Author

ريادة الأعمال وتحديات الشركات الناشئة «2 من 2»

|
يجب على قادة الأعمال التعامل مع استراتيجيات جديدة للنمو والابتكار والتجديد وإعادة الهيكلة، سواء كانوا قادة شركات ناشئة أو شركات متعددة الجنسيات. ولذلك، تحتاج جميع الشركات إلى عقليات وقيادات ريادية. تم تصميم برنامج ماجستير إدارة الأعمال الذي أقوم بتدريسه، لإثبات أن الشركات الناشئة والعائلية، وكذلك الابتكار، والمشاريع الاجتماعية تندرج جميعها تحت مظلة ريادة الأعمال. فالطلاب يتبنون منهج المشاريع الريادية، والتنفيذيون يواجهون تحديات الابتكار، وقادة الشركات العائلية يحفزهم ضمان استمرارية الشركة للأجيال المقبلة. ريادة الأعمال بأشكالها المختلفة عبارة عن سلسلة متصلة من السلوكات المتعلقة بالاستراتيجية والقيادة، تحركها دورة حياة الشركة في كثير من الأحيان. ويبقى التحدي الأكبر الذي يواجه جميع الشركات هو تحقيق الاستدامة المبنية على أساس إيجاد قيمة لأصحاب المصلحة. أعلم طلابي أن هناك أربعة سياقات ريادية، تتطلب بدورها أنواعا مختلفة من القيادة الريادية والاستراتيجيات: 1 - تحقيق الابتكار المؤسسي: يتطلب من القياديين تعزيز المواءمة بين الاستراتيجية والثقافة من خلال توفير القيادة المحفزة على الإبداع والتغيير. 2 - البدء بمشروع جديد: يحتاج القياديون إلى المشاركة بدلا من الإشراف عن بعد، كما يحتاجون إلى البحث عن فرص جديدة، وإشراك المستثمرين والموظفين في العمل. ويجب عليهم ممارسة الإدارة بشكل يختلف عن الشركات الكبرى التي لديها موارد منخفضة التكلفة وفرق عمل وشركاء. كما يجب أن يتسموا بالمرونة والفهم العميق لعملائهم، وأن يهدفوا لضمان استمرارية المشروع. 3 - المشاريع الاجتماعية: الغرض الرئيس منها تلبية الاحتياجات الاجتماعية أو الاقتصادية غير المعالجة. حيث ينبغي على القياديين في المشاريع الاجتماعية أن يخصصوا مزيدا من الوقت للشراكات وتطوير العلاقات مع المجتمع والحكومة والمنظمات غير الحكومية والمؤسسات المختلفة. تمويل هذه المشاريع ليس بالأمر التقليدي، فهو يأتي من مجموعة من المصادر بما في ذلك مبيعات المنتجات والخدمات والمنح الحكومية والمنظمات غير الحكومية وقروض المشاريع ذات الأثر الاجتماعي باعتبارها الهدف الرئيس. 4 - الشركات العائلية: على القياديين في هذا القطاع التركيز على تخطيط مواز للشركات العائلية لضمان نجاح عملية الانتقال إلى الجيل التالي، مدعومين بالقيم العائلية ورأس المال، ولديهم القدرة على إدارة أعمالهم لفترة طويلة. فهدفهم في نهاية المطاف هو تنمية رأس المال العائلي على الصعيد الاقتصادي والعاطفي والاجتماعي والروحي. يواجه خبراء الإدارة تحديا من نوع آخر، يتجلى بقدرتهم على تعليم الممارسات الإدارية التي تركز على الاستراتيجية والقيادة الريادية التي يمكن تطبيقها عبر مجموعة من السياقات المؤسسية. من الواضح أن هناك حاجة إلى مناهج جديدة، وتشير الأدلة إلى أن ريادة الأعمال تناسب معظم السياقات المؤسسية. ابتداء من السياسة المرنة لـ"ثري إم" التي تخصص 15 في المائة من الميزانيات لمتابعة المشاريع الشخصية، أو الاجتماع الفصلي للمساهمين في شركة فورد لوضع الخطط المستقبلية، أو فريق جيمس تشن الذي يكافح في ظل التكنولوجيا التدميرية لمساعدة الأشخاص الذين يعانون مشاكل في البصر. وتعد أمرا جوهريا لتحقيق النمو والأثر الاجتماعي في القرن الـ21.
إنشرها