Author

العالم في قلب المملكة

|
لا شيء يقف أمام حرص المملكة على توفير أفضل وسائل الأمان والراحة للحجيج القادمين إليها من كل أصقاع الأرض. هذه في الواقع "استراتيجية" وطنية دائمة، تنطلق أساسا من واجب السعودية الديني الثابت. أضف إلى ذلك دورها التاريخي في خدمة الإسلام والمسلمين ليس فقط في مواسم الحج والعمرة، بل في كل الأزمنة. والمملكة لا تكتفي بالأدوات التي تستخدمها في توفير الخدمات للحجيج، بل تعمل دائما على ابتكار أدوات جديدة تواكب التوافد المتصاعد إليها من المسلمين حول العالم لأداة فريضتهم. وتضخ من الأموال والاستثمارات الكثير بما يعزز مسيرتها لتحقيق الأهداف الواضحة. أعلى مستوى من الخدمات لضيوف الرحمن، نشر الأمن والأمان في ربوع المشاعر، الحرص على أن يقوم كل حاج بأداء فريضته ليعود سالما وغانما إلى بلاده. في كل عام، هناك شيء جديد يضاف إلى وسائل وأدوات خدمة الحجيج، بما في ذلك تلك المرتبطة بالوسائل الإلكترونية المتطورة. لا شيء يقف أمام القيادة في جعل موسم الحج الأفضل دائما على مختلف الأصعدة. والسعودية لا تطلب شكرا من أحد، بل تتوجه إلى الله لأنها تخدم عباده، وترعى شؤونهم بصرف النظر عن طبيعتها، وتشملهم بأمنها، وتيسر أمامهم مناسكهم. هذه هي المملكة منذ بدء التاريخ الإسلامي حتى اليوم. إنها تتعاطى مع الحجيج ليسوا كضيوف لها، بل كضيوف الرحمن، وهذه النقطة على وجه الخصوص تضعها في المقدمة، أما بقية الأشياء فهي تفاصيل. من هنا، نجد أن كل موسم للحج يتكلل بالنجاح، ويسفر عما يرضي الله عز وجل، ويرضي عباده القادمين إلى بيته الحرام. وقفت القيادة السعودية بقوة وصرامة ضد كل المحاولات الخسيسة لتسييس الحج. بل ضربت بيد من حديد بعض المحاولات الدنيئة في السابق لتعكير صفو هذا الموسم المبارك. فلا مكان للسياسة في ساحة تتوجه إلى الله عز وجل، ولا موطئ قدم لأي عميل أو مرتزق يحاول النيل من الأمان الذي يسهر عليه الآلاف من رجال الأمن. إنها أرض المملكة الحاضنة لأشرف بقعة على وجه الأرض، والمصممة على صيانتها بكل الوسائل التي تملكها. ومن هنا، فشلت كل محاولات جهات إرهابية تمولها دول مارقة في النيل من الحج والحجيج، وستفشل أي محاولات أخرى مشابهة، لأن ما تقوم به المملكة عصي على كل الأشرار، قوي بإرادة الله، وقوة رجالها، وبأسهم في الحق وحماية البيت الحرام. المملكة ترحب بجميع المسلمين من كل قارة في هذا العالم. وهي تستقبل برحابة صدر وأخوية الحجيج القادمين من بلدان تريد حكوماتها شرا في المملكة. لكن الأشرار لا مكان لهم على أرض السعودية. الهدف الأسمى أن يؤدي ضيوف الرحمن شعيرتهم ويعودون سالمين إلى أوطانهم، وهو ما يحدث في الواقع كل عام، وسيستمر إلى ما لا نهاية. وفي كل عام ستكون هنا الخدمات التي يستحقها الحجيج، وخدمات مبتكرة أخرى جديدة توفر الجهد والتعب عن هؤلاء. لا شيء يقف أمام هذه العملية التطويرية التي تقوم بها القيادة كل عام. التيسير والتسهيل والراحة والأمان هي أهداف تشمل كل حاج بصرف النظر عن الجهة التي أتى منها. إنها مسؤولية المملكة أمام الله عز وجل، وهي مسؤولية ستحافظ عليها بإرادة الله، وبحكمة قيادتها وعزم رجالها الساهرين على كل ما يخدم تلك الشعيرة التي فرضها الله على عباده.
إنشرها