 2» الذي حقق إجمالي إيرادات تزيد على 615 مليون دولار في أقل من شهر واحد، أما فيلم «الرجل النملة والدبورة - Ant-Man and the Wasp» الذي صدر الجزء الثاني منه في يوليو 2018 وحقق 76 مليون دولار في الأسبوع الأول من عرضه. والآن صدر فيلم "فينوم" الذي استطاع عند عرض «التريلر» أن يتخطى كافة التوقعات ويحقق نسبة مشاهدة كبيرة جدا بعد ساعات من طرحه على شبكة الإنترنت، وبلغت نسبة ‏مشاهدته ستة ملايين و400 ألف مشاهدة، ويبدو أن الإثارة والتشويق الكبيرين في مشاهد "التريلر" الذي تبلغ مدته 2:43 دقيقة هي السبب في إقبال ‏الجماهير على مشاهدته‎، ويدل هذا الأمر على أن عشاق أفلام الأبطال الخارقين يتوقون دائما لرؤية أبطال مارفل التي تأتيهم دائما بشخصيات جديدة وحبكات مشوقة، لذلك تعمل مارفل بقوة على عدة إصدارات عام 2019 أبرزها «كابتن مارفل» الذي من المتوقع أن يصدر عام 2019، و"المنتقمون 4" الذي سيصدر في مايو 2019، و"الرجل العنكبوت: العودة للوطن 2" الذي سيصدر في يوليو 2019.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من ثقافة وفنون