Author

استغلال الأطفال

|

يعلم كل من تعامل مع المملكة أن هناك عناية خاصة تؤكدها كل التعليمات والأوامر بالمحافظة على أعلى درجات الحيطة فيما يتعلق بالنواحي الإنسانية. هذا الأمر مؤكد في كل التعليمات التي صدرت وتصدر خلال عمليتي عاصفة الحزم وإعادة الأمل، اللتين تقودهما السعودية مع حلفاء لها يضحون لحماية الشعب اليمني، وضمان إعادة الشرعية، وإلغاء كل مظاهر الخطر التي يمثلها العنصر الإيراني، الذي أكل الأخضر واليابس في كل الدول التي سُمِح له بالتدخل فيها.
إن الهم الكبير الذي تحمله المملكة في المجال الإنساني، من خلال "مركز الملك سلمان للإغاثة"، وغيره من وسائل رفع المعاناة عن الشعب اليمني يؤكد هذه الحقيقة، ويعلم كل من يسهم في العمل العسكري ويخطط له أن هناك كما هائلا من العمليات التي ألغيت بسبب الخوف على المدنيين، ومراعاة إبعاد من لا علاقة لهم بتأزيم الوضع في البلاد عن آثار العمليات التي تستهدف الحوثيين ومن يوجهونهم ويساندونهم من الغزاة الفرس، والأحزاب الإرهابية التي تتبع النظام في إيران.
عندما يتشدق الإعلامان الإيراني والحوثي بالمخاطر التي تواجه المدنيين، ويحاولان عكس كل المعادلات التي يعرفها كل من تعامل مع إيران في المنطقة، من خلال الكذب والاستغلال غير الإنساني لمعاناة الناس - فنحن بصدد محاولة صرف الأنظار عن الأزمات والتجاوزات التي يخطط لها الطرفان في اليمن وخارجه.
الأزمة الأهم التي تعانيها إيران اليوم مع دخول العقوبات حيز التنفيذ - هي أزمة داخلية، ولكبر حجمها ظهرت في كل الدول التي تمارس فيها إيران العربدة. بدأ العراق الذي دمرته إيران انتفاضة ترفض إيران، وما تمثله من دمار وهلاك واستغلال للتاريخ والأحداث في التأثير في البسطاء، وتدمير كل شيء في سبيل تحقيق أحلام إمبراطوريتها البائدة. ولئن تأخر رد الفعل العراقي بسبب استغلال المنابر والعملاء في تبرير كل ما يواجه الشعب، وما خسرته الدولة من بنى تحتية وبشرية وصناعية وعلمية - فسيكون أسرع في الدول الأخرى التي ما زالت بحاجة إلى التخلص من الهيمنة الفكرية والعقدية الفارسية لتعود إلى حياتها الطبيعية. 
الصورة في سورية ولبنان واليمن ستتغير، ومن مصلحة شعوب هذه الدول والمنطقة، أن يكون التغيير سريعا لاستعادة الحياة الطبيعية، وحماية الأجيال القادمة. 

إنشرها