Author

«مسك» .. الابتكار والاستثمار في الشباب

|
كي تتعرف على مؤسسة مسك الخيرية، يجب أن تقرأ كلمة الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس إدارة المؤسسة، وهو يوضح دورها في توجهات الاستثمار في رأس المال البشري. وهنا تبدو العبارات غريبة، فكيف يأتي العمل الخيري بالاستثمار الذي يعني تعظيم العوائد دائما، فكما جرت العادة في الفكر الخيري أنه غير هادف للاستثمار وتحقيق العوائد، وهذا صحيح حتى في مؤسسة مسك الخيرية، فهي مؤسسة غير ربحية، لكن هذه الدهشة تزول فورا بمجرد أن تفهم أن دور مؤسسة مسك يتجاوز المفاهيم التقليدية للمؤسسات الخيرية، كما توضح ذلك كلمة ولي العهد رئيس مجلس إدارة المؤسسة، المنشورة في موقعها الإلكتروني، فالمؤسسة قائمة على مفاهيم اقتصادية عميقة جدا وتعمل كذراع مهمة للدولة في التحول إلى الاقتصاد القائم على المعرفة ومجتمع المعرفة، كما قال ولي العهد في كلمته، وبأنه - رعاه لله - سيسعى مع فريق العمل، من خلال مؤسسة مسك الخيرية، على الأخذ بيد الأعمال والمبادرات وتشجيع الإبداع، بما يضمن استدامتها ونموها للإسهام في بناء العقل البشري، وأحد أهم أهدافها دعم الشباب والارتقاء بقدراتهم الريادية والمعرفية والبدنية. هنا، نعي تماما معنى الاستثمار في رأس المال البشري ليحصد المجتمع ككل عوائد الإبداع والتنمية المستدامة. في هذا المسار الواضح والأهداف العليا، من المهم الإشارة إلى إنجازين في غاية الأهمية لمؤسسة مسك الخيرية لهذا العام، الأول هو تخريج 40 طالبا بينهم 25 من طلاب الطب السعوديين الملتحقين ببرنامج "زمالة مسك" بالتعاون مع كلية الطب في جامعة جونز هوبكنز الأمريكية، وتم تخريج هذه الدفعة بحضور الدكتور محمد العيسى، الملحق الثقافي لسفارة خادم الحرمين لدى أمريكا، والدكتور فهد التميمي، الملحق الصحي السعودي في الولايات المتحدة وكندا، وذلك في المستشفى الجامعي في ولاية ميريلاند الأمريكية. والحدث الثاني هو ما شهدته أروقة مركز الرياض الدولي للمؤتمرات خلال الأيام الماضية من فعاليات "حكايا مسك"، وهي فعاليات إبداعية أطلقت موجة الإبداع في الشباب السعودي وألهمتهم على اختلاف اهتماماتهم وفئاتهم العمرية، ومهدت لهم الطريق للانطلاق بمواهبهم ورؤاهم الفنية وبلورتها في قالب احترافي عملي، لتتحول تلك الإبداعات إلى مشاريع رائدة، تحقق رؤية ولي العهد في الشباب السعودي. هذه الشواهد التي أطلقتها مؤسسة مسك الخيرية تقدم الصورة واضحة وجلية عن أفكار ورؤى الأمير الشاب محمد بن سلمان، ونتذكر هنا تصريحه الشهير لصحيفة "واشنطن بوست": "في حال كان الشعب السعودي مقتنعا، فعنان السماء هو الحد الأقصى للطموحات" و"حكايا مسك" التي انتهت فعالياتها بالأمس القريب، تمثل هذا الفكر، فهي منصة إبداع، ومنصة تلاقي الشباب مع طموحاتهم التي لا يحدهم ولا يمنعهم عنها عنان السماء. "حكايا مسك" منصة تدريب لمن لم يكتشف موهبته بعد، لأنها منصة الأنشطة والمشاريع والتجارب الناجحة للشباب في مسارات متنوعة. "حكايا مسك"، منصة للتفكير الحر، لمجتمع شاب يريد النهضة، يريد التخلص من خطيئة لم يرتكبها، وذنب لم يقترفه، يريد أن يسهم بوعي وهمة في بناء الحضارة الإنسانية، بل يريد قيادتها مع الأمير الشاب محمد بن سلمان. "حكايا مسك" منصة قيادة لمن يريد أن يكون قائدا أو يعمل مع القادة. وتأتي "حكايا مسك" في نسختها لهذا العام باستضافة عدد من المنصات الإعلامية المعروفة عربيا وعالميا، بمشاركة "هيئة الإذاعة والتلفزيون"، و"نيويورك أكاديمي" و"قناة العربية" وغيرها من المنصات الشهيرة، كما خصصت سوقا تضم أكثر من 30 ركنا مختلفا لمبدعي التقنية المبتكرة.
إنشرها