الطاقة- النفط

«بلاتس»: ارتفاع إنتاج السعودية من النفط يعكس قوة الطلب والاحتياطيات الوفيرة

 «بلاتس»: ارتفاع إنتاج السعودية من النفط يعكس قوة الطلب والاحتياطيات الوفيرة

اعتبرت "وكالة بلاتس" الدولية للمعلومات النفطية أن ارتفاع إنتاج الخام السعودي خلال الشهر الماضي يعكس نموا قويا في الطلب على الإنتاج السعودي، مشيرة إلى أن الرياض تستخدم طاقاتها الاحتياطية الوفيرة لزيادة الإمدادات إلى السوق النفطية. وأوضح تقرير الوكالة الدولية أن السعودية قدمت 10.467 مليون برميل يوميا للسوق في آب (أغسطس) ما يشير إلى وفرة المخزونات وقوة الطلب، لافتا إلى أن الإنتاج السعودي جاء أعلى بـ 136 ألف برميل يوميا من الرقم المسجل في تموز (يوليو) وهو 10.288 مليون برميل يوميًا. وذكر التقرير الدولي أنه على الرغم من تعهد السعودية بتعزيز إمدادات النفط الخام لتعويض انقطاع الإمدادات فإن إنتاج النفط في المملكة تراجع في تموز (يوليو) بمقدار 52.800 برميل يوميا مقارنة بشهر حزيران (يونيو) الماضي. وأضاف أنه "قبل صدور بيانات "أوبك" لشهر تموز (يوليو) الماضي كانت هناك أرقام متناقضة حول إنتاج النفط السعودي، حيث توقع عديد من استطلاعات الرأي أنه من المحتمل أن يضخ أكبر منتج في "أوبك" مستويات قياسية، في حين أفادت مصادر في السعودية و"أوبك" أن الإنتاج انخفض بفعل ضعف الطلب المتوقع في وقت سابق". وذكر تقرير "بلاتس" أنه خلال هذا الأسبوع وجدت لجنة المراقبة الوزارية المشتركة أن "أوبك" وشركاءها في اتفاق خفض الإنتاج حققوا امتثالا بنسبة 109 في المائة في تموز (يوليو) مقارنة بـ 121 في المائة في حزيران (يونيو) الماضي ما يعني أنهم قاموا بزيادة الإنتاج للوصول إلى هدفهم من تخفيف معدلات الامتثال للتخفيضات الإنتاجية والوصول إلى الامتثال بنسبة 100 في المائة. ونوه التقرير بانعقاد الاجتماع المقبل للجنة مراقبة خفض الإنتاج في الجزائر العاصمة في 23 أيلول (سبتمبر) الحالي حيث ستقوم اللجنة بمراجعة خطة مراقبة أساسيات السوق ومستويات المطابقة لبقية العام الجاري، وكذلك إطار التعاون الذي سيتم إنشاؤه في 2019 وما بعده. إلى ذلك، توقع محللون نفطيون أن تشهد أسعار النفط الخام تقلبات خلال الأسبوع الحالي بعد أن أغلقت في الأسبوع الماضي على انخفاض محدود إلا أنها حققت مكاسب شهرية تبلغ 4.3 في المائة لخام برنت و1.5 في المائة للخام الأمريكي. وتأثرت الأسعار بعوامل متضادة أبرزها الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين في مقابل العقوبات الأمريكية المرتقبة على إيران إلى جانب تهاوي الإنتاج في بعض الدول المنتجة الرئيسية وعلى رأسها فنزويلا. وفي هذا الإطار، يقول لـ "الاقتصادية"، روس كيندي العضو المنتدب لمجموعة "كيو إتش أي" لخدمات الطاقة، "إن فرص نمو الأسعار كبيرة خلال هذا الأسبوع والأسابيع المقبلة قوية بسبب صعود الطلب خاصة على النفط السعودي ونفط "أوبك" بشكل عام"، لافتا إلى أن تداعيات الحرب التجارية بين واشنطن وبكين تكبح نمو الأسعار بسبب تعزيزها مخاوف النمو الاقتصادي. وأشار كيندي إلى أن المنتجين يقودون زيادة الإنتاج بشكل جيد يعزز حالة التوازن بين العرض والطلب في السوق، مرجحا أن يسفر اجتماع الجزائر في الشهر الحالي والاجتماع الوزاري الموسع في فيينا في كانون الأول (ديسمبر) المقبل عن قرارات تعزز وضع المعروض النفطي خاصة أن الشهر المقبل سيشهد التطبيق الكامل للعقوبات الأمريكية على إيران التي ستهوي بصادراتها النفطية إلى مستوى الصفر، بحسب مستهدف الإدارة الأمريكية. من جانبه، أوضح لـ "الاقتصادية"، دان بوسكا كبير محللي بنك "يوني كريديت" البريطاني، أن انكماش المعروض النفطي المتوقع في النصف الثاني من العام الحالي سيعزز فرص صعود الأسعار إلى مستويات قوية ويدعم هذا الاتجاه القفزات المتتالية في مستوى الطلب على الخام خاصة من جانب الاقتصاديات الناشئة بقيادة الهند والصين. ولفت بوسكا إلى أن التراجعات الحادة في الإنتاج الفنزويلي دعمت مخاوف السوق بشأن تهاوي المعروض في ضوء عوامل أخرى موازية وهي النضوب الطبيعي للحقول القائمة وتباطؤ الاستثمارات طويلة المدى في القطاع النفطي، لافتا إلى أن السوق أقرب إلى حالة التقلب السعري قبل أن تغلب الارتفاعات السعرية في الشهر المقبل بعد توقف الإمدادات الإيرانية. من ناحيته، يقول لـ "الاقتصادية"، جون هال مدير شركة "ألفا إنرجي" الدولية للطاقة، "إن اتساع نطاق التعريفات المتبادلة على التجارة بين الصين والولايات المتحدة لها تأثيرات واسعة في السوق خاصة في ضوء توقع امتداد هذا الصراع إلى تجارة النفط الخام علاوة على احتمال تكرار هذه الصدامات مع الاتحاد الأوروبي الذي يتبنى مواقف مغايرة للمواقف الأمريكية تجاه العقوبات على إيران. واعتبر جون هال أن المهمة الأكبر التي تواجه لقاءات المنتجين المقبلة في الجزائر وفيينا هي الحفاظ على فاعلية وقوة التحالف الذي يجمع "أوبك وخارجها" ومحاولة عزل السوق النفطية عن التأثيرات الواسعة للعوامل والمخاطر الجيوسياسية وتفادي التقلبات الحادة المتوقعة في أسعار النفط الخام. وكانت أسعار النفط قد انخفضت في ختام الأسبوع الماضي مع تعرضها لضغوط من تجدد المخاوف من أن حربا تجارية عالمية قد تقوض الطلب على الطاقة، رغم أن عقوبات أمريكية مرتقبة على إيران وهبوط إنتاج الخام في فنزويلا يكبحان تراجع السوق. وبحسب "رويترز"، فقد أنهت عقود خام القياس العالمي مزيج برنت جلسة التداول منخفضة 35 سنتا لتبلغ عند التسوية 77.42 دولار للبرميل، وهبطت عقود الخام الأمريكي 45 سنتا لتسجل عند التسوية 69.80 دولار للبرميل. وأنهت عقود برنت الشهر على مكاسب قدرها 4.3 في المائة في حين صعد الخام الأمريكي 1.5 في المائة. ويلقى النفط دعما من هبوط حاد في إنتاج فنزويلا وتراجع في الشحنات من إيران قبل سريان عقوبات أمريكية على طهران في تشرين الثاني (نوفمبر). وقالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية في تقرير شهري صدر أمس "إن إنتاج الولايات المتحدة من النفط الخام ارتفع بمقدار 231 ألف برميل يوميا إلى 10.674 مليون برميل يوميا في حزيران (يونيو)، من 10.443 مليون برميل يوميا في أيار (مايو)". وهذا هو أعلى مستوى شهري لإجمالي إنتاج النفط الأمريكي، وجاءت الزيادة مع صعود الإنتاج في تكساس وخليج المكسيك. وأضافت شركات الطاقة الأمريكية حفارات نفطية للمرة الأولى في ثلاثة أسابيع وزاد عدد الحفارات هذا الشهر مع استقرار أنشطة الحفر النفطي على مدار الأشهر الثلاثة الماضية. وقالت شركة بيكر هيوز لخدمات الطاقة، في تقريرها الأسبوعي، الذي يحظى بمتابعة وثيقة، "إن شركات الحفر أضافت حفارين نفطيين اثنين في الأسبوع المنتهي في الـ 31 من آب (أغسطس) ليصل إجمالي عدد الحفارات إلى 862 حفارا". وارتفع عدد الحفارات بمقدار حفار واحد في آب (أغسطس) بعدما زاد ثلاثة حفارات في تموز (يوليو)، وانخفض بمقدار حفار واحد في حزيران (يونيو). وعدد الحفارات النفطية النشطة في أمريكا، وهو مؤشر أولي للإنتاج مستقبلا، أعلى بكثير من مستواه قبل عام عندما بلغ 759 حفارا. وتوقع استطلاع للرأي شمل 45 من مختصي الاقتصاد والمحللين أن يبلغ سعر خام القياس العالمي مزيج برنت في المتوسط 72.71 دولار للبرميل في عام 2018، بانخفاض قدره 16 سنتا عن 72.87 دولار في توقعات استطلاع الرأي الذي أجري في تموز (يوليو). ويزيد هذا على 71.96 دولار في المتوسط منذ بداية العام الجاري، ومن المتوقع أن يبلغ السعر 72.58 دولار للبرميل في المتوسط عام 2019. ومن المتوقع أن تسجل العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 67.13 دولار للبرميل في المتوسط عام 2018، مقارنة بـ 67.32 دولار للبرميل في متوسط توقعات الشهر الماضي و66.40 دولار للبرميل في المتوسط إلى الآن.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط