وكانت المريضة قد دخلت المستشفى وهي مصابة بالعمى وتم على الفور إخضاعها للفحوص ودراسة تاريخها المرضى وعمل أشعة مقطعية للقرنية لتحديد سماكة العتامة، وقد أظهرت النتائج معاناتها من ضعف في النظر منذ الصغر بسبب إصابتها بمرض وراثي تطور مع مختلف مراحلها العمرية إلى أن تدهور وضع القرنية وأصيبت بالعتامة. كما اتضح فشل القرنية الأولى التي تمت زراعتها منذ عشر سنوات وحاجتها لتغيير القرنية الحالية وزراعة قرنية جديدة.
ووضع الفريق الطبي خطة عمل متكاملة لإجراء عملية الزراعة وبعد توفر القرنية أجريت العملية التي استغرقت ساعتين تحت التخدير العام تم خلالها زرع قرنية العين باستخدام أحدث الأجهزة مع الاستعانة بتقنية الفيمتو ليزر لقطع القرنية بدقة متناهية ودون اللجوء للمشرط الجراحي ما أسهم في زرع القرنية بعناية وتجنب المساس بالخلايا المبطنة المحيطة التي بدورها أسهمت في تحسن النظر بشكل سريع بعد العملية. ومن المتوقع أن تغادر المريضة المستشفى خلال اليومين المقبلين بمشيئة الله بعدما لوحظ تحسن الرؤية لديها بنسبة كبيرة، وستخضع للمتابعة الدورية لعدة أشهر إلى أن يتحسن نظرها بشكل تام وتصبح قادرة على ممارسة حياتها بصورة طبيعية.
وأبان الفريق الطبي أن هذا المرض يصيب نسبة كبيرة من المرضى، حيث يبدأ بعد مرحلة البلوغ وحتى الأربعينيات، وقد يؤدي في بعض الحالات المتأخرة إلى فقدان البصر بصورة كلية ويكون عندئذ الحل الوحيد هو زراعة القرنية لاستعادة البصر خصوصا بعدما أصبحت من أكثر العمليات نجاحا وأمانا وفتحت باب الأمل أمام كثير من المرضى في عودة الإبصار إليهم بصورة جيدة وطبيعية، شريطة أن يتم اختيار الطبيب والمكان المؤهلين لإجراء مثل هذه النوعية من الجراحات الدقيقة.
أضف تعليق