Author

كن متاحا

|

رافقت قبل عدة سنوات في رحلة عمل رئيسا تنفيذيا لجهة كبرى. سألته عن أهم صفات القيادي في رأيه. فأجابني بلا تردد: "أن يكون متاحا". سألته أن يشرح لي أكثر، فاستفاض قائلا:" عندما أتصل عليه في أي وقت يرد باهتمام. يستقبل أي مهمة عمل برحابة صدر. يقدم لي أكثر مما طلبت وأكبر مما توقعت".
يرى هذا التنفيذي أن إتاحة الموظف نفسه للمؤسسة التي يعمل فيها ستزيد من الاعتماد عليه وستحوله من موظف تقليدي يعمل خلال أوقات العمل الطبيعية إلى آخر تعقد المؤسسة آمالا عريضة عليه وتضع مسؤوليات أكبر على عاتقه.
يتذكر هذا القيادي النقلة الكبيرة في مسيرته العملية عندما كان موظفا ثانويا في أحد الأقسام. فقد تعرضت سيارة تابعة للمنظومة التي يعمل فيها إلى انقلاب وإصابة سائقها وتلف بعض المواد التي كانت تقلها. فما كان من هذا الموظف فور أن نما إلى علمه هذا الخبر إلا أن يترك منزله ويباشر الحادث مع الجهات المعنية ويساعد شركته على إنقاذ ما يمكن إنقاذه وينهي الإجراءات المطلوبة بكفاءة وسرعة كبيرتين في مبادرة جعلت منه بطلا في الجهة التي يعمل فيها. تغير التعامل معه تماما. حصل على ترقية مباشرة. وبات على رادار الإدارة. وتدرج حتى أثبت كفاءته وأصبح الرجل الأول في الشركة التي يعمل فيها.
يتذكر: "ضحيت بأربع ساعات راحة في منزلي لكن كسبت ثقة نفسي ورؤسائي. شعروا أنني على استعداد لإعطاء أكثر مما هو مطلوب مني".
هذا الأكثر هو الذي يجعلك تفرق عن غيرك. الذكاء والفطنة والوعي يمتلكها الكثيرون. لكن القليل من يمتلك الإرادة التي تجعله قادرا على التضحية بأشياء صغيرة ليكسب أشياء كبيرة.
من الصعب جدا أن ترد على زملائك وتتفاعل مع اتصالاتهم ورسائلهم لكن إذا فعلت بكفاءة ستحقق نجاحا كبيرا يمهد الطريق إلى نجاحات أكبر.
إذا سخرت وقتك، انتباهك، وتركيزك لعملك وزملائك قطعا سيشعرون بحجم أهميتهم لديك وأهميتك وتأثيرك وقدرتك التي ستجعلك تتصدى لمهام أعلى وأغلى.
(كن متاحا) بحسن إدارتك للوقت وتفاعلك السريع لترتفع وتصعد.

اخر مقالات الكاتب

إنشرها