Author

لا يصلح العطار

|
ظهرت في زمن سابق حيلة اقترحها شخص ما، تحسن البصر وتعيده إلى طبيعته. أذكر أن الفكرة أخذت وقتها كثيرا من الاهتمام وجربها كثيرون، كانت تتركز على تنفيذ عمليات تتعلق بعضلات العينين، لكنها تفشل دوماً في تحقيق المطلوب. صاحب الفكرة ينقلك بطريقته بين حركات معينة، بغرض تفعيل الفوارق بين العينين، لتتحول إلى تزامن بصري باهر – كما كان يروج له – بعد فترة من المحاولات أظنها كانت أسبوعا، يكتشف من كان ينفذ الحركات أنه وضع نفسه عرضة للسخرية، وهو يفتح عيناً ويغلق الثانية بطريقة مضحكة. ثم اندثرت الفكرة. هذه نظرية الخداع التي يمارسها كثيرون ممن يحاولون أن يتكسبوا من وراء طرح حلول غير ذات قيمة للمحتاجين من الناس. تتركز في اختيار المشكلة بعناية، ومراقبة نشوئها وتطورها، ومن ثم ربطها بحلول تكون مقبولة لدى من يحتاجون إلى حل المشكلة التي يعانونها. تأتي الخطوة التالية وتتمثل في تقديم حل لا يقدم ولا يؤخر، لكنه ينفذ على مراحل وعلى مدى أيام أو أسابيع، كلما طالت مدة اختبار الحل وتنفيذه، جذبت الفكرة مزيدا من الضحايا. فإن كانت الفكرة تتعلق بمنتج ما، ولها مردود مادي على منشئها، فالمدة الأطول تجذب من يريدون استغلال حاجة الناس. لعل أكثر من يخدعون بهذه الأساليب هم المرضى بشتى الأمراض، هنا نشاهد كثيرا من الخدع التي تتعامل مع المرضى بتقديم آمال زائفة لا يصدق منها شيء، بل إن كثيراً منها قد تكون نتائجه عكسية، فتضر أكثر مما تنفع. لن أدخل في النوايا، لكن كثيرين ممن يروجون الفكرة قد يفعلون ذلك، وهم يجهلون خطورة ما يفعلون، بل إنهم قد يكونون مستَغلين من قبل مجموعات جشعة، لا يهمها سوى الربح المادي. هنا - بالذات - أحذر مشاهير مواقع التواصل، الذين يروجون لمنتجات وأفكار وأساليب حياة، مظهرها جاذب لكن محتواها خطر أو ضار أو مستغل للناس. استغلال المشهورين هو الحالة التي تحقق المكاسب الأكثر، وهي ما تقوم عليه منظومة الدعاية والإعلان العالمية، فليتق هؤلاء الله عندما يروجون لأي شيء. لا تزال هذه الأفكار والمحاولات الخطرة لاستغلال المحتاج تنتشر، وحلها الأهم لا يعتمد على العشم وتمني الفزعة، إنما على قوانين صارمة، تحمي صحة الناس وأموالهم.
إنشرها