FINANCIAL TIMES

صراع كسر العظم بين «علي بابا» و«تنسنت» ينتقل إلى سوق الأغذية

 صراع كسر العظم بين «علي بابا» و«تنسنت» ينتقل إلى سوق الأغذية

 صراع كسر العظم بين «علي بابا» و«تنسنت» ينتقل إلى سوق الأغذية

 صراع كسر العظم بين «علي بابا» و«تنسنت» ينتقل إلى سوق الأغذية

 صراع كسر العظم بين «علي بابا» و«تنسنت» ينتقل إلى سوق الأغذية

 صراع كسر العظم بين «علي بابا» و«تنسنت» ينتقل إلى سوق الأغذية

يعمل فين ليو 60 ساعة في قلب وادي السيليكون في بكين – مدعوماً، إلى حد كبير، بالوجبات التي يتم توصيلها إلى مكتبه.
هو ليس وحيداً: حين يأتي وقت الغداء، تنزل جيوش من رجال توصيل الطلبات بالزي الرسمي إلى مبنى المكاتب الذي يعمل فيه، ينادون بالأرقام بينما يتدفق الموظفون لتسلم النودلز وأوعية الأرز والسلطات.
إذا كان المشهد يبدو كأنه ساحة معركة، فهو وصف في محله. في النهاية، يتم خوض هذه المعركة من أجل التفوق في تسليم الطعام وحجوزات المطاعم من قبل شركتين من أكبر الشركات في العالم – علي بابا وتنسنت، الثنائي الصيني لعمالقة التكنولوجيا التي تبلغ قيمتهما مجتمعة 900 مليار دولار – على جزء كبير من سوق التجزئة للمواد الغذائية والخدمات يصل إلى 8.73 تريليون رنمينبي "1.27 تريليون دولار"، وفقا لشركة إي ريسيرتش iResearch.

مجريات العراك

مثل المعارك الأخرى، يتم خوض هذه المعركة باستخدام النقد: الإعانات الضخمة التي تسمح للرواد بتناول طعام المطاعم بأقل من تكلفة طهيه.
يوضح حساب ليو الفكرة على النحو التالي: هو ينفق 70 رنمينبيا يوميًا على الغداء والعشاء.
لو كان سيطهو الطعام لنفسه وزميله في الغرفة، فإن من شأن ذلك أن يكلفه 50 رنمينبيا لكل وجبة، في المتوسط، على الأقل.
إلى جانب ذلك، يقول مستهجنا "أنا مشغول للغاية بحيث لا يوجد لدي وقت للطهي، ثم إني كسول بعض الشيء".
ليس الجميع سعداء هكذا. يشتكي سائقو السيارات من أن الطرق ممتلئة الآن بسبب رجال تسليم الطلبات الذين يقودون بشكل جنوني، والذين يعاقَبون إذا تأخرت الوجبات.
الأعمال الأخرى، التي تم تهميشها، مضطرة إلى دفع مزيد مقابل السعاة. ويشعر حماة البيئة بالرعب من تراكم النفايات، التي سيكون مصيرها أن تصبح مكبا.
هناك أيضا أسباب تدعو المستثمرين إلى الشعور بالقلق. إنها قصة يعرفها معظمهم، خاصة في الصين. تزدهر صناعة جديدة – سواء كانت المدفوعات عن طريق الجوال أو استئجار الدراجات – كثير من اللاعبين يتراكمون، ويحرقون كميات كبيرة من النقدية، وفي نهاية المطاف يسلمون السوق للاعبين أو ثلاثة.
هذه الاستراتيجية هي الآن تحت دائرة الضوء في الوقت الذي تستعد فيه شركة ميتوان ديانبينج Meituan Dianping، المدعومة من شركة تنسنت، لإدراج نفسها في البورصة، التي ترجو أن يمنحها تقييماً يبلغ 60 مليار دولار "مهمة الشركة، وفقا للطلب المقدم من أجل الاكتتاب العام الأولي "نحن نساعد الناس على تناول الطعام بشكل أفضل، والعيش بشكل أفضل".
الشركة، التي تقدم أيضًا حجوزات الفنادق وخدمات استئجار الدراجات وغيرها من الخدمات، ارتفعت خسارتها الصافية في العام الماضي بأكثر من ثلاث مرات لتصل إلى 19 مليار رنمينبي.
وقال أحد المصرفيين الذين لم يشاركوا في الاكتتاب "من المحتمل أن تكون شركة ميتوان Meituan أول شركة كبيرة جدًا سيتم إدراجها في هونج كونج، دون أن تكون لديهم فكرة عن الوقت الذي تصبح فيه مربحة. من وجهة نظري، سيكون هذا أحد الاختبارات الرئيسية للسوق".
أنفقت شركة ميتوان Meituan 4.2 مليار رنمينبي في العام الماضي على ما تسميه "تنفيذ تعاملات حوافز المستخدمين" – بعبارة أخرى، الخصومات للمستهلكين. وفي الوقت نفسه، تستمر الشركة في استقطاب المستهلكين عن طريق الخصومات، ما دفع شركة إلي.مي Ele.me المملوكة لشركة علي بابا إلى إطلاق حملتها البالغة ثلاثة مليارات رنمينبي لدعم المستخدمين هذا الصيف.
"علي بابا" تتشارك مع "ستاربكس"
في محاولة لإغراء مزيد من العملاء الراقين، تشاركت شركة إلى.مي Ele.me أيضاً مع سلسلة مقاهي ستاربكس من أجل طلبات شاي اللاتيه والشاي المثلج، ضمن سلسلة القهوة الأمريكية.
قال أحد المصرفيين "إن شركة علي بابا، ذات الجيوب العميقة، التي استحوذت هذه السنة على الملكية الكاملة لشركة إلي.مي Ele.me الخاسرة في صفقة تقدر قيمتها بمبلغ 9.5 مليار دولار بما في ذلك الديون، أعلنت أنها على استعداد لجمع الأموال – ليس من أجل المال بقدر ما هو من أجل "من الجيد أن يتحدث الناس عنك" عندما يتحدث منافسك عن قصته للاكتتاب العام الأولي".
تطبيقات توصيل الطلبات، التي تأخذ عادة شكل خصم من إجمالي مبلغ الوجبة، تهون من شأن الإعانات وتعتبرها ظاهرة مؤقتة، حيث إن التركيز هو نمو السوق.
التوسع الحضري، وهو إملاء من أعلى المستويات للانتقال إلى الاقتصاد القائم على الاستهلاك وفرص العمل الوافرة، أنشأ صناعة تجزئة غذائية وصناعة خدمات تتوقع وكالة إي ريسيرتش iResearch أن تكون بقيمة 14.13 تريليون رنمينبي بحلول عام 2023.
قال ديفيد داي، كبير المحللين في وكالة بيرنشتاين للأبحاث، "إن شركات التوصيل لديها قليل من الحرية لخفض التكاليف إلى ما وراء الإعانات.
بدلاً من ذلك، عليهم أن يرفعوا الإيرادات: بزيادة أحجام الطلبات، أو رفع الأسعار المفروضة على الزيادة لزيادة مقدار طلباتهم، أو لتجعل شركات التوصيل الأخرى تعمل على تسليم سلع أخرى إلى جانب وجبات الطعام، مثل الزهور، أو ربما الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية".
تتوقع شركة ميتوان Meituan أن تستفيد من تأثير الشبكة المعززة ذاتيًا: كلما أصبحت أكبر وأكثر قوة، انخفضت تكلفة إضافة زبائن جدد.
وبالتالي في حين تضخمت نفقات البيع والتسويق لديها إلى 10.9 مليار رنمينبي في العام الماضي، من 8.3 مليار رنمينبي قبل عام، إلا أنها كنسبة مئوية من إجمالي الإيرادات انخفضت بمقدار النصف لتصل إلى 32 في المائة.
وقال متحدث باسم الشركة "مع نمو أعمالنا، فإننا نعتقد أن نطاقنا الضخم، إلى جانب تأثيرات الشبكة، سيتيح لنا اكتساب المستهلكين والتجار بشكل أكثر فعالية من حيث التكلفة".
المشاعر تتشابه بشكل مخيف مع ما عبر عنه التنفيذيون في شركة أوبر، قبل أن يتم إجبار الشركة الناشئة الأمريكية على الخروج من السوق الصينية في عام 2016، من قبل منافستها المحلية ديدي تشوكسينج Didi Chuxing.
علاوة على ذلك، فإن الإعانات تحجب الطلب الحقيقي: اسحب الإعانات وستجد أن جزءا من السوق سيتبخر بين عشية وضحاها.
ليو نفسه هو مستخدم متقلب. وقال "إذا ارتفعت تكلفة الوجبة إلى 40-50 رنمينبيا، فسأتخلى عن الطلب عبر الإنترنت وأذهب إلى المطاعم شخصياً".
هذا من شأنه أن يرضي كثيرا من المطاعم في البلاد، التي تشعر بالضغط.
في الوقت الذي تشعر فيه كل من شركتي إلى.مي وميتوان Ele.me وMeituan بالسعادة لتقديم حوافز للمستهلكين والسعاة، إلا أنهما أقل رغبة في التفرع للتعامل مع التجار الذين يدفعون بدلاً من ذلك نسبة مئوية من تكلفة الوجبة، اعتمادًا على التسويق والخدمات الأخرى التي يستخدمونها.
وقالت السيدة تشو، التي لم تذكر اسمها الأول، "إن نحو من عُشر الإيرادات في مطعمها في بكين، المختص بالفطائر المحشوة في شرق بكين، يأتي من عمليات تسليم الطلبات".
وتدفع لموفري المنصات 30 في المائة، وفقاً للإيصالات التي عرضتها لصحيفة فاينانشيال تايمز على هاتفها.
علاوة على ذلك، على حد قولها، يجب عليها أن تعطي مزيدا من التخفيضات على أسعار أطباقها من أجل جذب الزبائن بعيداً عن المطاعم المنافسة.
وتقول بنوع من التسليم "الآن يجب عليك أن تدفع للعروض الترويجية من تلقاء نفسك. إذا لم نعرض الخصم فلن يكون هناك أي طلب".

ماذا عن الآخرين؟

الشركات الأخرى التي تعتمد على العمال العرضيين تعاني هي الأخرى كذلك. قالت ساندي وو صاحبة شركة هدايا الشركات "التي تقدمها الشركات بهدف التسويق والدعاية" في بكين "إن ساعي توصيل المواد الغذائية يمكن أن يكسب ما مقداره عشرة آلاف رنمينبي شهريا، ما اضطرها إلى مضاعفة الأجور التي تدفعها للعمال العرضيين إلى ثلاثة أضعاف، لحزم البضائع خلال فترات الذروة في عطلة".
وقالت "في أوقات الازدحام، علينا أن نزيد الأجور لجذب العمال الشباب، أو يمكننا توظيف رجال ونساء متوسطي العمر، لا يستطيعون ركوب الدراجات البخارية ولا يفهمون أعمال التوصيل".
وأخيراً، هناك الثمن البيئي الذي سيُدفع: عمليات تسليم الطلبات إلى المنازل والمكاتب تترك جبلا من الحطام. توصلت منظمة جرينبيس "السلام الأخضر" - التي وضعت 100 طلب من خلال تطبيقات الهاتف - إلى أن كل طلب بلغ متوسطه 3.27 قطعة من أدوات المائدة البلاستيكية التي يمكن التخلص منها، أو 60 مليون منها كل يوم.
وقال ليو هوا، وهو مدير في المنظمة التي تدافع عن البيئة "تُغطى المواد البلاستيكية المستخدمة في تسليم الأغذية بزيت الطعام وبقايا الطعام، ما يجعل من الصعب إعادة تدويرها".
من جانبهما، لا مجال أمام أي من شركتي إلى.مي وميتوان سوى أن ترجو ألا تصبح أكوام نفايات الردم في النهاية رمزا لصناعتهما.

إطار
"سوفت بنك" تتودد لـ "علي بابا" لاقتحام المغارة
ربما يكون مجال توصيل الطعام سوقا محلية للغاية، لكن شركات دولية كبرى بدءا من سلسلة ستاربكس لبيع القهوة، وصولا إلى مستثمر التكنولوجيا شركة سوفت بنك، يجري تجنيدها حاليا للمساعدة على خوض المعركة.
شركة سوفت بانك، التي تأسست على يد ماسايوشي سان، كانت من أوائل المؤيدين لجاك ما رئيس شركة علي بابا، ولا تزال أكبر مستثمر في الشركة الصينية بحصة 30 في المائة.
حققت الشركتان عددا من الاستثمارات المشتركة، بما في ذلك في منصة التجارة الإلكترونية التابعة لمجموعة الدفع الهندية "بايتم".
يجري الآن صندوق فيجين التابع لشركة سوفت بنك البالغة قيمته 100 مليار دولار، محادثات حول الاستثمار في شركة إلى.مي Ele.me.
هذه المناقشات، التي ذكرتها تقارير من وكالة بلومبيرج، يمكن أن تجعلها تتصدر جولة التمويل الحالية، على الرغم من أنه لم يتم التوصل إلى أي اتفاق حتى الآن.
وفقا لشخص قريب من الشركة اليابانية، لن تشارك شركة سوفت بنك في التقييمات التي تجري مناقشتها حالياً، إلا في حال التوصل إلى اتفاق أفضل، فحسب.
كجزء من عملية الإصلاح المقترحة، ستعمل شركة علي بابا على دمج تطبيقها كوباي، الذي يسمح لمرتادي المطاعم بإمكانية الطلب المسبق لوجبات الطعام، مع شركة إلى.مي Ele.me.
مع ذلك، أي مشاركة أو ارتباط لشركة سوفت بنك في القطاع، من شأنها أن تزيد من موجة تضارب المصالح في قطاع كثيرا ما تؤدي طرق الملكية فيه إلى الوصول إلى واحد، من ملوك الاستثمارات التكنولوجية الثلاثة في الصين: علي بابا وتنسنت وسوفت بانك.
كما تستثمر شركة سوفت بنك أيضا في شركة ديدي تشاكينج، تطبيق استئجار السيارات، الذي يوجد فيه أيضا بشكل غير عادي كل من شركتي علي بابا وتنسنت كأصحاب مصلحة.
وقد أعلنت شركة ديدي في وقت سابق من هذا العام انتقالها إلى قطاع توصيل الطعام.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES