«من MTV إلى مكة»

كريستيانا باكر، واحدة من أشهر مقدمات البرامج الألمانيات، وقد اشتهرت عبر شاشة قناة MTV الموسيقية الدولية المعروفة. اعتنقت باكر الإسلام في عام 1995، ونشرت مذكراتها عام 2012 ضمن كتاب حمل عنوان "من إم تي في إلى مكة"، واعتبر من الكتب الأكثر مبيعا في المملكة المتحدة. صدر الكتاب الأصلي باللغات الألمانية، والهولندية، والإندونيسية، والماليزية، والأردية، وأصدرت دار العبيكان للنشر، نسخته العربية. عملت كريستيانا في عديد من محطات التلفزيون الأوروبية، وتمتعت بفن الخطابة والتحدث أمام الجمهور. فقد أصبحت في سن الـ24، إحدى أبرز مقدمات البرامج على قناة "إم تي في" الأوروبية، وأجرت عديدا من المقابلات مع أهم الفنانين والموسيقيين في وقتها. وأنشأت برنامجها الخاص الموجه للشباب في ألمانيا، الذي حمل عنوان "تذكرة إن بي سي" على قناة "إن بي سي" الأوروبية وقدمت من خلاله إرشادات تحمل الثقافة والمتعة بشكل يومي. وقدمت برنامجا شهريا يعنى بالسفر والرحلات على قناة السفر الألمانية ترافيل، إلى جانب برنامج ديني على قناة تلفزيون إيبرو. لتحوز بالتالي على أرفع جائزة بين جوائز البرامج التلفزيونية "جائزة الكاميرا الذهبية"، عن مجمل أعمالها التلفزيونية. بعد اعتناقها الإسلام ركزت كثيرا على الفن الإسلامي، فقد قامت بتنظيم معرض فني ضخم لفنان الخطوط المصرية أحمد مصطفى، في سراييفو. تشارك كريستيانا في عديد من المشاريع الثقافية، فضلا عن الحوار بين الثقافات، والمشاركة في المهرجانات والمؤتمرات والفعاليات الدولية. دعاها أخيرا مركز التواصل الدولي في وزارة الإعلام لحج هذا العام. وأجرى معها لقاء انتشر في روسيا دوليا ومحليا. تحدثت من خلاله عن الفراغ الداخلي الذي كانت تشعر به قبل دخولها الإسلام. أبدت انبهارها من قدرة المملكة على إدارة أكثر من مليوني حاج في وقت قصير ومكان واحد بكفاءة ومرونة لافتين. عبرت عن امتنانها لشبابنا المتطوعين الذين يقدمون المساعدة والعون للحجاج ترافقهم ابتسامة لا تذبل. حديث كريستيانا يعكس حجم ونوعية جهود المملكة حكومة وشعبا. هذه الجهود التي لا نستشعرها وندركها جيدا لأننا وسطها ونعيشها. في حين يراها الآخر بانبهار ودهشة وإعجاب. هذه الأصوات تؤكد لنا يوما بعد يوم مدى ما وصلنا إليه من تميز، وما يجعلنا في نفس الوقت في تحد مع أنفسنا لنقدم المزيد. فخور بوطني أمس واليوم وغدا، وكل حج ووطننا يرفل في ثوب العزة والتقدم والازدهار.