Author

الحج .. ومسؤولية النجاح

|
تمر أيام الحج المباركة بكل ما تم التخطيط له من قبل القيادة العليا. تمر بأعلى معايير النجاح لموسم هائل الحجم كموسم الحج. تمر والحجيج يستعدون للعودة إلى بلدانهم سالمين غانمين، آمنين من أي مكروه، فرحين بأداء فريضة الله - عز وجل - لمن استطاع إليها سبيلا، مبتهلين إليه لقبول فريضته، وصيانة المملكة التي تتشرف باحتضان أشرف بقعة أرض على وجه الأرض. تمضي الأيام المباركة بنجاح كل بند من خطة الحج، وبجهود كل فرد سعودي شارك في تنفيذها بصورة مباشرة أو غير مباشرة. فالسعودية أعطت للعالم أجمع أمثلة واضحة على كيفية التعاطي مع هذا العدد الهائل من الحجيج، وتوفر لهم أعلى معايير الأمن والسلامة والراحة والرعاية، في أي شيء وفي كل شيء. استخدمت كل ما يخدم ضيوف الرحمن، وطورت الأدوات اللازمة لذلك، ولا تتوقف عند النجاح فقط، بل تسعى إلى مزيد من الامتيازات التي يستحقها الحجيج الآتون من كل بقاع الأرض. خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، قالها أمام العالم "خدمة ضيوف الرحمن واجب وشرف"، فهذا الواجب كان مصونا منذ تأسيس المملكة إلى يومنا هذا، وسيبقى هكذا إلى ما لا نهاية. فالمملكة لا تبغي شكرا من أحد على ما تقوم به. بغيتها الوحيدة تبقى دائما مرضاة الله عز وجل، بخدمة ضيوفه على أعلى المستويات. والسعودية كذلك دائما وفي أي شيء يخص الأمتين العربية والإسلامية. تبتغي وجه الله في العمل الذي يرضى عنه. مواسم الحج تأتي وتمضي لتعود مرة أخرى، لكن الحراك الذي يوفر كل نجاح لها يبقى مستمرا على مدار الأيام، وهو حراك من النوع المتطور، الذي يسخر كل ما هو متوافر لاستكمال المهمة بالصورة التي ترضى عنها القيادة العليا، وقبلها يرضى عنها الله. "العالم كله يشاهد جهودكم وخدمتكم لحجاج بيت الله"، هكذا خاطب خادم الحرمين الشريفين العسكريين وكل عنصر شارك في هذه الخدمة المباركة. والعالم بالفعل أشاد بنجاح هذا الحج حتى قبل أن تنتهي أيامه. تلقت المملكة الشكر من حكومات العالم على هذه الرعاية الكريمة لحجاجها، لكنها - مرة أخرى - تبتغي القبول من رب العالمين، أما ما هو أدنى من ذلك، فتلك تفاصيل جميلة ومستحقة في آن معا. الملك سلمان بن عبدالعزيز، ينطلق كبقية القيادات التي مرت على المملكة من الحقيقة الكبرى؛ وهي أن الله شرف البلاد بخدمة ضيوف الرحمن، وتوفير أسباب أداء نسكهم بطمأنينة ويسر، وهذا شرف لا قبله ولا بعده شرف؛ ولذلك فإن المسؤولية على كبرها وتفاصيلها، تهون أمام القيادة السعودية ومنسوبي الأمن والشرطة والعسكريين وغيرهم. والهدف يبقى دائما رضى الله عز وجل. إن المملكة وانطلاقا من مكانتها الإسلامية ودوريها الإقليمي والدولي، تؤكد موقفها الثابت في محاربة الإرهاب والتطرف واجتثاثه بأشكاله وصوره كافة والتمسك برسالة الإسلام السمحة والحرص على لمّ الشمل الإسلامي وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم أجمع. لا شيء يقف في طريق المملكة، سواء في مسؤولياتها الخاصة بضيوف الرحمن، أو تلك المرتبطة بمكانتها على الساحات العربية والإسلامية والعالمية. وهي إذا وفرت ما يستحقه الحجيج في مواسم الحج، فهي تقوم أيضا بما يستحقه المعتمر والزائر والقاصد للأراضي المقدسة. إنها المسؤولية الوطنية العربية الإسلامية العالمية، التي ألزمت بها القيادة نفسها، من أجل رب العباد قبل العباد، ومن أجل الإنسانية، وإعلاء الدين الإسلامي الحنيف باعتداله وعدالته، بأخلاقياته وإرشاداته. حج هذا العام أثبت مرة أخرى أن السعودية ستبقى دائما حاضنة للأمن والسلام لكل من يصل إلى أرضها الطيبة، فكيف الحال بمن يقصد بيت الله الحرام؟
إنشرها