FINANCIAL TIMES

السعودية تتطلع إلى التكنولوجيا لجعل شعيرة الحج أكثر يسرا

السعودية تتطلع إلى التكنولوجيا لجعل شعيرة الحج أكثر يسرا

في الوقت الذي كانت وفود ضيوف الرحمن تفد فيه إلى السعودية لأداء فريضة الحج هذا العام، كان آلاف المبرمجين والمطورين يجهدون في العمل من أجل الإتيان بأفكار يمكن أن تساعد على أداء هذه الشعيرة الدينية بصورة أكثر سهولة ويسرا.
في مؤتمر يحمل اسم "هاكاثون الحج" تم تنظيمه في جدة هذا الشهر، تنافس عدد من المبتكرين من أجل الحصول على جائزة مالية قيمتها 420 ألف دولار تشكل جزءا من جهود جديدة تبذلها السلطات السعودية من أجل أن يكون هناك استخدام أوسع للتكنولوجيا، بحيث تصبح تجربة الحج أكثر أمنا وإمتاعا بالنسبة إلى الملايين الذين يؤدون الفريضة كل عام.
ومع أن المسؤولين عن تنظيم الحج يستخدمون التكنولوجيا منذ سنوات في أغراض كثيرة، مثل المحاكاة واسعة النطاق للتنبؤ بحركة وتدفق الجماهير، إلا أن هذا لم يحُل دون وقوع بعض الحوادث. ويرجو المسؤولون أن يعمل فتح الباب أمام أفكار من خارج الدوائر الحكومية على توفير حلول مبتكرة لمثل هذه المشكلات.
قال رضا بنجر، رئيس فعاليات التكنولوجيا في جهاز حكومي جديد يحمل اسم "الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز"، الذي نظم الهاكاثون "معظم التطبيقات أو التكنولوجيات الحالية المستخدمة الآن في الحج يتم تطويرها عادة من قبل أجهزة حكومية تنشئ تلك التكنولوجيا والمنصات. الأمر الجديد هنا هو إحضار الناس والأوساط ذات العلاقة، ليس فقط من السعوديين، إنما من جميع الجنسيات، من الذين يريدون خدمة الحج. وهم يحصلون على فرصة لعرض التطبيقات والحلول التي تعمل على تحسين التجربة وإضافة القيمة".
مع وجود عدد قياسي من المطورين والمبرمجين من البلدان الإسلامية، مثل مصر والجزائر والمغرب وعُمان، إلى جانب بريطانيا واليابان، أبرز "الهاكاثون" الذي دام ثلاثة أيام التغيرات الاجتماعية التي شهدتها السعودية خلال السنتين الماضيتين، في الوقت الذي يستمر فيه ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، في فتح الأبواب لإمكانيات جديدة في المملكة.
ذهبت الجائزة إلى فريق نسائي بالكامل صمم تطبيقا يعطي ترجمة مباشرة بالنص ولغة الإشارة دون الاتصال بالإنترنت. وقالت بيان الغامدي، التي تعمل في البرمجة "تمكنا من تحطيم المستحيل وإثبات أن المرأة السعودية قادرة على تحقيق أي شيء".
وبحسب بنجر، نحو ثلث المشاركين كانوا من النساء، وهي نسبة أعلى كثيرا مما هو معتاد في المناسبات التي من هذا القبيل في الخارج، في قطاع يهيمن عليه الرجال في العادة.
قال رامي طيبة، وهو مطور سعودي، "إن تنظيم الحدث في جدة كان على مستوى "هاكاثون" حضره في بالو ألتو "جزء من وادي السيليكون"، في ضيافة "باي بال" عملاقة المدفوعات على الإنترنت". وأضاف "كنت أشعر بالقلق بشأن مشكلات مثل الاتصال عبر الإنترنت نظرا لوجود مجموعات كبيرة من الناس، لأنه إذا انهار الاتصال بالإنترنت فإن هذا يقضي عليك تماما. لكن لم تكن هناك مشكلات. كان لدينا اتصال سريع للغاية".
طور طيبة وفريقه تطبيقا يستخدم تكنولوجيا التعرف على الوجوه من أجل استرجاع المعلومات الطبية الخاصة بالحجاج الذين هم إما فقدوا وعيهم، وإما يعانون حاجزا لغويا. وقال "يستطيع الفريق الطبي التدخل بطريقة واثقة ولا يخشى فعل شيء يمكن أن يجعل الوضع أسوأ مما هو عليه".
ومع أن أداء الحجاج مناسكهم بسلام ومن دون أي حوادث يظل الهدف الأول، تتطلع الحكومة أيضا إلى زيادة عدد الزوار لدعم خطط المملكة الخاصة بالإصلاح الاقتصادي. وهي تأمل في زيادة عدد المسلمين القادمين لأداء العمرة من 6.8 مليون إلى 15 مليونا بحلول عام 2020.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES