Author

الملك في «نيوم» .. الأحلام حقائق

|

نحن قادرون على جعل الأحلام حقائق، وهكذا نفعل دوما، نحن نمتلك أكبر مخزون عالمي من المناطق السياحية التي لم تُستثمر بعد، وتمثل ثروة قد تتجاوز ثروات النفط والمعادن الطبيعية، نحن صادقون مع أنفسنا ومع شعبنا ومع العالم، نحن نسير في الطريق الصحيح، ونستثمر في بلادنا في التنوع الاقتصادي والمكان والإنسان، هذه عناوين من كثير يمكنها أن تصف قرار خادم الحرمين الشريفين بقضاء إجازته في "نيوم" في منطقة تبوك، التي تقع على مساحة 26,500 كم2، وتطل من الشمال والغرب على البحر الأحمر وخليج العقبة. "نيوم" لم تكن مجرد "صوفيا"، ولم تكن مجرد مدينة اقتصادية عادية، بل هي مشروع استثماري إنساني صناعي حضاري عملاق، مشروع لمستقبل الأجيال المقبلة، مشروع التنوع الاقتصادي وعدم الاعتماد على النفط، مشروع جذب الاستثمارات العالمية والتقنية الحديثة، مشروع الطاقة المتجددة والنظيفة، مشروع السلام العالمي وملتقى الأمم، مشروع في قلب الكرة الأرضية.
لم نكن نتصور قبل نحو عام تقريبا من الآن، أن يعلن خادم الحرمين الشريفين قضاء إجازته في "نيوم"، فعلى مدى الأشهر الماضية استطاعت الهيئة الخاصة لمشروع نيوم برئاسة ولي العهد تحويل الحلم إلى واقع، لتبدأ الحياة فعليا في المنطقة، حياة جديدة كليا، دشنها خادم الحرمين الشريفين بنفسه، أرض جديدة تماما في منطقة لم تكن الأجيال السابقة قادرة حتى على عبورها، واليوم هي منتجع سياحي عملاق، يستقبل أهم شخصية عالمية، يتابع العالم أجمع قراراته الدولية المؤثرة في اتجاهات السياسة والمال والأعمال. وعندما يقرر خادم الحرمين الشريفين قضاء إجازته في "نيوم"، وهو ملك الحزم والعزم، الملك الذي رفع راية مكافحة الفساد، وعاقب كل من ثبت تورطه في ذلك، ندرك جميعا أن "نيوم" أصبحت حقيقة واقعة، وأن العمل هناك وصل إلى مرحلة من الدقة والإتقان، ما تشرف به لاستقبال خادم الحرمين الشريفين. وبهذه الزيارة التاريخية تبقى "نيوم" مشروعا ضخما، ويستحق كل الجهود التي تُبذَل فيه، وإذا كان هذا ما حققته "نيوم" في أشهر قليلة، فإن المقبل سيكون حافلا بالمفاجآت السارة للمجتمع السعودي، بل للعالم أجمع.
"نيوم" تجاوزت مرحلة الحلم، وأصبحت واقعا، هذه أهم رسالة نقرأها في إجازة خادم الحرمين الشريفين، والقيادة السعودية تذكرنا من "نيوم" اليوم بأن السعوديين هم العنصر الأهم لنجاح المشروع، وأنهم الهدف الأول له، وتنمية سياحتهم الداخلية واستثمار أموالهم فيها في أمن وأمان، وحمايتهم من كثير من مرهقات السفر والتأشيرات والقلق.. "نيوم" هي المملكة العربية السعودية في حلة سياحية جديدة، منطقة عالمية رائعة، يسهل على أي فرد سعودي وعائلته أن يصل إليها بسهولة، منطقة إنجاز وصناعة حديثة وعمل وطاقة متجددة، ومنطقة ترفيه وسكن، منطقة سياحة وسواحل ورياضة وآثار، منطقة الأجواء الساحرة والمناظر الخلابة.
"نيوم" هي الحضارة الإنسانية في ثورتها الصناعية الرابعة، هي مستقبل الطاقة والمياه، ومستقبل التقنيات الحيوية والغذاء، ومستقبل العلوم التقنية والرقمية والتصنيع المتطور والإنتاج الإعلامي، وهي الترفيه الجديد، كل ذلك وأكثر باستثمارت تتجاوز 500 مليار دولار من صندوق الاستثمارات العامة، إضافة إلى المستثمرين المحليين والعالميين.

إنشرها