الطاقة- النفط

برنت يستقر وسط مخاوف من شح المعروض

برنت يستقر وسط مخاوف من شح المعروض

استقرت أسعار النفط أمس بعدما عادلت المخاوف من نزاع تجاري عالمي قد يكبح النمو الاقتصادي والطلب على الوقود إثر العقوبات الأمريكية على إيران التي من المنتظر أن تؤدي إلى شح في المعروض.
وبحسب "رويترز"، فقد كان خام القياس العالمي برنت مرتفعا 20 سنتا عند 72.88 دولار للبرميل، وزاد الخام الأمريكي عشرة سنتات إلى 67.62 دولار للبرميل.
وانخفض برنت نحو 2 في المائة على مدار الأسبوع في حين سجل الخام الأمريكي الخفيف خسارة بنحو 3 في المائة.
وقال ستيفن برينوك المحلل لدى "بي.في.ام أويل أسوسيتس" للسمسرة في لندن "إن المعنويات محاصرة بين المخاوف من أن نزاعا تجاريا أمريكيا صينيا سيضر بالطلب على النفط ونقص وشيك في المعروض الإيراني".
وتلقي النزاعات التجارية المتصاعدة بظلالها على توقعات النمو الاقتصادي وتدفع الدولار، عملة تداول النفط عالميا، إلى الصعود، ما يرفع تكلفة الخام للمستهلكين مستخدمي العملات الأخرى.
وفي أحدث جولة من عمليات فرض الرسوم الجمركية، قالت الصين "إنها ستفرض رسوما إضافية بنسبة 25 في المائة على واردات أمريكية بقيمة 16 مليار دولار، ما يلحق الضرر بتجارة سلع تشمل الوقود ومنتجات الصلب والسيارات والمعدات الطبية".
وعلى الرغم من حذف النفط الخام من قائمة السلع المستهدفة بالرسوم الصينية، واستبداله بالمنتجات النفطية المكررة وأيضا غاز البترول المسال، يقول كثير من المحللين "إن الواردات الصينية من النفط الأمريكي ستنخفض على نحو كبير".
ولا تزال الصين التي تشكل 20 في المائة من صادرات النفط الأمريكية "17.6 مليون برميل"، هي أكبر مستورد حالياً للخام الأمريكي، وهو اتجاه قد يتغير بشكل كبير في الفترات المقبلة حيث إن شركات النفط الصينية الكبيرة تزيد من إنتاجها في محاولة لتلبية الطلب المحلي بأفضل شكل.
وتبعاً لذلك، يبدو أن التراجع الأخير في أسعار النفط مبالغ فيه، ومن المتوقع أن يختفي الأثر الهبوطي قصير الأجل حيث لا يزال الطلب العالمي على الطاقة قوياً.
وتشهد اقتصادات ناشئة رئيسية مثل الصين والهند وتركيا تراجعا حادا في عملاتها.
وتسبب انخفاض قيمة تلك العملات في زيادة تكلفة واردات النفط، المتداولة بالدولار الأمريكي، وهو ما قد يؤثر سلبا في الطلب.
وفي الوقت الذي تزداد فيه قتامة توقعات الطلب، فإن الإمدادات قد تشح مع إعادة فرض عقوبات أمريكية على طهران التي ستشمل صادرات النفط اعتبارا من تشرين الثاني (نوفمبر).
وأوضح هاري شيلينجوريان مدير استراتيجية النفط لدى بنك "بي.إن.بي باريبا" الفرنسي في لندن خلال منتدى النفط العالمي الذي تنظمه "رويترز" أن "النفط، شأنه شأن السلع الأولية الأخرى، يتجاوب مع قوة الدولار".
وتسببت الحرب التجارية الدائرة في اضطراب الأسواق العالمية ويخشى المستثمرون أن يؤدي أي تباطؤ في أكبر اقتصادين في العالم إلى تقلص الطلب على السلع الأولية.
وكانت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية قد أظهرت أن مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة انخفضت بأقل من المتوقع الأسبوع الماضي بينما ارتفعت مخزونات البنزين ونواتج التقطير.
وبحسب البيانات فإن مخزونات الخام انخفضت بمقدار 1.4 مليون برميل في حين كانت توقعات المحللين تشير إلى هبوط قدره 3.3 مليون برميل.
وتراجعت مخزونات النفط في مركز التسليم في كاشينج في ولاية أوكلاهوما بمقدار 590 ألف برميل إلى 21.8 مليون برميل وهو أدنى مستوى منذ تشرين الأول (أكتوبر) 2014.
وزادت مخزونات البنزين 2.9 مليون برميل بينما كان محللون استُطلعت آراؤهم قد توقعوا انخفاضا قدره 1.7 مليون برميل.
وارتفعت مخزونات نواتج التقطير، التي تشمل الديزل وزيت التدفئة، 1.2 مليون برميل فيما كانت التوقعات تشير إلى زيادة قدرها 220 ألف برميل.
وانخفض صافي واردات الولايات المتحدة من النفط الخام الأسبوع الماضي بمقدار 358 ألف برميل يوميا إلى 6.08 مليون برميل يوميا.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط