Author

منافسات الدراجات

|
استعدت أغلب مناطق المملكة خلال الفترة الماضية لمنافسات الدراجات، كنا نشاهد الدراجين في كثير من المواقع، وهم يستعدون بشكل يثير القلق على سلامتهم، الحركة في شوارع ضيقة، وأخرى لا تتوافر فيها مسارات آمنة، وطرق لا توجد فيها كاميرات السرعة التي تدفع كثيرا من السائقين للتروي والالتزام بالأنظمة قضايا مهمة. إلا أنني أجد المرافقة الأمنية والإسعافية ضرورة أكبر. إن مرور الدراجين على تقاطعات كثيرة، واضطرارهم أحيانا إلى قطع بعض الشوارع للوصول إلى المسارات التي يتمرنون فيها تجعل الإشكالية أكبر وتوحي بخطر قادم على هؤلاء وغيرهم. الغريب أن هذه الاحتياطات كانت تتم في سنوات سابقة، وقد يكون عدم وقوع حوادث سببا في تخلي المنظمين عن الالتزام بهذه الجزئيات. غاب عن المنظمين أن عدم حدوث ما يؤثر في سلامة الدراجين راجع لوجود الاحتياطات التي تعد قياسية على مستوى العالم. أما وقد فقد قائد فريق الدراجات السعودي في تبوك تركي الشهري – رحمه الله – حياته بسبب حادث سير انحرفت فيه سيارة عن مسارها لتأخذ حياة شاب في مقتبل عمره وتترك أهله ورفاق دربه مع الألم والحسرة، فنحن أمام قضية لا يمكن إغفالها. إن عدم الاهتمام هذا لا يمكن أن يستمر، على رئاسة الاتحاد والجهات ذات العلاقة تحمل مسؤولياتها في مواجهة هذا الأمر الجلل. لا يكفي أن نصدر بيانات الأسى والحزن، وإنما لا بد من تعريف المشكلة وتحليلها وتحمل نتائج التحليل الواقعي الشفاف. إن التحقيق في هذه الحادثة مهم لأسباب كثيرة أهمها تحديد المسؤوليات والمسببات، ثم إنه لا بد من إيقاف كل التحضيرات والتمارين لحين توفير البيئة الحامية لكل أبنائنا في هذه الرياضة وغيرها من الرياضات التي قد تؤدي للاحتكاك بمواقع أماكن الخطر "المحتمل". يمكن أن تتطرق كل الاتحادات لكل المخاطر، وكل السيناريوهات التي يجب التعامل معها مهما كان حجم الخطر المحتمل فيها. على أن يصدر كل اتحاد وثيقة قياسية توضح كل ما يلزم لتنفيذ التمارين والمنافسات بالشكل الذي يحمي الجميع. من هنا نؤكد أن السلامة والصحة أسس مهمة لا بد أن تهتم بها كل المنشآت وليس فئة دون أخرى، وهذا ما يعرف بإيجاد نظام إدارة السلامة الذي يسيطر على المتطلبات والعمليات والأنشطة والمكونات كوسيلة لضمان أكبر قدر من الحماية، وتفعيله كجزء من حياة الجميع حيث كانوا.
إنشرها