لطالما هاجر الإنسان على هذه الأرض إما من باب الحاجة والبحث عن رزقه وإما اكتفاء من مكان إقامته واستكشافا لمناطق أخرى جديدة. إرضاء لفضوله المعرفي إن كان عالما أو لفضوله السياحي إذا كان مغامرا. وفي الحالتين اللتين وصلتا أقصاهما جغرافيا مع اكتشاف كل بقاع الأرض، وعلميا مع تراجع متوقع للتقدم التكنولوجي، تأتي نيوم المدينة لتقدم وعدا جديدا لمستكشفي المستقبل ومغامريه بل وصانعيه.
أما الأجمل والأكثر فخرا فهو أن هذا الوعد المنتشي بالأمل ألهمته السعودية لباقي دول العالم بقيادة عراب رؤيتها ولي العهد الشاب محمد بن سلمان. وبتوجيه من حكيمها وملكها سلمان بن عبدالعزيز.
إذ لا يستحق المستقبل من لم يعد العدة له. من لم يستبقه ويستبق مفاجآته. وهذا باختصار ما يحاول التاريخ على مر تجاربه أن يعلمنا إياه. وهو أيضا ما يُؤْمِن به "المستقبليون" عن علم وبحث ومعرفة. أما وقد قيض الله لهذه البلاد السعودية رجلا مستقبليا واثقا بالله وبنفسه وبشباب وطنه. فهذه أول مفاتيح الاستحقاق وأهمها على طريق رحلة استكشاف المستقبل، المعني بها كل وطن يروم الأفضل والأجود لخير حاضره وأصالة ماضيه.
مسؤولية عالمية
و"نيوم" القادمة بخطى صفرية مقصودة في انتظار حالميها ومغامريها المبتكرين من شتى أنحاء المعمورة ليشاركوها الحلم والبناء كما لم تُبن مدينة من قبل. جزء يسير من حكاية سعودية مستقبلية طويلة أقرها ولي العهد بغايات واضحة وسبل معروفة والأهم مسؤولية عالمية مشتركة.
فالحكماء لم يصبحوا كذلك "بمراكمة المعرفة عن الماضي ولكن بالمسؤولية عن المستقبل" كما يقول برنارد شو وكما يفعل محمد بن سلمان لسعودية جديدة طموحها عنان السماء. مسؤولية يحركها الحلم وصادق الأمنيات كمحفز لا كمخدر طالما وجدت الأهداف الواضحة والأرقام المتجددة، برنامجا تلو آخر وإنجازا يردفه إنجاز.
ملتقى قارات
لذلك الرسالة السعودية من أعلى نقطة في عزمها القيادي واضحة: لن يجد العالم في القريب المقبل مكانا يقصده على سبيل الحلم والابتكار والسياحة أفضل من "نيوم". التي تقع جغرافيا على مفترق ثلاث قارات. والمتحررة اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا بوعد الأمير الشاب نفسه من قيود وأحكام وتشريعات مسبقة لا تكاد تخلو منها مدينة حول العالم، بل وعلى مر التاريخ.
"نيوم" قبل أن تكون مدينة بالمعنى الحرفي والجغرافي هي "وعد" استثماري بالمعنى الأخلاقي والقيمي، بضمان السعودية البلد التي لم تخل بمواثيقها منذ تأسيسها. وعد لمستكشفي المستقبل ومبتكريه حول العالم؛ أن هذا البقعة من الأرض بكل ما تحويه من مزايا ومقدرات طبيعية لا مثيل لها رهن رؤاكم ومصنع لأفكاركم أيها المستقبليون. لجعلها المكان الأفضل في العالم، واقعا وافتراضا، ونموذجا يُحتذى على مستوى الإنجازات العلمية والسياحية حاضرا ومستقبلا.
نقطة تحول
وبهذا تمثل نيوم - ولأول مرة تاريخيا- حلما عالميا مشتركا. ليس أمريكيا ولا أوروبيا أو عربيا. إنما حلم عالمي يعمل الجميع من أجله متجاوزين أوهام الفوارق الماضوية عرقا وجنسا وديانة. حلم للسعودية فضل إلهامه وضمان عمله ومكانه. ويبقى على العالم بكل فئاته وشرائحه استثماره الاستثمار الأمثل ليكون نقطة فارقة وفاصلة في مسيرة التحول البشري على جميع المستويات العلمية والإنسانية.
لتكون نيوم مقصد الجميع حول العالم بمساحة 26,500 كم مربع أي أكبر من مساحة لندن حلم الكثيرين ومقصدهم بـ 16 مرة ومن مدينة نيويورك نواة الحلم الأمريكي بـ 33 مرة. بينما تركز المدينة في اقتصادياتها على تسعة قطاعات رئيسة تعنى بمستقبل ما يحتاج الإنسان استهلاكه باستدامة مثمرة، وليس هدرهُ فقط، كما هو حال كثير من اقتصاديات المدن الحديثة. لتعنى نيوم ومبتكروها بمستقبل الطاقة والمياه والتنقل والتقنيات الحيوية، فضلا عن العلوم التقنية والرقمية والتصنيع المتطور.
نيوم قصة انطلقت منذ الإعلان الأول لها على لسان ولي العهد ولن تتوقف لسبب بسيط شدد عليه الأمير بنفسه وهو أن نيوم مدينة للحالمين فقط، والحلم لا حدود له، فقط أبواب مشرعة على الحاضر الواعد والمستقبل الجميل.
موسم الهجرة إلى «نيوم» .. إلهام السعوديين وحلم المستقبليين
أضف تعليق