الطاقة- النفط

اختناقات في إنتاج النفط الأمريكي.. والأسعار ترتفع مع اقتراب العقوبات على إيران

اختناقات في إنتاج النفط الأمريكي.. والأسعار ترتفع مع اقتراب العقوبات على إيران

أكد تقريران دوليان لشركتي هاليبرتون وشلمبرجير - وهما أبرز شركتين لخدمات حقول النفط - وجود علامات تدل على تباطؤ عمليات الحفر في حقول النفط الصخري الأمريكية، مرجحا أن يكون لهذه التحديات تأثير مخفض في نمو الإنتاج ورفع تكلفة خدمات الآبار، وإضعاف مستويات الاستثمار في العام المقبل.
وأشار التقريران إلى استمرار اختناق خط أنابيب حقل بيرميان في التأثير في صناعة النفط الصخري الزيتي الأمريكي، ما يؤدي إلى فرض خصومات كبيرة على أسعار بيع النفط العالق في غرب تكساس، لافتا إلى قناعة الكثيرين بأن الصعوبات الحالية مؤقتة بينما تذهب الأقلية إلى التشاؤم على مستقبل الإنتاج الأمريكي وهو ما يجعلهم في حالة قلق بالغ.
وذكر تقرير شلمبرجير أنه على الرغم من اختناق خط الأنابيب إلا أن حالة الإنتاج في تكساس تستمر في النمو، مشيرا إلى بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية التي تؤكد أن الإنتاج في تكساس قفز بمقدار 165 ألف برميل يوميا في حزيران (يونيو) الماضي، مقارنة بالشهر الذي سبقه، وهو ما يمثل زيادة كبيرة في الإنتاج.
وأضاف التقرير أن هذه الزيادة تأتي حتى مع ظهور تقارير عن وجود قيود على خطوط الأنابيب بالفعل وارتفاع مستوى الخصومات على أسعار البيع للنفط الخام في ميدلاند.
وأوضح التقرير أنه حتى الآن هناك بالفعل بعض علامات التباطؤ على أنشطة الحفر، في ظل ثبات عدد الحفارات منذ حزيران (يونيو) الماضي، مع تزايد الخصومات واستمرار الارتفاع في تراكم الآبار المحفورة، ولكنها غير مكتملة حيث تباطأ نشاط الإنجاز وهو ثمرة من ثمار الاختناقات في منتصف الطريق بالعملية الإنتاجية.
وأفاد التقرير الدولي بأن الاختناقات في الإنتاج دفعت بالفعل حفارات النفط الصخري الزيتي إلى التحول إلى أحواض أخرى مثل باكن ونيوبرارا وبعض من هذه الحقول كان معروفا عنه منذ فترة طويلة إنتاجه الغزير من الفحم.
وأوضح التقرير أن المتحمسين لحقل برميان الأمريكي الرئيس في إنتاج النفط الصخري ليسوا كلهم قلقين بشأن ما يعتبرونه مشكلة مؤقتة، مشيرا إلى وجود خلاف داخل صناعة النفط الصخري الأمريكي نفسها حول ما إذا كانت مكاسب الكفاءة قد وصلت إلى الحد الأقصى أو ما إذا كان تضخم التكاليف يمثل مشكلة خطيرة.
وفي سياق متصل، مالت أسعار النفط الخام إلى الارتفاع بسبب اقتراب موعد تطبيق العقوبات الأمريكية على إيران في قطاع النفط التي من المرجح أن تهبط بمستوى الصادرات النفطية الإيرانية بأكثر من مليون برميل يوميا بحلول تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.
وتواصل منظمة أوبك وروسيا جهودهما في تعويض المعروض من خلال زيادة الإنتاج وتكثف واشنطن اتصالاتها مع كبار المنتجين وخاصة السعودية وروسيا لزيادة الإمدادات وتأمين استقرار السوق.
وتتابع السوق نتائج المباحثات التي أجراها المهندس خالد الفالح وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية مع نظيره الأمريكي ريك بيري في واشنطن والمباحثات المرتقبة بين الوزيرين الأمريكي والروسي ألكسندر نوفاك وسط حالة من التأهب الروسي لإجراء زيادة أوسع في الإمدادات النفطية إلى الأسواق الدولية.
وفي هذا الإطار، قال لـ"الاقتصادية" سيرجي فاكولينكو رئيس قسم الاستراتيجيات في عملاق الطاقة الروسي "جازبروم"، إن هناك حرصا قويا على تطوير الشراكة والتعاون بين روسيا ومنظمة أوبك ومن هنا جاء الإعلان من قبل وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك عن توقع إبرام اتفاق طويل الامد بين الجانبين في الاجتماع الوزاري الموسع في فيينا يوم 3 كانون الأول (ديسمبر) المقبل.
وأوضح أن الأشهر المقبلة تتطلب تضافر الجهود وتفعيل دور تحالف المنتجين لتعويض النقص الواسع والمتوقع في المعروض النفطي بسبب تهاوي الإنتاج في كل من فنزويلا وإيران، لافتا إلى أن الشركات الروسية تكثف الاستثمارات وتسارع وتيرة الإنتاج في الفترة المقبلة.
من جانبه، أكد لـ"الاقتصادية" رينهولد جوتير مدير قطاع النفط والغاز في شركة سيمنس العالمية، أن الاختناقات الحالية في الإنتاج الأمريكي تحد كثيرا من فرص النمو وتؤثر في التوقعات المستقبلية لدور هذا الإنتاج وحجم مساهمته في المعروض العالمي بما يحد من قدرته على تلبية احتياجات المستهلكين وعلى مواكبة نمو الطلب المرتفع.
وأشار إلى أن تكلفة الإنتاج الأمريكي صارت مرتفعة خاصة مع التحول إلى الإنتاج من مناطق جديدة وهو ما يفرض أعباء أكبر على المنتجين فيما يتعلق برفع مستوى الكفاءة وضبط تضخم التكاليف.
من ناحيتها، قالت لـ"الاقتصادية" المحللة الأمريكية ويني أكيلو من شركة "آفريكا إنجنيرينج"، إن لقاءات وزير الطاقة الأمريكي ريك بيري مع كل من وزيري الطاقة السعودي والروسي هذا الأسبوع تصب في اتجاه تحفيز كبار المنتجين على زيادة الإمدادات لتأمين المعروض العالمي وبقاء أسعار النفط في مستويات جيدة وملائمة. 
وأشارت إلى أن الجهود السعودية والروسية تصب في صالح معالجة المخاوف الدولية على الإمدادات عبر إجراء زيادات مؤثرة وسريعة في المعروض النفطي كما أن الإنتاج الأمريكي أيضا يحاول التغلب على الصعوبات اللوجستية وزيادة الإنتاج بسبب ارتفاع الطلب عليه خاصة من الأسواق التي كانت تعتمد على النفط الإيراني بشكل أساسي مثل الهند وغيرها.
وفيما يخص الأسعار، ارتفعت أسعار النفط أمس، مع اقتراب العقوبات الأمريكية على قطاع النفط الإيراني، رغم جهود واشنطن الرامية لحث كبار الموردين الآخرين على تعويض النقص المتوقع.
وبلغت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 67.70 دولار للبرميل، بزيادة 65 سنتا أو 0.2 في المائة عن التسوية السابقة، بحلول الساعة 06:37 بتوقيت جرينتش.
وارتفعت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت 38 سنتا أو 0.5 في المائة إلى 77.75 دولار للبرميل.
وتضغط واشنطن على الدول الأخرى لوقف واردات النفط من إيران، ويبدي حلفاء مقربون مثل كوريا الجنوبية واليابان بل والهند أيضا علامات على الاستجابة لتلك الضغوط.
وفقد الخام الأمريكي عند تسوية أمس الأول، نسبة 0.5 في المائة ، في خامس خسارة يومية على التوالي، وسجل في اليوم السابق أدنى مستوى في أسبوعين عند 66.85 دولار للبرميل، في المقابل صعدت عقود برنت بنسبة 0.35 في المائة، في ثاني مكسب يومي على التوالي.
وعلى مدار الأسبوع الماضي فقد الخام الأمريكي نسبة 2.9 في المائة، وخام برنت نسبة 0.8 في المائة، في أول خسارة خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة، بفعل مخاوف بشأن ضعف مستويات الطلب العالمي.
وبحسب وكالة بلومبرج أصبحت كوريا الجنوبية أول دولة من ثلاث أكبر دول تستورد النفط الإيراني تلبي طلبا من الولايات المتحدة بخفض المشتريات من إيران إلى الصفر، حيث لم تستورد سيئول أي نفط إيراني خلال آب (أغسطس) الماضي، مقارنة باستيراد 194 ألف برميل يوميا في تموز (يوليو) السابق.
وتشير معظم الاحتمالات في السوق إلى انخفاض إمدادات النفط من إيران بعد سريان جزئي لعقوبات أمريكية أوائل آب (أغسطس) الماضي، وستنخفض الإمدادات بصورة أكبر خلال تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل بعد سريان العقوبات كاملة.
وقال بنك الاستثماري الأمريكي "جيفريز" إن هناك بيانات أولية تشير إلى انخفاض صادرات إيران بالفعل بنحو 700 ألف برميل خلال النصف الأول من آب (أغسطس) مقارنة بما تم تصديره في تموز (يوليو) الماضي.
وارتفعت سلة خام أوبك وسجل سعرها 75.20 دولار للبرميل أمس الأول، مقابل 74.17 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أمس، إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 15 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق أول ارتفاع عقب انخفاضات سابقة، كما أن السلة خسرت بضع سنتات مقارنة بآخر تعاملات شهر آب (أغسطس) الماضي التي سجلت فيها 75.74 دولار للبرميل.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط