Author

عام دراسي جديد

|

يأتي العام الدراسي الجديد فاتحا لأبنائنا وبناتنا نوافذ المعرفة، وبادئا حالة من الحماس والترقب لمستجدات المناهج التعليمية. من أهم مفارقات العام الجديد هو السماح للمرأة السعودية بالقيادة، وهو ما سيجعل أعدادا متزايدة من السكان تتجه إلى العمل صباح كل يوم، وقد يؤدي إلى زيادة الأحمال على الطرق وتأخر الوصول إلى العمل في المدن الكبيرة والمتوسطة بالذات. 
الأزمات المرورية القادمة، التي شاهدنا إحداها عندما اصطدمت سيارة سيدة في مدينة حائل، ليست محصورة في التعطيل المروري فقط، إنما ستتحول إلى تكوين حالة من البحث عن مجموع الخدمات التي عنصرها الرئيس من النساء. فرق التحقيق في الحوادث، وفرق الإسعاف مرشحة لتكوين بدايات الأزمة المقبلة، هذا إن لم تتمكن الجهات المختصة من توفير الكادر النسائي القادر على التعامل مع الحالات المتوقعة.
على أن العام الدراسي يحمل كثيرا من التحديات لوزارة التعليم وبقية الجهات الخدمية والتنظيمية، وهو ما يجعل الإعداد أساسا في تقويم كفاءة العمل في هذه المواقع الخدمية. صحيح أن الوصول إلى المدرسة هو العنصر الأول في ضمان بداية جيدة لليوم، لكن عناصر العناية المدرسية تسترعي هي الأخرى كثيرا من الانتباه، وتستدعي مزيدا من التغيير الإيجابي الذي يتفاعل مع المستجدات ويعطي العمل نكهته الصحية. انتشار ثقافة التغيير وتقبل الآخر مع ما نشاهده من تحديث للبنى التحتية، وإضافة للمفاهيم العامة المتعلقة بالتعلم والترفيه والثقافة، تستدعي أن نعود أطفالنا على التعرف على الحقائق وعدم الخضوع لمسلَّمات قد تكون ضارة أو مسيئة أو مؤثرة في تقبلهم وتعاملهم المجتمعي.
هل بدأت الوزارة في تحقيق شيء من هذا أو عممته على وحداتها التعليمية؟ سؤال مهم أعتقد أنه نوقش في مؤتمر التعليم الذي بدأت به الوزارة عملياتها للعام الحالي كرؤية مختلفة لكيفية البدء في التعامل مع التعليم كمنظومة، قبل أن يكون حالات فردية تتأثر بمفاهيم شخصية وإرث يأخذ من مصادر معينة ولا يبالي بغيرها.  التجهيز للدراسة، سواء كان ماديا أو معنويا مهم، وهذا يجعل العمل أكثر ارتباطا ويدعم نجاحه. كل هذا يجب أن يكون بتعاون مستمر بين البيت والمدرسة، وهما العنصران اللذان يجب أن يقتنع كل من مكوناتهما بأهمية دوره في تنمية النشء ورعاية الجيل الجديد. لن يكون البيت جاهزا إن لم تعمل الوزارة على استقطابه وتطوير علاقتها معه، من خلال المدرسة كموقع يضم الجميع وينسق مفاهيمهم وتعاملهم مع الطفل.

إنشرها