FINANCIAL TIMES

تفاديا للصدمة .. مستثمرو الأسهم مطالبون بتخفيض سقف التوقعات

تفاديا للصدمة .. مستثمرو الأسهم مطالبون بتخفيض سقف التوقعات

بالنسبة إلى مستثمري الأسهم، اكتسب الرقم 20 مكانة بارزة هذا العام. عما قريب قد يصبح الرقم المرتقب نصف سالف الذكر.
مع إعلان أكثر من ثلاثة أرباع الشركات المدرجة ضمن مؤشر إس آند بي 500 نتائجها عن الربع الثاني، تبين أن معدل النمو المكون من مزيج من الأرباح المقدرة والأرباح الفعلية بلغ، وفقا لـ "فاكت ست"، مستوى أعلى من 23.9 في المائة من المستوى الذي وصل إليه في الفترة ذاتها من العام الماضي. هذا رقم يسيل له اللعاب يأتي عقب معدل نمو في الأرباح بلغ 24.8 في المائة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام، ويُبقي توقعات نمو الأرباح لباقي العام عند نسبة 20.5 في المائة.
بالنسبة إلى العام المقبل، يتوقع محللون في وول ستريت أن تحقق الشركات نموا في الأرباح بنسبة تصل إلى 10.4 في المائة فقط. وفي الوقت الذي يمضي فيه هذا العام، فإن النظرة في توقعات عام 2019 ستصبح حادة أكثر من قبل.
يقول نيكولاس كولاس، المؤسس المشارك في "داتا تريك"، "الأسواق تخصم ستة أشهر – هذا هو التقييم التقليدي القديم المتبع في وول ستريت لبيان مدى أهمية الأرباح. ونحن الآن نعبر باتجاه المرحلة الزمنية التي تكون فيها أرباح العام المقبل هي التركيز الأساسي للسوق".
بالنسبة إلى كولاس وآخرين، يبدو رقم الـ 10 في المائة مريحا إلى حد ما نظرا لعدد عوامل اللبس الآخذة في الظهور. هناك توترات تجارية، وتهديد بارتفاع التضخم، وانتخابات نصفية أمريكية في تشرين الثاني (نوفمبر)، وارتفاع في أسعار الفائدة، والأكثر حداثة، التساؤلات حول معدل نمو ما يسمى أسهم الـ "فانج" Faang التي فعلت الكثير لدفع السوق نحو مستوى أعلى.
القلق بشأن النمو المستقبلي في كل من "فيسبوك" و"نتفليكس" كان سمة لموسم الأرباح الحالي، ما أدى إلى تراجع أسهم كلتا الشركتين، بينما أصبحت "أبل" الأسبوع الماضي أول شركة تصل قيمتها السوقية إلى أكثر من تريليون دولار، بالتالي يتعين على المستثمرين أن يقرروا ما إذا كانت أسهم الـ "فانج" ستواصل المسيرة معا.
العام المقبل سيكون أيضا أكثر قسوة من نواح أخرى. إذ لن تحصل الشركات الأمريكية على مقارنة سهلة، لأن تخفيضات ضرائب الشركات الأمريكية التي أصبحت قانونا في كانون الأول (ديسمبر) عملت على تعزيز الأرباح.
مايكل آرون، كبير مختصي الاستثمار الاستراتيجيين لدى "ستيت ستريت جلوبال آدفايزرز"، يرى أن "نسبة الـ 10 في المائة تبدو كأنها من ذلك النوع من الأرقام التقديرية غير الدقيقة".
ولاحظ أيضا أن نمو الأرباح بنسبة 10 في المائة في مؤشر إس آند بي 500 يجعل الأرباح تصل إلى نحو 178 دولارا للسهم الواحد، ومن ثم يتم حسابها بمضاعف يصل إلى 17 مرة، ويجعل المؤشر يصل إلى أكثر من ثلاثة آلاف نقطة. وهذه مكاسب لائقة بالمستويات الحالية، لكنها ليست من ذلك النوع من العائدات الضخمة التي حظي بها المستثمرون في الفترة الأخيرة.
وبحسب آرون "يتطلع كثيرون منذ الآن إلى أرباح العام المقبل ويحاولون تحديد ما إذا كان نمو الأرباح سيكون كافيا ليعمل حافزا لرفع أسعار الأسهم، لكن القرار لم يتخذ بعد".
يمكن أن يكون أحد المحفزات الإيجابية هو "التأثير الثلاثي" للتخفيضات الضريبية، وزيادة الإنفاق الحكومي، وعودة أرباح الشركات، التي لم تكن من وجهة نظر آرون، ماثلة تماما في الاقتصاد الحقيقي.
لكن في مقابل ذلك هناك الضغط المحتمل على الهوامش. وفقا لبيانات "فاكت ست"، صافي هامش الأرباح للربع الثاني الذي وصلت نسبته إلى 11.8 في المائة، هو الأعلى منذ أن بدأت المجموعة حساب الرقم في عام 2008.
يقول مايكل أندرهيل، كبير الإداريين الاستثماريين في "كابيتال إنوفيشن"، "تحسن الطلب وارتفاع الأسعار سمح للشركات بالحفاظ على الهوامش حتى الآن، ومع استمرار النمو الاقتصادي في الازدياد بوتيرة أعلى من الاتجاه العام وظهور بعض علامات الحياة على التضخم، نعتقد أن هذه الدينامية يمكنها الاستمرار حتى النصف الثاني من العام".
ويضيف "مع ذلك، في النهاية سيأتي اليوم الذي تنتهي فيه هذه الأوقات الطيبة. فقد بدأت الشركات في الإبلاغ عن أن تكاليف المدخلات آخذة في الارتفاع، ومع استمرار "الاحتياطي الفيدرالي" في رفع أسعار الفائدة جنبا إلى جنب مع ارتفاع الأجور، يبدو من المعقول أن نتوقع أن تتعرض الهوامش والأرباح لضغوط في عام 2019".
بالنسبة إلى ديف لافيرتي، كبير المختصين الاستراتيجيين لدى شركة ناتيكسيس لإدارة الاستثمارات "السوق عالقة بين هذا الدعم من الأساسيات من ناحية "من النمو القوي للأرباح" وبين الضغط المتزايد بسبب المخاطر الرئيسية".
وفي الوقت الذي يتوقع فيه هو وغيره من المستثمرين أن تتمكن الأسهم الأمريكية من الوصول إلى مستوى أعلى خلال بقية هذا العام، تبقى الآفاق بالنسبة إلى عام 2019 غامضة إلى حد كبير.
يرى لافيرتي أن نمو الأرباح بنسبة 20 في المائة في مؤشر إس آند بي 500 هذا العام هو في الأساس "أمر مضمون ومؤكد"، لكن تحقيق النمو بنسبة 10 في المائة خلال 2019 "ليس مضمونا على الإطلاق".
يقول "الخطوة الرئيسية المقبلة بالنسبة إلى الأسهم هي عندما تبدأ السوق الأخذ في الحسبان ما سيبدو عليه النمو في فترة ما بعد عام 2018 الذي نعلم منذ الآن أنه مذهل". ويضيف "في وقت ما من هذا العام، سيتوقف الناس عن الحديث حول نمو الأرباح بنسبة 20 في المائة لهذا العام وسيبدأون الحديث حول مدى واقعية النمو بالنسبة ذاتها في العام المقبل".
إن لم يتمكن هذا التقدير من الصمود أو تعرض للتخفيض، فربما تكون توقعات مكاسب الأسهم للعام المقبل في حدود قريبة من 6 أو 7 في المائة.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES