Author

دور السعودية في سلامة إمدادات النفط

|

 كما هي الحال دائما، وكما هي عادات السعودية في القيام بدورها نحو الشعوب المُحبة للسلام والأمن، ورغم كل التحديات، فإن المملكة قررت – وفي وقت قياسي جدا - استئناف نقل شحنات النفط عبر مضيق باب المندب، وذلك بعد أن اتخذت دول التحالف المشتركة التدابير الأمنية اللازمة. وتوقفت المملكة عن نقل شحنات النفط بعد تعرُّض إحدى الناقلات لهجوم من ميليشيات الحوثي الإرهابية، التي تريد أن ترهب العالم بعد أن أرهبت الشعب المسالم في اليمن، لكن المملكة التي تقف بالمرصاد لهذا الإرهاب وتنوع أساليبه تؤكد من جديد أنها أمة متحضرة، وأنها أكثر دول العالم تعرضا للهجمات الإرهابية، ومع ذلك فإنها تمارس جميع أدوارها الدولية سياسيا واقتصاديا وعسكريا وهي في هذا تعمل من أجل السلام، وبناء الإنسان وعمارة الأرض، كما هي قواعد الإسلام التي بُنيت عليها هذه الدولة منذ عهد المؤسس، فلم تتعدَّ على أحد ولم تهاجم ناقلة في أي بحر أو مضيق أو ممر على الرغم من أن جميع الممرات العالمية المهمة تقع تحت نيران أسلحتها.
 هذا الهجوم على الناقلة النفطية يؤكد ما سعت المملكة إلى إبرازه للعالم من خطورة هذه الميليشيات الإرهابية، التي تحتل اليمن وتريد أن تهيمن على ممرات العالم الآمنة، وتخضع الشعوب والدول والحكومات لابتزاز لا ينتهي، وهذا يؤكد شرعية أعمال قوات التحالف المشتركة لاستعادة الشرعية في اليمن، وأنها تعمل على أن يصبح اليمن دولة ناجحة، كما أن قوات التحالف تعمل بشكل يومي على اتخاذ التدابير والإجراءات اللازمة لضمان أمن وسلامة النقل العالمي عبر مضيق باب المندب وجنوب البحر الأحمر، وذلك بالتنسيق مع المجتمع الدولي، وبما يتوافق مع القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
تعود المملكة لتثبت للعالم أن سلامة أسواق النفط وسلامة الإمدادات للعالم جزء أصيل من دورها القيادي للأسواق النفطية، ودورها القيادي في المنطقة. فالمملكة التي تعيش في منطقة مليئة بالصراعات والتدخلات السياسية تدرك دورها تماما، ولكن على العالم أن يدرك أن سلامة المملكة وأمنها جزء أصيل أيضا من سلامة الاقتصاد العالمي وأمنه، وأن أي مجهود حربي أو سياسي تقوم به المملكة يجب أن يُفهم على هذا المقام، وأن على العالم دعم جهود المملكة في إحلال السلام في المنطقة، وفي اليمن خاصة، من خلال نزع سلاح الحوثي ومنع تسليحه بأي صورة، وأن ينخرط مع الشعب اليمني في حكومة شرعية تهتم بالحاضر اليمني، وتراعي مصالح دول الجوار، وتعود إلى عروبتها وتمنع تدخل حكومة الملالي في شؤونها الداخلية، كما أوضح وزير الطاقة في المملكة بأن أمن مضيق باب المندب وجنوب البحر الأحمر مصلحة دولية مشتركة تقوم المملكة فيها بواجباتها بشكل كامل، ولكن يجب على المجتمع الدولي القيام بمسؤولياته أيضا. هذه المسؤوليات تبدأ بدعم جهود قوات التحالف وجميع التدابير التي اتخذتها في هذا الشأن. 
 ها هي الأسواق – كما هي العادة أيضا – تتلقى هذه الأنباء من المملكة بارتياح كبير، واعتبر محللون دوليون أن عودة الملاحة إلى طبيعتها في البحر الأحمر ستدعم استقرار تجارة النفط العالمية، وتقلل من المخاطر الجيوسياسية التي تأثرت بها سوق النفط الخام على مدار الأسابيع الماضية، نعم هكذا هي الحال، فهناك من يريد دائما بعثرة الأوراق في السوق النفطية باختلاق مشكلات لا حصر لها، وافتعال الأزمات وتهديد الملاحة الدولية وهناك دائما تقف المملكة بالمرصاد وتعزز الثقة بالأسواق وتبعث رسائل صادقة وصريحة من خلال استمرار تدفقات آمنة للأسواق مهما كانت التحديات والتكاليف، التي تصاحب هذه التحديات والتهديدات، فسلامة الأسواق النفطية سلامة للاقتصاد العالمي والنمو واستقرار الأسعار في جميع الشعوب، حتى لو كان من بين هذه الشعوب من يتدخل في الشأن السعودي ويغرر بأبنائه، لكن هذه الخلافات لا تثني المملكة عن القيام بدورها الأصيل تجاه جميع الشعوب المحبة للأمن والسلام. 
 هكذا هي المملكة دوما وهكذا ستبقى، دولة تبني حضارة جديدة للعالم في شمالها وتحمي ممراته في جنوبها وتضمن اقتصادا عالميا وطاقة رخيصة، أهذه أحق بالدعم والتحالف أم دول تقطع الطرق وتقتل الأبرياء وتسعر الحروب وتصنع الدول الفاشلة في كل مكان؟

إنشرها