أخبار اقتصادية- عالمية

أزمة تركيا تكشف هشاشة الاقتصادات الناشئة لارتباطها بالرساميل الأجنبية

أزمة تركيا تكشف هشاشة الاقتصادات الناشئة لارتباطها بالرساميل الأجنبية

ترافق الانهيار السريع لسعر صرف الليرة التركية مع تراجع كبير لأسعار صرف الراند الجنوب إفريقي، والبيزوس الأرجنتيني، والريال البرازيلي، والروبل الروسي، ما يكشف هشاشة اقتصادات هذه الدول التي تبقى مرتبطة كثيرا بالرساميل الأجنبية.
ووفقا لـ"الفرنسية"، فإنه بعد أن كانت الأزمة بين واشنطن وأنقرة في البداية ذات طابع سياسي قضائي، وانتقلت سريعا إلى الميدان الاقتصادي.
وأمر الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بمضاعفة الرسوم الجمركية الأمريكية على واردات الصلب والألمنيوم من تركيا، ما جعل الأسواق العالمية تهتز على وقع هذه القرارات التي أعقبت تبادلا عنيفا للتهديدات الدبلوماسية.
وإذا كانت الليرة التركية قد فقدت كثيرا من قيمتها مقابل الدولار، فان عملات عدد من الدول الناشئة اهتزت أيضا.
وخلال أسبوع فقد الراند الجنوب إفريقي والروبل الروسي 8 في المائة من قيمتهما مقابل الدولار الأمريكي، ليتم التبادل بهما صباح أمس بأدنى سعر لهما منذ نحو سنتين. كما تراجع الريال البرازيلي بنحو 4 في المائة والبيزوس الأرجنيتين بنحو 6 في المائة منذ الإثنين من الأسبوع الماضي.
ولامس مؤشر "إم إس سي إي" الذي يضم سلة من عملات نحو 20 دولة ناشئة أدنى مستوى له خلال عام.
وكشفت سهولة انتقال عدوى انهيار العملة الوطنية من تركيا إلى هذه الدول، هشاشة اقتصادات الدول الناشئة أمام الدولار وبشكل عام بمواجهة المستثمرين الأجانب.
ويتم حاليا التبادل بالروبية الإندونيسية بأدنى سعر لها مقابل الدولار منذ تشرين الأول (أكتوبر) 2015، بعد أن كانت البلاد أعلنت نهاية الأسبوع الماضي عن أكبر عجز لها منذ أربع سنوات، ما يكشف عن ارتباط إندونيسيا بشكل كبير بالاستثمارات الأجنبية.
وقال الاقتصادي الجنوب إفريقي غافين كيتون في صحيفة "بيزنيس داي" إن "الأجواء الحالية مقلقة جدا للأسواق الناشئة، خاصة لجنوب إفريقيا لأننا أصبحنا مرتبطين بتدفق الرساميل الأجنبية".
ومنذ مطلع السنة ومع تسارع وتيرة رفع نسب الفائدة في الولايات المتحدة بدأت عملات هذه الدول بالتراجع.
وانعكست هذه السياسة النقدية الأمريكية سلبا على الدول ذات الاقتصادات الناشئة التي تتمول من الأسواق الدولية لدعم نسبة النمو فيها وتنميتها، ما يكشف عن هشاشتها الداخلية.
ففي هذه الحالة يفضل المستثمرون الأجانب الانتقال إلى السوق الأمريكية الأكثر ربحا، والتخلي عن الاقتصادات الناشئة.
وأدى هذا الوضع إلى نشوء ما يشبه الحلقة المفرغة: العملة المحلية تفقد من قيمتها بمواجهة الدولار، فتزداد كلفة الواردات بشكل آلي لترتفع معها نسبة التضخم، الأمر الذي سيشجع المستثمرين الأجانب على الانسحاب.
وقالت الاقتصادية فيرونيك ريش فلور: "إن التهديدات الحمائية لدونالد ترمب التي تتعارض مع آفاق النمو للمبادلات العالمية، مؤذية جدا للاقتصادات الناشئة".
وتابعت: "إذا أضفنا إلى ذلك ارتفاع نسب الفائدة في الولايات المتحدة نصبح أمام وضع سلبي ومدمر".
والأزمة في الأرجنتين هي الصورة المعبرة عن هذا الوضع. فقد حصلت بوينس أيرس على قرض من صندوق النقد الدولي بقيمة 50 مليار دولار لمواجهة تراجع سعر البيزوس الذي خسر 35 في المائة من قيمته بين نيسان (أبريل) وحزيران (يونيو) 2018.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار اقتصادية- عالمية