الطاقة- النفط

"فوربس": أمريكا تثق بالدور المحوري لـ "أوبك" بقيادة السعودية في سوق الطاقة

"فوربس": أمريكا تثق بالدور المحوري لـ "أوبك" بقيادة السعودية في سوق الطاقة

أكد تقرير "فوربس" الأمريكي، أن الولايات المتحدة لا تسعى إلى الهيمنة على قطاع الطاقة بل على العكس تتحرك انطلاقا من قناعة بأن الدور المحوري في سوق الطاقة العالمية من نصيب منظمة أوبك بقيادة السعودية.
وأوضح التقرير أن كثيرا من الإشارات في السوق ترجح فرضية ارتفاع أسعار الطاقة في السنوات المقبلة مدفوعة من نمو الطلب وصعوبات الحفاظ على الإمدادات المرتفعة خاصة بالنسبة إلى الإنتاج الأمريكي.
وقال التقرير "إن إضافة بكين أخيرا الغاز الطبيعي المسال إلى قائمة السلع الأمريكية التي تنوي فرض رسوم استيراد عليها أدى إلى اشتعال الحرب التجارية المتصاعدة بين البلدين".
وذكر التقرير أن صادرات الغاز الطبيعي المسال ستواجه تعريفة بنسبة 25 في المائة تجعل الغاز الأمريكي غير قادر على المنافسة في السوق الصينية، لافتا إلى أن الصين تعد ثالث أكبر مستورد للغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة في عام 2017، بعد كوريا الجنوبية والمكسيك.
وأضاف التقرير أن "الصين أصبحت أسرع سوق للغاز الطبيعي المسال نموا في العالم بعد ارتفاع الواردات بنسبة 50 في المائة العام الماضي، إلى ما يقرب من 40 مليون طن".
وتوقع التقرير أن يستمر هذا النمو حيث تحاول الصين خفض تلوث الهواء المزمن والتحول من إنتاج الطاقة التي تعمل بالفحم إلى الغاز الطبيعي.
ورجح التقرير أن يتراجع سعر الخام الأمريكي بنسبة 25 في المائة بسبب سياسات بكين الحمائية، كما سيواجه مصدرو الطاقة في الولايات المتحدة احتمال أن يتم إقصاؤهم من سوق الاستيراد الأكثر طلبًا في العالم تمامًا، متوقعا أن تتحول الصين إلى منتجي الغاز الطبيعي المسال البديل في الشرق الأوسط وروسيا، وكذلك أستراليا، لتحل محل إمدادات الولايات المتحدة.
وقال التقرير "إن مصدري الغاز الطبيعي المسال الأمريكي يحتاجون إلى الصين أكثر مما تحتاج الصين إليهم"، مشيرا إلى شراء الصين أكثر من 20 في المائة من صادرات الولايات المتحدة للغاز الطبيعي المسال، مؤكدا الاحتمال بأن تكون هناك تأثيرات طويلة المدى في صناعة الغاز الطبيعي المسال في الولايات المتحدة.
واعتبر التقرير أن انخفاض الإنتاج السعودي في تموز (يوليو) الماضي بمنزلة مفاجأة خاصة في ضوء توقعات سابقة بأن تضخ السعودية 11 مليون برميل يوميا الشهر الماضي، استعدادا لإنتاج كامل طاقتها البالغة 12.5 مليون برميل يوميا لتعويض المخاوف المتزايدة على الإمدادات وليس فقط من إيران، لكن من فنزويلا وليبيا.
من جهته، قال لـ "الاقتصادية" روبرت شتيهرير مدير معهد فيينا الدولي للدارسات الاقتصادية، "إن السعودية تلجأ إلى الزيادات الإنتاجية التدريجية والمدروسة لمنع عودة تخمة المعروض، خاصة أنه تبقى ثلاثة أشهر حتى تظهر تأثيرات العقوبات الأمريكية في صادرات النفط الإيرانية"، مشيرا إلى أنه رغم ذلك فإن أحدث بيانات منظمة أوبك تشير إلى ارتفاع إنتاج المجموعة ككل في تموز (يوليو) الماضي لتسجل مستوى 32.32 مليون برميل يوميا.
ولفت إلى الارتفاع المستمر في إنتاج وصادرات عدد من الدول في "أوبك" وخارجها وهو ما عوض على نحو كبير الانخفاضات في دول أخرى مثل فنزويلا وليبيا وفي ضوء انتظار الانخفاضات المرتقبة في إيران، مبينا أن احتمالية حدوث نقص واسع في الإمدادات أصبحت مستبعدة حاليا بحسب تقديرات وكالة الطاقة الدولية.
من جانبه، أكد لـ "الاقتصادية"، بيل فارين برايس مدير شركة "بتروليوم بوليسي انتلجنس"، أن الأزمة التجارية والمواجهات المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين ستؤدي إلى إضعاف مستويات الطلب على النفط الخام خاصة إذا اتسعت دائرة هذه الحرب التجارية لتشمل دولا أخرى سواء من الاقتصاديات المتقدمة أو الناشئة.
وأشار إلى تخفيض منظمة أوبك توقعاتها لنمو الطلب خلال العام الجاري بسبب التوجس من هذه المواجهات التجارية ونتيجة بيانات عن تراجع في الطلب في الشرق الأوسط ودول أمريكا اللاتينية، موضحا أنه رغم توقع انخفاض الطلب على نفط "أوبك" بنحو 600 ألف برميل يوميا هذا العام مقارنة بالعام الماضي، إلا أن آفاق الطلب على المدى الطويل قد تكون مغايرة إذا تسارع النمو خاصة في الاقتصاديات الناشئة، على رأسها الهند والصين.
من ناحيته، قال لـ "الاقتصادية"، مفيد ماندرا نائب رئيس شركة "إل إم إف" النمساوية للطاقة، "إن العقوبات الأمريكية على إيران ستكون لها تداعيات على الإمدادات النفطية خاصة إلى الأسواق الآسيوية التي من المتوقع أن تشهد منافسة واسعة بين المنتجين للحفاظ على الحصص السوقية بخفض الأسعار".
وذكر أن إيران تحاول الاحتفاظ بالمشترين الآسيويين، حيث تقدم تسهيلات واسعة في الأسعار، إذ تلجأ إلى بيع النفط بأسعار منخفضة على نحو قياسي وتساعدها رغبة الصين في تحدي القرارات الأمريكية وعدم الالتزام بحظر شراء النفط الإيراني.
وفيما يخص الأسعار، ارتفعت أسعار النفط أمس، بعد تقرير صادر عن "أوبك" أكد أن السعودية، أكبر مصدر للخام في المنظمة، خفضت الإنتاج لتفادي تخمة في المعروض تلوح في الأفق، لكن المخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي كبحت الأسواق.
وارتفعت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت إلى 72.85 دولار للبرميل بزيادة 25 سنتا أو ما يعادل 0.3 في المائة مقارنة بالإغلاق السابق، بحلول الساعة 0658 بتوقيت جرينتش.
وصعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 25 سنتا أو ما يعادل 0.4 في المائة إلى 67.45 دولار للبرميل.
وفي تموز (يوليو) الماضي، أبلغت السعودية منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك" أنها خفضت الإنتاج 200 ألف برميل يوميا إلى 10.288 مليون برميل يوميا.
يأتي الخفض في ظل تراجع متوقع لصادرات إيران فور إعادة الولايات المتحدة فرض عقوبات على قطاع النفط الإيراني اعتبارا من تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.
وأكد تقرير "أوبك" الشهري، الذي يستخدم بيانات من مصادر ثانوية، الخفض السعودي، الذي قال تجار "إنه دفع الخام إلى التحرك صعودا في المعاملات المبكرة أمس".
وجاء ذلك على الرغم من أن التحرك السعودي يأتي ترقبا لتباطؤ في الطلب على النفط.
وتوقع تقرير "أوبك" أن يزيد الطلب العالمي على النفط 1.43 مليون برميل يوميا في 2019 انخفاضا من 1.64 مليون برميل يوميا في 2018.
وقالت "أوبك"، "إن تباطؤ الطلب سيأتي في ظل الانخفاض المحتمل للنمو الاقتصادي نتيجة للنزاعات التجارية بين الولايات المتحدة والصين واضطراب الأسواق الناشئة".
وارتفعت سلة خام "أوبك" وسجل سعرها 70.97 دولار للبرميل أمس الأول، مقابل 70.60 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" أمس، "إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 15 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق أول ارتفاع عقب عدة انخفاضات على التوالي، كما أن السلة خسرت نحو دولارين مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي، الذي سجلت فيه 72.18 دولار للبرميل".
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط