default Author

اللغة تعالج القلق

|
من منا لا يعاني القلق بدرجة ما، ينغص عليك حياتك يشعرك دائما بأنك مقصر مهما بذلت من جهد تريد أن ترضي زوجك وأبناءك ومديرك في العمل وزملاءك وجيرانك و و و سلسلة من الهموم والضغوط صنعتها بنفسك ولنفسك تجعلك في قلق وتوتر مستمر لدرجة أن منظمة الصحة العالمية أطلقت عليه "مرض العصر" فربع الفئة العاملة في العالم تعانيه، حسب تقارير المنظمة ناهيك من البقية، الذين يشعرون بالنقص والعجز، لذا كان لا بد من حلول تعالج هذا المرض. وجد الباحثون طريقة غريبة وفعالة لعلاجه بعيدا عن الأدوية ودكاكين العطارين، تكمن في تعلمك للغة أجنبية جديدة، لا تستغرب ولا ترفض قبل أن تعلم السر الكامن وراء تأثير تعلم لغة أجنبية على صحة عقلك! سعيك للكمال وعدم تقبلك للخطأ من أهم أسباب قلقك وتوترك، وهنا تبرز أهمية تعلمك للغة جديدة، فهي ستبين لك أن الخطأ وتكراره هو سبيلك للتعلم فأنت في البداية لن تنطق الكلمات بشكل صحيح، ولن تفهم كثيرا من المصطلحات مهما حاولت، وهنا تبدأ تقتنع أن النجاح تدريجي وأننا من الأخطاء نتعلم، فإذا عممت الفكرة على بقية أمور حياتك، ذهب جزء من قلقك، ولكن ماذا عن الأجزاء الباقية؟! إصرارك على تعلم لغة أجنبية سيجعلك أكثر انضباطا وتحكما في الوقت وتحديدا للأولويات وإذا واجهتك مشكلة ما في تعلم جملة أو مصطلح ستبحث عن حلول، هنا ستتعلم كيف ستحل مشاكلك وتخرج من أزماتك وهذا ترويض لذاتك، ناهيك من الثقة في النفس التي سيمنحها لك تعلمك لغة جديدة، كونك أصبحت شخصا مختلفا وأكثر ثقافة! ستقضي على شعورك الدائم بالعجز الذي يسبب لك التوتر حين تكون مع مجموعة من زملائك في العمل وتجلس مشدوها وحائرا فأنت لا تعرف ما يقولون فقط تهز رأسك، وبتعلمك للغتهم ستفتح لنفسك أبوابا من المعرفة وتكسب كثيرا من الصفات المميزة، التي تعزز ثقتك بنفسك، وتتجاوز من خلالها كل ما قد يقلقك، إنها ليست مجرد حروف وكلمات بل حلول! تعلم اللغة يعد من أفضل وأنجح تمارين العقل، التي ينصح بها المعالجون باستمرار، حيث ينشط تعلم اللغات الفصين الأيمن والأيسر للعقل بصورة منتظمة، تريحه وترفع من فعاليته وإنتاجيته. وبالتالي، يقل قلقك ويزيد تأقلمك مع الظروف المحيطة بك والمستجدات، إنها تروض عقلك. وأخيرا سيمنحك تعلم لغة جديدة معارف لم تكن تعلمها من قبل وأصدقاء جددا وعوالم مختلفة تخرجك من محيط قلقك وتوترك!!، لنجرب معا ونختار لغة أجنبية نتعلمها ونسجل الفرق في حياتنا بعد شهر، شهرين، ثلاثة أو سنة.
إنشرها